لتكن مشيئتك
سامية عياد
السبت ١٢ اغسطس ٢٠١٧
12/8/2017
عرض/ سامية عياد
طلبات و رغبات نرفعها الى الله فى صلاتنا قد يرفضها الله وربما يؤجلها ليس لأنها خاطئة إنما لأجل اختبار هام ينبغى أن نجتازه هو الموت عن المشيئة الشخصية..
نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "افعل كما نطقت" حدثنا عن كيفية التغاضى عن المشيئة الشخصية مقابل مشيئة الله التى تريد لنا الصالح دائما ، خير مثال على اجتياز اختبار الموت عن المشيئة الشخصية دواد الملك ، لقد رغب دواد أن يبنى بيتا للرب الذى أحبه ليسكن فيه وسط شعبه ، لكن الرب رفض طلبته قائلا له "أنت لا تبنى لى بيتا ، ولكن ابنك الذى يخرج من أحشائك هو يبنى بيتا لاسمى" لم يتذمر دواد ولم يعترض على مشيئة الرب بل كانت صلاته عجيبة تحمل رسالة خاصة لنا وهى كيف نموت عن مشيئتنا الخاصة ، لقد اتضع دواد أمام الرب "من أنا يا سيدى الرب؟.." فالاتضاع يعلمنا الخضوع لمشيئة الرب ، لم يرد فى صلاته كلمة عتاب واحدة لله على رفضه طلبته ، لقد قبل دواد عن رضى مشيئة الرب ولم يتمسك برغبته الشخصية "والآن أيها الرب الإله .. افعل كما نطقت" ، لم يطلب دواد النبى لنفسه طلبة واحدة بل ختم صلاته هكذا "ليتعظم اسمك الى الأبد .. وبارك بيت عبدك ليكون الى الأبد أمامك" .
لقد أسس دواد منهجا روحيا فريدا نسير عليه فى اختبار الموت عن المشيئة الشخصية ، لقد اختار دواد سلامه وسلام مملكته بطاعة الرب وتنازل عن رغبته فى بناء البيت وهذا يعلمنا ضرورة التنازل عن رغباتنا التى قد تهدد سلام الكنيسة لأن ثمر البر يزرع فى السلام ، كما أن فرح دواد أن تتم مشيئة الرب حتى وإن كانت من خلال غيره "ابنه سليمان" وابتدأ يعد كل ما سيحتاجه ابنه لبناء البيت عالما أن الله هو البانى الحقيقى وكان دائما يرنم "إن لم يبن الرب البيت فباطلا يتعب البناؤون" ، لقد رأى دواد أن الرب وحده هو صاحب العمل ومتمم الرغبات فلم يهتم لمن ينسب مجد البناء بل فرح بتمجيد اسم الرب وسكناه وسط شعبه لذا كان وعد الرب لدواد عن ابنه سليمان "فأجعل سلاما وسكينة فى إسرائيل فى أيامه".
مهما كان قدر طلبتنا ورغباتنا من فوائد علينا أن ننصاع لمشيئة الرب ، سلام البيت والخدمة والكنيسة أهم بكثير من المشيئة الشخصية ..