داعش وأوربا أزمة أمن أم أزمة حضارة
سليمان المنياوي
٠٠:
١٢
ص +02:00 EET
السبت ١٢ اغسطس ٢٠١٧
سليمان المنياوي
بلغت الحوادث التي قامت بها التنظيمات الإرهابية في قلب القارة العجوز أوربا (124)حادثا في أغلب المدن والعواصم الأوربية وأدت الي قتل وجرح (211)، مابين اعوام (2014/2017) بمعدل حادث كل شهرين تقريبا وبشكل متواتر،الأمر الذي يطرح علي مائدة الباحثين ماهية قوة ونفوذ تنظيم التنظيمات الإرهابية خاصة داعش؟ وان كان الكثيرين ينتقدون بشكل مشروع أجهزة الامن المصرية وايجة القصور فيها تري ماذا يحدث في الامن القوية جدا باوربا ؟ هل هي أزمة أمن أم أزمة حضارة؟
نبدأ بما حدث صباح الاربعاء الماضي ، تعرض (6)أفراد أمن فرنسيين لحادث دهس متعمد وفق رواية الشرطة الفرنسية أمام احد معسكرات العاصمة الفرنسية باريس ،يأتي ذلك بعد محاولة الطعن الفاشلة التي وقعت قبل حادث الدهس بأيام ، يرتبط هذا الهجوم قبل انتهاء المائة يوم من دخول ايمانويل ماكرون الي الاليزية وما وعد بة ورصد له مليارات لتأكيد علي ان الارهاب لن يعود مرة اخري في فرنسا ،وكانت فرنسا في الفترة من (11وحتي 19 مارس 2014)شهدت مدينتي مونتوبان وتولوز الفرنسيتين سلسلة من الهجمات الارهابية وكان الارهابي محمد ميراه فرنسي من اصول جزائرية قد استهدف جندي فرنسي مسلم الديانة، وفي الهجوم الثاني قتل علي اثرة "جنديين" فرنسيين في مركز تجاري بمدينة مونتوبان ، بينما اسفر الهجوم الاخير الذي وقع (19 مارس عن مقتل 4بينهم 3أطفال في احدي المدارس اليهودية الفرنسية ).
في (7 يناير 2015) ، وقع حادث الهجوم المسلح علي صحيفة شارل ابدو الفرنسية بالعاصمة باريس واسفر الحادث عن مقتل (12 شخصا بينهم "شرطيين"و4 من ابرز فناني الكاريكاتير، واصيب 11 )، علي اثر نشر الصحيفة رسوم مسيئة للدين الاسلامي .
في(13 نوفمبر 2016 )، شهدت ايضا باريس سلسلة من التفجيرات استهدفت مناطق متفرقة من العاصمة ، مثل مطعمي بيتيت كامبودج ولوكاريلون ، اضافة الي تفجيرات في محيط استاد فرنسا ،اثناء حضور الرئيس الفرنسي حينذاك فرانسو اولاند لحضور مباراة ودية بين فرنسا والمانيا ،وبعدها تفاقم الوضع بعد احتجاز الارهابيين رهائن في مسرح باتاكلان ، كل تلك الحوادث اسفرت عن مقتل (137 ) شخصا ، ناهيك عن حوادث الدهس في نيس واطلاق النار في الشانزازية وغيرها من الحوادث ، بعيدا عن الادانة والتضامن فأن حادث الدهس الاخير لن يكون الاخيركما انة ليس الاول، كما انة لم يحدث في فرنسا احداث مماثلة في نصف قرن مضي ، كما تجدر الاشارة ووفق التصريحات الرسمية الفرنسية فأن كل الارهابيين يحملون الجنسية الفرنسية سواء كانوا من اصول فرنسية او عربية الا انهم ولدوا وتربوا وتعلموا في فرنسا .
