الأصلـيـيـن متعة بصرية وفكرية
د. رؤوف هندي
١٦:
١١
ص +02:00 EET
الاربعاء ٢٣ اغسطس ٢٠١٧
الدكتور رؤوف هندي
يٌعـتبر فيلم الأصليـيـن والذي كتبه أحمد مراد وأخرجه مروان حامد، فى تجربتهـما السـينمائية الثانية المشتركة بعد «الفيل الأزرق»،هو التجربة الفنية الأهم والأبرز عام 2017 بل لعـله أيضًا مغامرة فنية؛ولكن صناع «الأصليين» قدموا شيئًا مختلفًا تمامًا عن المألوف،لأن الفيلم يعطى التأمل والـفكر والخيال مساحة أكبرمن التشويق والتفعيل والفيلم ليس به مفاجآت عاصفةولاجرائم ولاجنس ولاسينما تجارية بل إن «الأصليين»لايغلق أقواسًا مبهمة ولايترك علامات استفهام معلّقة،بل ترك للفكروالتأمل والبحث حرية اتخاذ القرار في الرؤية والإدراك لذا فهوفـيلم يحتاج لنوعـية خاصة من الجمهورالمثقف الباحث
عن الفكروالإبداع وليس الباحث عن الترفيه والأسترخاء فهو في رأيي فيلم يصلح للمهرجانات والمسابقات الدولية وأنا في مقالي هذا لاأكتب عنه من ناحية التحليل الفني أومبناه الدرامي السينمائي فليس هذا تخصصي لكني أتناوله كتجربة فكريةعشت خلالها مع احداث الفيلم مرتين فهو متعةٌ بصرية وفكرية يندر أن تتوافر لفيلم مصري في هذا الزمن وأجمل وأرقى عبارات الفيلم في جٌملة قالها الفنان خالدالصاوي (الناس سوف تدرك في النهاية أنَّ الحظيرة التي سجنوا انفسهم داخلها هـي في الحقيـقة بـلا أسوار) وهي إشارة لسجن يحكمنا من تقاليد بالية وموروثات عفا عليها الزمن وخوف مـن التفكير والإبداع خارج هذا السجن النمطي الذي هو في الواقع بلا أسوار وهي دعـوة للإنسان أن يتمسك بحقه في الأختيار والتمرد على الـقيود التي تقـتل إبداعه وحقه الإنساني في تحديد نمط الحياة الـذي يجعـله اكثر سعادة وقدرة على العطاء والفيلم يعطي المُشاهِد مفاتيح تساعده على التأمل والرؤية لعل أبرزتلك المفاتيح كلمات مثل بهيّة وعيون بهيّة وروح الوطن والحُب والمعرفة ولاأبالغ حين اقـول ومن واقـع رؤيتي الشخصية ان تلك المفاتيح الهامة هي التي تساعـدك على إدراك معنى
ودلالة إسم الـفيلم ذاته (الأصليين) بهيّه بكل دلالتها في الحكايات الشعـبية والأغاني والقصص التاريخية وتوقفتُ كثيرا لحد الإغراق في التأمل من عبارة(بهية باين عليها طلعت شمال)والحب والمعرفة كوسائل إكتشاف ومعنى الأصلي والمزيف في تاريخنا وفي حياتنا وفي علاقتنا بالمحيطين بنا فسميرعليوة حينما قرر المعرفـة والبحث عن الحقيقة لجأ للجرائد القديمة والمخزونه في محاولة منه للبحث والمعرفة بذاته دون وسيط فعرف جانبا أخر مسكوت عليه من حكاية ياسين وبهية وكم من قصصٍ وحكاوي هي في الحـقيقة من صـنع الخيال وتحت تأثيرالخوف والإجبار تحولت لحقائق نتغنى بها! وفي رأيي فيلم «الأصليين» فى أحد أجمل معانيه أنه ينحاز بوضوح إلى معرفة تاريخ مـصر الحقيقي وتاريخ الاجداد وأثرهم الإنساني ينحاز إلى معرفة الذات وبحرية وتمرد ينحاز إلى معرفة الآخربل والتعايش معه ينحاز إلى معرفة الحق والخير والجمال الذي تحدثت عنه حضارة وادي النيل منذ آلاف السنين،وليس إلى مراقبة البشروالتدخل في شئونهم بدعوى حماية الوطن، أنه فيلم ينحازإلى الحب والخيال لأنهما صنعا الحضارة، وليس إلى الكراهية والنمطية والعادية، ولعل هذا ما دفع سمير إلى إدراك أن «الأصليين»هم المزيفون، وأنه من الأفضل أن يستثمرفى أرضه، وليس فى التجسس على الآخرين والمقصود بالأصليين ظل غامضا وترك للخيال والفكر تحديده فلم يظهر واضحا في أي جٌملة حوارية هل هم جن ؟أم امن الدولة؟ أم بشرمثلنا قرروا فرض نمط وأسلوب وقهر خاص على بقية الناس ؟ والمبهج حقًا أن الثنائى ماجد كدوانى وخالد الصاوى كانا فى أحسن حالاتهما، وقدمت منّة شلبى وكندة علوش دورين مختلفين لافتين،وقدم مروان حامد المخرج مستوى تقنيا رفيعًا مع كل فريقه المحترف،وكانت مشاهدغـرفةالمراقبة مذهلة فى الديكور والإضاءة ،وساهـمت موسيقى البارع هشام نزيه فى خلق هـذا الـجو المتأرجح بين الواقع والفانتازيا، فحق لنا أن نعتبر فيلم «الأصليين» فيلمًا مميزًا من أبرز أفلام 2017.
