الأقباط متحدون - أخرسوا هذه الأصوات الدنسة !!
  • ٢٠:٤٧
  • الأحد , ٢٠ اغسطس ٢٠١٧
English version

أخرسوا هذه الأصوات الدنسة !!

مدحت بشاي

بشائيات

٥٢: ١١ ص +02:00 EET

الأحد ٢٠ اغسطس ٢٠١٧

صور_أرشيفية
صور_أرشيفية

 مدحت بشاي

من آن إلى أخر تتعالى أصوات من يدعون أن " المصالحة مع الإخوان وجماعات الشر هي الحل " بدعوى حقن الدماء والبعض منهم يحدثنا عن حقوق الإنسان ، و يتشدق أخرون " هل بإعدام سيد قطب أنهى ناصر على فتنة أهل الشر ؟ " ...
 
والحقيقة ، أن ناصر ومجلس قيادة الثورة واتخاذهم قرار حل الجماعة بالإجماع وإجراء محاكمات عاجلة  مهد لفترة عاشتها مصر في ظل الحكم الناصري هي الأهدأ في عدد الحوادث الطائفية الدموية ، والأقل في سريان دعم الفكر الإخواني بشكل عام و " القطبي " بشكل خاص ، وهو ماساهم في انتعاش نهضة ثقافية رائعة ( رغم ماقيل أنها كانت موجهة لخدمة النظام ) ... فقد شهدنا إبداعات سينمائية ومسرحية وموسيقية وتشكيلية هي الأروع والأكثر خلوداً وقيمة في تاريخ الفنون المصرية ، وأترك قارئ موقعنا الرائع " المصريون       متحدون " مع مقال نشره سيد قطب على صفحة غلاف مجلة الرسالة بتاريخ 22 سبتمبر عام  1952  لندرك كيف كان ذلك الظلامي البشع يرى فنوننا وخطته هو وجماعات التخلف لمقاومة كل إبداع وكل عمل حضاري على أرض المحروسة ..
 
كتب سيد قطب تحت عنوان " أخرسوا هذه الأصوات الدنسة " .. " محطة الإذاعة المصرية لم تشعر بأن هناك ثورة في هذا البلد ، وقد ظل إدراكها لمعنى الثورة محصوراً في  إضافة بعض إذاعات جديدة إلى البرنامج العادي ، قائمة على جهد فردي بحت ، لا على أساس انقلاب أساسي في عقلية الإذاعة !
و يعلل قطب سبب ذلك من وجهة نظره  ، قائلاً " هذا طبيعي ، فإن العقلية المشرفة اليوم على المحطة هي ذاتها العقلية التي كانت تشرف عليها منذ نشأتها ـ العذرة للرجولة والأنوثة ـ التي ينفثها في أرواحهم مخلوقات شائهة كمحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد العزيز محمود وليلى مراد ورجاء عبده وفايدة كامل وشهرزاد وأمثالهم ! .."
 
ويضيف سيد قطب " إن هذا الطابور المترهل الذي يفتت صلابة هذا الشعب ويدنس رجولته وأنوثته ، هو المسئول عن نصف ما أصاب حياتنا الشعورية والقومية من تفكك وانحلال في الفترة الماضية .إن فساد فاروق وحاشيته ، ورجال الأحزاب ومن إليهم لم يدخل إلى كل بيت ، ولم يتسلل إلى كل نفس ، أما أغاني هذا الطابور وأفلامه فقد دخلت إلى البيوت ، وأفسدت الضمائر ، وحولت هذا الشعب إلى شعب مترهل لا يقوى على دفع الظلم أو الطغيان ، وعبد الوهاب ينفث في روعه أن الدنيا سيجارة وكاس .إن هذه الأصوات بذاتها تكون جريمة وطنية وجريمة إنسانية بغض النظر عما تقول فقد تحول إلى ميوعة.. " .. انتهى الاقتباس من التصور البشع لأحد رموز التراجع القيمي والإنساني بعد ثورة  كان الناس يأملون بقيامها إحداث نقلة حضارية ..
 
وعليه ، كان رد  عبد الناصر حازماً " أخرسوا هذه الأصوات الدنسة " ولولا حلول الزمن الساداتي ورؤيته البغيضة القاصرة لجماعات الشر ، ماتم إحياء أصوات خفافيش ظلام التراجع الفكري و الحضاري من جديد في سماء المحروسة ..