ومن فرنسا الي عواصم اوربية اخري ،علي مدار السنوات السابقة وقعت الدول الاوربية هدفا لتنظيم داعش وتكررت حوادثة الارهابية في عدة دول اوربية ، محطات ومطارات ، وأماكن سياحية ، مثل تفجيرات بروكسل التي ادت الي مقتل ( 35شخصا واصابة 135)، وتفجيرات ،استوكهولم في نفس العام والتي انفجرت فية قنبلتين في وسط العاصمة السويدية ، واصيب "شخصان" ، وفي( مايو 2014 ) اطلق مسلح النار علي المتحف اليهودي بالعاصمة البلجيكية بروكسل ، مما اسفر عن مقتل (4) اشخاص ، وأغلق المتحف اربعة شهور.
وحادث فرانكفورت (مارس 2014)، حينما فتح مسلح النار علي حافلة تابعة للقوات الجوية الامريكية خارج صالة الوصول في مطار فرانكفورت بألمانيا ، مما ادي الي مقتل" طيارين أمريكيين واصابة اخرين "، واكتشف ان الارهابي كان كوسوفي .
ولا يفوتنا مثلا ان نذكر بهجمات العاصمة البريطانية لندن في (3 يونيو 2017)
وفي كوبناهجن العاصمة الدنماركية في (فبراير 2015) ضرب هجوم مسلح ندوة "الفن وازدراء الاديان وحرية التعبير" وتم تنظيمها لتكريم ضحايا الهجوم علي مجلة شارلي ابدو الفرنسية وقتل (شخص وجرح 11)،وتم هجوم علي الكنيس الكبير اليهودي في اليوم التالي مما ادي الي( قتل شخص ،وجرح اثنين )،وتمت في فجر نفس اليوم عملية اخري قرب محطة قطارات نوريبرو وادي لجرح "ثلاثة "
ومن غرب اوربا الي شرقها مثل استهداف انتحاري في( يوليو 2014)حافلة تقل سائحين اسرائيلين من مطار بورجاس ببلغاريا مما اسفر عن مقتل "خمسة اسرائيلين والسائق البلغاري"
وفي اوكراينا في (ديسمبر 2016)تم هجوم مسلح علي حافلة بمدينة خاركوف ادي الي "مقتل ثلاثة واصابة خمسة "،وبمدينة دونيتسك (قتل 13) في الهجوم علي حافلة يناير الماضي.
ووفق دراسة لجامهة بيل الامريكية فأن هناك حوالي (12)الف شاب وشابة اوربية نصفهم من اصول عربية يقاتلون في صفوف المنظمات الارهابية وفي المقدمة داعش ، الامر الذي دعا أعلى محكمة جنائية في ألمانيا لأول مرة إدانة متطرف بتهمة محاولة تلقي تدريب عسكري في إحدى معسكرات الإرهاب في سوريا. وذكرت المحكمة الاتحادية الألمانية في مقرها بمدينة كارلسروه (3 أغسطس الجاري) أنه لا يوجد "مخاوف بالغة إزاء دستورية هذه القاعدة" في قانون العقوبات.
تجدر الإشارة إلى أن محاولة السفر إلى مثل هذه المعسكرات مُجرّمة في ألمانيا منذ يونيو 2015،وتتعلق القضية بألماني من مدينة ميونخ، حاول مرتين بلا جدوى السفر إلى سوريا للمشاركة في القتال مع تنظيم "الدولة الإسلامية".
وتم القبض على المتهم في اول أكتوبر عام 2015 في مطار مدينة ميونخ الألمانية. وأدين المتهم 27/ عاما في ذلك الحين/ أمام محكمة مدينة ميونخ في أيار/مايو عام 2016 وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف. وأصبح حكم المحكمة نافذ المفعول عقب حكم المحكمة الاتحادية الألمانية.
كانت هذة نماذج لضرب الارهاب قلب القارة العجوز ولشباب اوربي سواء كانوا من اصول عربية او اوربيين اصلاء ، فأنهم لم يتعرضوا لا للتعليم او اعلام او ثقافة او خطاب ديني متشدد كما يحدث في منطقتنا ، الا يطرح ذلك قضية عولمة الارهاب وتديين الفضاء العام وحروب الهوية حتي امام الحضارة الاوربية .
الكلمات المتعلقة