بقلم: ماريا ألفي إدوارد
منذ أيام قليلة صدر قرار يقضي بالإفراج عن "عبود الزمر" وشقيقه "طارق الزمر"، وهم المتهمون في قضية اغتيال "السادات" الشهيرة؛ وبالفعل خرجا وكان هناك استقبالاً حافلاً لهما من قبل الجماعات الإسلامية، والتي استقبلتهما بزفة بلدي -كما نشرت بعض الصحف- وانهالت على "عبود الزمر" عدسات الكاميرات والاتصالات الهاتفية، وأصبح نجم برامج التوك شو، وهذا أمر يدعو للغرابة.
هذا وقد أدلى سيادته بعدد من التصريحات الساخنة، منها أنه يدعو لإقامة الدولة الإسلامية، وأنه لا مانع من سفك الدماء مقابل إقامة الدين في "مصر"، وفرض الجزية على الأقباط -في وطنهم- مقابل حمايتهم، وإقامة الحدود كقطع يد السارق!!
ومن الغريب أن يصرح "الزمر" بمثل هذه التصريحات، وكأنه الحاكم بأمره وهو في الأصل قاتل، ظل معتقلاً حوالي 30 سنة في قضية اغتيال "السادات الشهيرة".
ولكن؛ بكل صراحة علينا قبل محاسبة "الزمر" على كل ما قاله، فعلينا أولاً محاسبة من صنع منه نجمًا في البرامج التليفزيونية، بل محاسبة من أصدروا قرارًا بخروجه من السجن، ليصبح هو وتصريحاته فزاعة جديدة.
خاصة وأنه يبدو واضحًا أن القرارت التي تصدر حاليًا تذكرني بما كان يفعله النظام السابق، وهو ظهور فزاعات جديدة، فالنظام السابق كان يستخدم الإخوان المسلمين كفزاعة، ولكن الآن ظهرت فزاعات جديدة أكثر خطورة من الإخوان وهم جماعات الجهاد الإسلامية والسلفيين.
والدليل على هذا أنه وبجانب قرار الإفراج عن "الزمر" وشقيقه، هو قرار الداخلية الذي صدر صباح يوم الخميس 17/3/2011 والذي يقضي بالإفراج عن شقيق "أيمن الظواهري" و60 من معتقلي الجهاد والجماعات الإسلامية.
لذا ومع كل ما نشهده كل يوم من قرارات تطلق سراح قيادات السلفيين والجهاد والجماعات الإسلامية، بات التفاؤل يختفي من عندي ومن عند كثيرين مثلي.
فحماك الله يا مصر، يبدو أنه مكتوب علينا ألا نتقدَّم وكلما نخطو خطوة للأمام، يأتي من يجعلونا نسير للخلف مليون خطوة، وفي الوقت الذي سيفكر فيه الغرب المتقدم في اكتشافات علمية جديدة، سنفكر نحن في دخول الحمام بالرجل اليمين ولا بالرجل الشمال!!