الأقباط متحدون | لماذا فازت نعم ؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٠٥ | الخميس ٢٤ مارس ٢٠١١ | ١٥ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٤٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لماذا فازت نعم ؟

الخميس ٢٤ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: حليم اسكندر
اثبت استفتاء  السبت 19 مارس 2011 الخاص بالتعديلات الدستورية  بما لا يدع مجالاً للشك مدي تغلغل النزعة الدينية وهذا " شئ ايجابي "  !!  واقصد بذلك أن تمسك الشخص بالتعاليم الدينية والقيم والمبادئ شئ رائع ولا يختلف احد بشأن ذلك والمفترض أن يظهر ذلك في التعاملات اليومية بين الناس ويحافظ علي الأمن والأمان داخل البلاد ويقلل من الجرائم الأخلاقية وأعمال البلطجة التي زادت عن الحد فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن حادث أو أكثر من تلك الحوادث البشعة !! ولكن ما يدعو للأسف و الحزن والآسي أن يكون هذا التدين شكلياً أو مظهرياً !! وهذا هو الواقع المؤسف والمرير !! وإلا ما هو معني هذا الكم  المنتشر من الفساد والجرائم الأخلاقية وأعمال البلطجة والعنف الغير مبرر؟ أليس من المفترض انه كلما زاد تدين الناس قلت الجرائم و وأعمال العنف والبلطجة فيما بينهم ؟ فلماذا يحدث العكس إذن؟ ألا يعد ذلك دليل دامغ علي المظهرية والشكلية والتستر تحت ستار وعباءة التدين الزائف؟

كما اثبت هذا الاستفتاء أيضاً مدي انقياد القطاع العريض من الشعب وجهله السياسي، فالغالبية العظمي من الشعب خرجت لتقول " نعم " دون أن تعرف ماذا تعني كلمة نعم وما هي النتائج المترتبة عليها !! إنما خرجت لتقول ذلك لنصرة الدين !! فقد صور لهم المنتفعين من قول " نعم " إنهم يقدمون خدمة لدينهم ولعب هؤلاء علي وتر الدين والمادة الثانية من الدستور !! رغم أن المادة الثانية لم تكن من بين المواد المطروحة للتعديل علي الإطلاق !! 

فقد خرج الناس وأمامهم مهمة مقدسة وهي نصرة الدين ومعظم هؤلاء إما لا يجيدون القراءة والكتابة أو يحملون مؤهلاً ولكن تنقصهم الخبرة والدراية والوعي السياسي !! و لذلك لم يكن اختيارهم بين " أوافق " أو " لا أوافق " ولكن كان اختيارهم بين " الدائرة الخضراء " أو " الدائرة السوداء " !! ولا شك أن اللون الأخضر: لون ذو جاذبية خاصة وهو من الألوان المريحة للعين، كما انه يبعث علي الأمل والتفاؤل ويبشر بغد أفضل ومستقبل مشرق !! علي عكس اللون الأسود الذي يدعو للكآبة والحزن والتشاؤم وينذر بمستقبل مظلم !! لذلك فقد كان اختيار اللجنة المشكلة لإجراء الاستفتاء للألوان اختياراً موحياً !!

جميل جداً أن يخرج هذا العدد من الناس للمشاركة فتلك ايجابية محمودة !!  ولكن ما يدعو للأسف هو أن خروج هؤلاء الناس لم يكن بدافع الوطنية والوعي السياسي فحسب،  إنما كان أيضاً وبشكل أكثر تأثيراً - بسبب الانتماء الديني !! فلولا " تديين الاستفتاء " ما خرج هذا العدد من الناس لدرجة أن بعض الطوابير امتدت لمسافة 3 كيلومترات في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ مصر !! صحيح أن الانتخابات السابقة كانت نتائجها محسومة و معروفة مسبقاً بسبب التزوير وعدم الشفافية ومن ثم كان عزوف الناس عن المشاركة ولكن هذا سبب من الأسباب ولكن السبب الأقوى للزيادة الكبيرة في عدد المشاركين كان " تجييشهم باسم الدين "  ويظهر هذا بجلاء ووضوح تام في اللافتات التي كانت تدعو الناس لقول "نعم" والتأكيد علي أن من يقول نعم فقد أطاع الله وانتصر لدينه ومن يقول "لا" يعد كافراً وعميلاً للأمريكان !!

والدليل علي ما أقول هو تصريح الشيخ محمد حسين يعقوب بعد إعلان نتيجة الاستفتاء والذي اسماه البعض ب " غزوة الصناديق " فقد اثني علي من قال نعم ونصر الدين، وهلل وكبر لهذا الانتصار العظيم ، وطلب من يرفض تلك التعديلات أن يبحث له عن بلد أخر !! مشيراً أن سفارات أمريكا وكندا موجودة وعلي من يرفض هذه التعديلات أن يرحل !!!  وقسم المصريين إلي فسطاطين " معسكرين " في وقت ننادي فيه بالوحدة والتكاتف من اجل إعادة بناء مصر الحديثة !!

ملاحظات:
* يخطئ من يقصر من قال " لا " علي الأقباط فقط !! فقد قال الكثير من المسلمين "لا" أيضاً.
*  كما يخطئ من يقصر من قال "نعم " علي المسلمين فقط فهناك أقباط اختاروا " نعم " !! .
* الخطأ الأكبر كان " تديين الاستفتاء " رغم انه استفتاء سياسي صرف ولا علاقة له بالدين من قريب أو من بعيد ولكنها لعبة السياسة والمصالح والأجندات والايدولوجيات الخاصة !!
* رصدت المنظمات الحقوقية بعض المخالفات الصارخة " وان كانت بالطبع قليلة " مقارنة بما كان يحدث في الماضي !! ومنها غض بعض رؤساء اللجان بصرهم وصمتهم إزاء رفض بعض المشاركين استخدام الحبر الفسفوري ، محاولة البعض التصويت أكثر من مرة ، تأخر بعض القضاة عن الوصول للجان لفترات طويلة ، عدم تمكين عدد كبير من الناس وخاصة الأقباط من المشاركة في بعض البلاد ، عدم ختم أوراق الاستفتاء في بعض اللجان !! محاولة البعض التأثير علي اختيارات الناس بالوقوف خارج وداخل اللجان وتوجيههم، استخدام ميكروفونات المساجد لحث الناس علي اختيار " نعم " !! رغم إعلان المجلس العسكري الاعلي عن منع وحظر أية دعاية أو توجيه  في اليوم السابق عن الاستفتاء ويوم الاستفتاء !!

من طرائف الاستفتاء :
1 - احد الأشخاص البسطاء كان يبحث عن " الهلال " و " الجمل " لكي يختارهم !!
2- احدي السيدات سألت ابنها : مين اللي فاز؟




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :