الأقباط متحدون - إتصل بي صديق .. زغاريد في الترجمان ..!!
  • ١٧:٤٤
  • الاثنين , ٢٨ اغسطس ٢٠١٧
English version

إتصل بي صديق .. زغاريد في الترجمان ..!!

نبيل المقدس

مساحة رأي

٣١: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٨ اغسطس ٢٠١٧

 الترجمان
الترجمان
نبيل المقدس
الذي أعرفه من زمن قريب أن الحكومة من خلال مجلس الحي , إحتارت في كيفية التعامل والتصرف مع البائعين الشباب الذين إفترشوا رصيفي شوارع القاهرة و القادمين من الصعيد يبحثون عن مصادر رزق بعد ما ضاقت بهم الحياة في قراهم .. ولاشك وجودهم في منطقة شارع الجلاء تسبب في ازمة كبيرة في حركة المرور , وتشويه منظر المنطقة , وخصوصا أن هذه المنطقة هي مركز القاهرة , والواجهة لأكبر عواصم الدول العربية بل منطقة الشرق الأوسط. 
 
     وجدت المحافظة في منطقة جراج الترجمان التي تقع خلف مبني الأهرام الحل الذي يرضي جميع الأطراف , مع بعض التحفظات من البائعين , وهو أن المنطقة  يقل فيها المارة .. فإضطر الشباب يعتبرونه امر واقع , وحاولوا أن يكيفوا ويرتبوا أمورهم علي هذا الوضع لكنعلي مضض . لكن وكما تعودنا من حكومتنا الحالية أنها تترقب اللحظة المناسبة لكي تحل مشاكل ابنائها , فوجدت حلا اتمني شبابنا أن يستغلها الإستغلال الكامل , ويجدون أنفسهم أصحاب اعمال المستقبل . 
 
 قام نائب محافظة القاهرة بالتوجه إلي هؤلاء الشباب المتعطش للعمل الجدي بإعادة تنشيط  سوق الترجمان الذي توقف سنوات لكن بطريقة أكثر إتساعا واكثر مساهمة ومشاركة في جميع أنواع السلع .. مما يسبب رواجالهؤلاء الشباب .. يادوب تم الإعلان عن الفكرة هرعت جميع الشركات بانواعها في المشاركة في هذا السوق مع تخفيض الأسعار .. وما أدهشني ان جميع الشركات المُصنعة والمستوردة أرسلت منتجاتها بقلوب مملوءة وطنية وحب ومسئولية نحو الشعب والوطن .. لذلك تم وضع شعار لهذا السوق " في حب الوطن" ..  اكيد في زحمة الشراء ودوران حركة البيع والشراء بدأ شبابنا يروجون سلعهم بأسعار مغرية ... السوق الأن يعمل منذ ايام  ولمدة علي ما سمعت 4 شهور إلي 5 شهور , 
 
سوق الترجمان ليس فقط نَشّطَ  البيع والشراء لكنه نَشّطَ أيضا مهن غير مباشرة مثل عربيات النصف نقل لنقل السلع الكهربائية إلي بيوت المشتريين ومعهم الحمالين , وإنتشرت الكثير من المهن أمثال الأعمال الكهربائية والسباكة والنجارة, والبوفيهات .. ولا ننسي أن مثل هذا السوق يسبب تشغيل الكثير منالمصانع المغذية للسلع أمثال مصانع علب الكرتون بأحجامها المتعددة ومصانع شنط البلاستيك وغيرها من مصانع التغليف المختلفة .. كما ان بعض الشركات التي تعرض سلعها وظّفت مؤقتاالكثير من الشباب لديها في مراقبة المعروض من الأيادي غير النظيفة . وكانت فرصة كبيرة لشركات الأمن للحفاظ علي سلامة المعروضات بعد الإنتهاء اليومي من العرض . وما أدهشني ان الكثير من العائلات كانت تذهب إلي السوق بالليل ليس شرطا للشراء لكن علي الأقل للخروج من حالة التشاؤم إلي حالة التفاؤل حتي لو لم يشتروا شيئا من السوق.
 
لا شك أن الأسواق وخصوصا اسواق السلع الكهربائية المنزلية وغيرها من السلع الدائمة تحتاج تسعير لها بطريقة صحيحة .. والذي يحدد سعر السلعة الواحدة لجميع الشركات المُصنعة هو تحديد مواصفات دقيقة عالمية مُعترف بها من جميع بلدان الصناعية الكبري. هذه المواصفات تدخل في كل جزء من الجهاز . مع متابعة الدورية من الرقابة الصناعية علي إلتزام المصانع والشركات المستوردة بالمعايير العالمية ...!! 
 
   عندما اذهب لزيارة ابنتي المقيمة في امريكا .. اشاهد الكثير من هذه الاسواق تُقام مرة في الأسبوع السبت والأحد .. حيث يتم إغلاق أحد الشوارع الطويلة لمنع مرور السيارات وغيرها من مواصلات النقل .. ويتم فرش عرض الشارع بالسلع من جميع الأنواع , وعندما تمر وتتفقد المعروضات تشعر انك تمشي في كرنافال جميل يعطي الأمل في نفوس المارة , وخصوصا أنك تسمع نغمات الموسيقي وتجد بعضا من المارة من جميع الأعمارو الذين يبتاعون بعضا من السلع يرقصون بفرح وبهجة علي هذه النغمات . 
 
     هذا ما يحدث في سوق الترجمان .. فقد إتصل بي قريب بالتليفون يحفزني أن اذهب إلي السوق .. فقد روي لي أنه عندما اقترب من السوق بدأ يسمع زغاريد .. وهذا ما جعله يتحمس ويدخل السوق وبدأ يشق طريقه بصعوبة لكي يشاهد المعروضات .. فكان كل وقت وأخر يسمع الزغاريد من بعض الزائرين  لأنهم تقريبا كان يتم شراء المتطلبات الخاصة بجهاز العريس او العروسة .. ووصف لي في التليفون أن هذه العائلات يرقصن بالذات عند شراء حجرات النوم ... 
 
وبينما كان يسرد صديقي ما شاهده .. فجأة لم استطع أن أحبس دموعي .. فقد تذكرت الحزام التي إشترتهُ لي إبنتي عندما زرنا أحدي هذه الأسواق في امريكا...!!! 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد