الأقباط متحدون | حلم الشهيد
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٤٧ | الاثنين ٢١ مارس ٢٠١١ | ١٢ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٣٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : .....
٠ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

حلم الشهيد

الاثنين ٢١ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: محمود الزهيري
بماذا كان يحلم شهداء الثورة , حينما تركوا أمهاتهم , وهم علي يقين أنهم من الممكن أن لايعودوا إليهم مرة أخري , وأن اللقاء قد يكون يوم القيامة , هكذا كان يري الشهداء مضاجعهم من الجنة التي عجزوا عن تحقيقها في الدنيا لأهلهم , ومواطنيهم في أوطان الطغيان والإستبداد والفساد , خرجوا لتحقيق جنة الدنيا وصولاً لجنة الآخرة المرتجاة بتحقيق جنة الدنيا , والتي رآوها في تحسين أحوال الإنسان , بداية من مأواه وسكناه , ومأكله ومشربه , وعمله وعلاجه ودواؤه , وصولاً بالحلم إلي حد الرفاهة , هكذا كانت أحلام شهداء الثورة , والتي خرجوا من أجلها تاركين أمهات محزونة من الأوضاع التي يعيشوا فيها بظلالها المأساوية المظلمة , والظالمة لهم ولأبنائهم فلذات أكبادهم ..
كان الشهداء يظلون في بيوتهم بلاعمل , والأمهات الرائدات تخرج للعمل , لقد خجلوا من أنفسهم كثيراً , وخجلوا من خوف الأباء , وضيق صدر الأمهات , ومسكنات رجال الدين الرسمي , وسلطان الجماعات الدينية المفروض فرضاً بأسباب الفقر والمرض وضيق ذات اليد , ومن فوق هذا الطغيان المضروب علي أعناق المجتمعات بسيوف الأجهزة الأمنية من عسس وجواسيس الأنظمة الإستبدادية الإجرامية القاتلة لمن يخرج عن إرادة الفساد , ومن أحزاب جاءت للحياة سفاحاً من رحم الطغيان والإستبداد , وخرجت بشهادات ميلاد ممهورة ببصمة خاتم دولة الإجرام والظلم ..
 
يأتي عيدالأم , والأمهات الحزاني لم تفارق عيونهم الشاخصة في اللاشيء إلا متمثلة صور الشهداء وفقط , دموع ملتهبة من عيون كالجمر حزناً , تنهمر لفقدان الشهيد , وقلوب معتصرة بالألم , ومكتوية بعذابات الفراق , ومكلومة لاتجد لها دواء عند طبيب يداوي أو جراح ينزع ويفصل مكان الألم , فالألم ساكن في الفؤاد , ويعتاش علي المرارات التي صنعها القتلة والطغاة والمجرمين من أتباع منظومة الفساد المطلق نتاج السلطة الإستبدادية المطلقة .. وتبقي الأمهات حزاني ملتاعات بلوعة الفراق ..
 
ماكان حلم الشهداء صعباً أو مستحيلاً بالنسبة لهم كمجرد حلم صغير أو كبير في مخيلتهم الطاهرة العفيفة , فحتي الجبناء والرعاديد يحلمون , إلا أن الشهداء خالط تحقيق حلمهم إرادة الطموح لتحقيقه , فكانت شهادتهم باقية حينما تلقوا الرصاصات بصدور فتية شجاعة , فكانوا حلفاء للموت من أجل حياة الأخرين , فكتبت شهادتهم كأدلة إدانة للطغيان والفساد والإستبداد , ودليل إدانة للرعاديد الجبناء , وشهادة موثقة بالدم , علي كل أصحاب الخيانات والسفلة والمنتفعين من السلطات البائدة وأزيالها الجبناء .. شهادة بلون الدم تشهد علي أن الحرية هذا هو ثمنها الذي يقدر بقيمة الحياة , وليس بمقدار قيمة الموت في حد ذاته ..
 
خرج الشهداء من أجل الحرية والعدالة وإزالة عروش وسلطان الطواغيت الذين كفروا بروح الإنسان , وأذلوا كرامته , وأهانوا حريته , وسرقوا مقدرات حياته الإنسانية البسيطة , ولم يكن في مخيالهم البريء آثاراً من أقوال رجال دين إلتحفوا برداء مصبوغ بألوان الوصايات الملعونة الكاذبة التي تدعو للحكام بالنصر علي الشعوب , وتكفر من يقول للحكام الطغاة , لا !!
 
ولم يسكن في مخيالهم العفيف أقوال ووصايات زعماء الجماعات الدينية التي لعبت بخيوط منسوجة بأزمات المجتمعات , ومصنوعة بأوجاعهم , وعلي أنوال الفقر والجهل والمرض , وإنما خرجوا للشهادة متعطرين بعطر الحرية , والتحفوا بأكفان صنعت من قماش الكرامة الإنسانية , صنعوها بإرادتهم وطموحهم الشهيد , من أجل تحقيق دولة العزة  والعدالة , من أجل دستور لإنسانية الإنسان , تقاس مواده علي الحرية والعدل والمساواة بين بني الإنسان , بلا عنصريات دينية تفرق بين الشهيد المسيحي , والشهيد المسلم  , أو مذهبية  مجرمة تنحاز لتيار ضد تيار , أو إيديولوجيا خانقة جامدة , دستور لايفرق بين رجل وإمراة , بلا تفرقة بين أمه وأبيه في الحقوق والواجبات, وقوانين تحفظ الكرامة لأمهاتهم , وتمسح الذل عن جباه آبائهم , فكانت الشهادة هي أعظم هدية للأمهات في عيد أمهاتهم !!
سلاماً للأمهات في عيدهم ..
وإنحناءاً وتبجيلاً لأرواح الشهداء ..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :