بقلم: سامي جرجس
علامات استفهام طرحها الكثير من الباحثين السياسيين عن جماعة الأخوان وعلاقتها بالنظام السياسي في مصر. آثار البعض اضطهاد النظام للإخوان, في حين أكد البعض الأخر على علاقة التفاعل الخفية والصفاقات المشتركة. طرح التساؤل السابق نفسه عندما رفضت الجماعة الاشتراك آو الخروج في تظاهرة الـ 25 من يناير محددة اشتراكها بنحو 50 عضوا. لكنها قررت الاستفادة من وتيرة وتسارع الأحداث التي مرت بها الثورة عبر شبابها المستقلين والتي أوضحت آن الحراك الشعبي اقوي من أي مصالح فئوية. فقامت الجماعة بإتباع النهج البرجماتي التي اعتادت عليه فأصبحت عنصر من عناصر الحوار السياسي, ثم تطور الآمر فتخلت عن الحوار السياسي وقررت الانفراد. فكانت هي العنصر الوحيد الممثل في لحنة تعديل الدستور. هذا شيء كان متوقع لان الجماعة لم تعتاد العمل الجماعي ولم تنخرط في العمل الوطني وتاريخها السياسي يبرهن على ذلك.
إجابات التساؤل كانت غامضة ولكن في أول اختبار للجماعة جاءت الردود واضحة وضح الشمس. فها هي الجماعة تعمل مع فلول النظام وحزبه الحاكم في محاولة منها التأثير على سير عملية الاستفتاء. فالمطلع على سير عملية الاستفتاء يمكنه بسهولة أن يرى التوافق بين الحزب الوطني والإخوان. بالطبع هذا التوافق وقتي ويرتبط بلحظة الاستفتاء ويرجع إلى العلاقات التحتية بين الطرفين. كان هناك الكثير من الأقاويل ترى آن أعضاء الوطني سوف قد بدءوا في تكوين علاقات أكثر علانية مع الأخوان منوهين إمكانية انتقال عضوهم غالى الجماعة.
الآمر الأكثر اشمئزاز هو استخدام الجماعة نفس الأساليب التي اعتادت آن تنسبها إلى الحزب الوطني والمتمثلة في استخدام البلطجة. فها هي رجال الأخوان يعتدون على شباب حركة الـ 6 ابريل و الناشطة جميلة إسماعيل وغيرهم. هذا فضلا عن الزخم الديني الذي إحاطته الجماعة بعملية الاستقاء لتجعل موقفا يمثل إرادة الله ومن يخالفه فهو يخلف تلك إرادة. هذا الزخم الديني دفع احد قيادات حزب الوسط للمزايدة والقيام بالإعلان عن التوجه إلى رفع دعوة قضائية ضد رجل الاستثمار والنشط السياسي نجيب ساويرس بحجة تمويله لحملات داعية أثناء الاستفتاء، متغاضي النظر عن الجرم الأساسي التي قام به رجال الدين الإسلامي من استخدام مكثف للمساجد والفتاوي وخطبة الجمعة لحث الشعب على أتباع نهج سياسي تابع لجماعة الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية فضلا عن الحزب الوطني. الأكثر من ذلك انه بدلالة الهيئات المراقبة على الاستفتاء فان كل من الجماعة والوطني قد تفوق على كافة القوى السياسية الأخرى في عملية الدعاية الانتخابية
لعنا جميعا نتذكر حادث اطفيح وكنيستها, لقد شهدت هذه الدائرة توافد وحشد كبير للإخوان اعترفت به الصحف والمراقبين, الآمر قد يكون له مدلوله على واقع الأحداث في هذه المنطقة والتي اتهم فيها امن الدولة بالتورط.
كما أن مثل هذه المخالفات التي ارتكبتها الجماعة تثير الكثير من القلق في أمكانيه الجماعة على خلق حزب سياسي يستطيع أن يفصل بين الديني والمقدس.سمعنا وقراءنا مرارا العديد من المقولات التي تشير آن مصر بعد الثورة غير مصر قبل الثورة. الكل يؤمن بذلك ويطمح في التغير الايجابي بما يلاءم استحقاقات الشعب المصري. لكن الأمر يتخطى عنصر التطلع ويستدعينا إلى العمل على التغير, فلا يمكن آن نقبل أن يقوم أي فصيل آو جماعة بعمليات ترهيب للمجتمع والحجر على إرادته مستخدما القوة المادية وشعارات دينية تهدد امن الوطن وحريته.
باحث في دراسات السلام وإدارة الصراعات الدولية
مدرس مساعد جامعة كانسو-الولايات المتحدة الأمريكية