عن الفكروالإبداع وليس الباحث عن الترفيه والأسترخاء فهو في رأيي فيلم يصلح للمهرجانات والمسابقات الدولية وأنا في مقالي هذا لاأكتب عنه من ناحية التحليل الفني أومبناه الدرامي السينمائي فليس هذا تخصصي لكني أتناوله كتجربة فكريةعشت خلالها مع احداث الفيلم مرتين فهو متعةٌ بصرية وفكرية يندر أن تتوافر لفيلم مصري في هذا الزمن وأجمل وأرقى عبارات الفيلم في جٌملة قالها الفنان خالدالصاوي (الناس سوف تدرك في النهاية أنَّ الحظيرة التي سجنوا انفسهم داخلها هـي في الحقيـقة بـلا أسوار) وهي إشارة لسجن يحكمنا من تقاليد بالية وموروثات عفا عليها الزمن وخوف مـن التفكير والإبداع خارج هذا السجن النمطي الذي هو في الواقع بلا أسوار وهي دعـوة للإنسان أن يتمسك بحقه في الأختيار والتمرد على الـقيود التي تقـتل إبداعه وحقه الإنساني في تحديد نمط الحياة الـذي يجعـله اكثر سعادة وقدرة على العطاء والفيلم يعطي المُشاهِد مفاتيح تساعده على التأمل والرؤية لعل أبرزتلك المفاتيح كلمات مثل بهيّة وعيون بهيّة وروح الوطن والحُب والمعرفة ولاأبالغ حين اقـول ومن واقـع رؤيتي الشخصية ان تلك المفاتيح الهامة هي التي تساعـدك على إدراك معنى
ودلالة إسم الـفيلم ذاته (الأصليين) بهيّه بكل دلالتها في الحكايات الشعـبية والأغاني والقصص التاريخية وتوقفتُ كثيرا لحد الإغراق في التأمل من عبارة(بهية باين عليها طلعت شمال)والحب والمعرفة كوسائل إكتشاف ومعنى الأصلي والمزيف في تاريخنا وفي حياتنا وفي علاقتنا بالمحيطين بنا فسميرعليوة حينما قرر المعرفـة والبحث عن الحقيقة لجأ للجرائد القديمة والمخزونه في محاولة منه للبحث والمعرفة بذاته دون وسيط فعرف جانبا أخر مسكوت عليه من حكاية ياسين وبهية وكم من قصصٍ وحكاوي هي في الحـقيقة من صـنع الخيال وتحت تأثيرالخوف والإجبار تحولت لحقائق نتغنى بها! وفي رأيي فيلم «الأصليين» فى أحد أجمل معانيه أنه ينحاز بوضوح إلى معرفة تاريخ مـصر الحقيقي وتاريخ الاجداد وأثرهم الإنساني ينحاز إلى معرفة الذات وبحرية وتمرد ينحاز إلى معرفة الآخربل والتعايش معه ينحاز إلى معرفة الحق والخير والجمال الذي تحدثت عنه حضارة وادي النيل منذ آلاف السنين،وليس إلى مراقبة البشروالتدخل في شئونهم بدعوى حماية الوطن، أنه فيلم ينحازإلى الحب والخيال لأنهما صنعا الحضارة، وليس إلى الكراهية والنمطية والعادية، ولعل هذا ما دفع سمير إلى إدراك أن «الأصليين»هم المزيفون، وأنه من الأفضل أن يستثمرفى أرضه، وليس فى التجسس على الآخرين والمقصود بالأصليين ظل غامضا وترك للخيال والفكر تحديده فلم يظهر واضحا في أي جٌملة حوارية هل هم جن ؟أم امن الدولة؟ أم بشرمثلنا قرروا فرض نمط وأسلوب وقهر خاص على بقية الناس ؟ والمبهج حقًا أن الثنائى ماجد كدوانى وخالد الصاوى كانا فى أحسن حالاتهما، وقدمت منّة شلبى وكندة علوش دورين مختلفين لافتين،وقدم مروان حامد المخرج مستوى تقنيا رفيعًا مع كل فريقه المحترف،وكانت مشاهدغـرفةالمراقبة مذهلة فى الديكور والإضاءة ،وساهـمت موسيقى البارع هشام نزيه فى خلق هـذا الـجو المتأرجح بين الواقع والفانتازيا، فحق لنا أن نعتبر فيلم «الأصليين» فيلمًا مميزًا من أبرز أفلام 2017.