الكراسي المُقدّسة
زهير دعيم
١٠:
١٠
م +02:00 EET
الجمعة ١١ اغسطس ٢٠١٧
زهير دعيم
لا تغترّوا يا بشر ، لا تنخدعوا بمعسول الكلام ، وبريق الوطنيّة الزائف ولمعان المصلحة العامّة الباهت والغيْرة على المجتمع والطبقات المسحوقة ، فكلّها " هِباب " كما يقول اهلنا في مصر..
فالقضيّة المُقدّسة الحقيقيّة ؛ القضيّة العظمى : هي الكراسي والرواتب والجاهات والوجاهات والأنا الاعظم ، ونحن على الخارطة وفي الصفوف الاولى ...
تكاد تفلقني هذه " القائمة المُشتركة" وتجّارها يتقاتلون ويتعاركون على المناصب والكراسي كما الديكة ، وهي لا تعرف لا الشراكة ولا الشركة ولا يحزنون ، فالسواد الاعظم فيها متلوّن، مُهلهل ، أنانيّ ، مُبعثَر ، كما البيت المبنيّ على الرّمل.
فمنذ " الهبّة" للاولى للريح انفرط العقد أو كاد ، وحياة أبيك لولا نسبة الحسم العالية نوعًا ما لانفرط العقد قبل ان يُعقَد !!
نعم الكراسي هي هي المُقدّسة وهي بيت القصيد والأيام القادمة ستكون جميلة ومُسليّة كيف لا ؟!! وهي ستكون حلبة مصارعة ، وقد يكون للاسبان فيها دور، وقد يكون للمصارعة الأمريكيّة أدوار وآثار ، وقد تكون للديكة جولات .
المهمّ الأيام القادمة ستكون مسليّة يتناطح فيها زعماؤنا!!! ورؤساء القوائم العربية ولجنة الوِفاق، ولجنة الخلاف والاختلاف، وسنصبح " فُرجة " ...أطال الله بعمرك أخي غوّار فنحن " فُرجة: من زمان.
الحكماء يقولون : انّ النار والشدائد تكشف معادن الرجال ،ومعادن الزعماء.
. اترانا ونحن في شِدّة سنعرف معادن مندوبينا هل هي من قشٍّ وتبنٍ أم من ذهبٍ وفضّة؟
ذهب ؟!! أجننتم ؟!!
قد يقول قائل فالكرسي يا هذا إله ينبغي ان نسجد له وبجانبه وعليه !، فالحاكم في أوطاننا ودولنا لا يتنازل عن سدّة الحكم الّا باثنتين : انقلاب عسكريّ أو الموت الطبيعيّ وعندها يكون قد رتّب الأمر والسدّة لابنة المحروس .
وكذا الامر في سلطاتنا المحليّة العربيّة في البلاد ويقولون لكم : اننا نخدم المصلحة العامّة ..انّنا شموع تذوب لتضيء حياتكم ..
وما دام الامر " ذوبان" فدعوا غيركم يذوب ايضًا ودعوا لغيركم بعض هذه الخِصال الحميدة.
القائمة المشتركة على المحكّ، ورجال القائمة المشتركة المصطفّون بالدّور وبالطول والعرض يريدون ان يدخلوا رحاب الكنيست ويتمتّعوا و" يلحسوا" المجد والعزّوالسؤدد والراتب الطائركُثُر !
الكلّ يريد أن يُشار اليه بالبنان .ها هو عضو الكنيست ؛ عضو البرلمان ، العضو الذي أتقن ويتقن كما غيره التمثيليّة الجميلة بالخروج أمام الكاميرات " مسحوبًا" من قبل القائمين على أمن الكنيست وهو يصرخ : عنصرية..تفرقة..
و شرّ البليّة ما يُضحك.
ما عادت مثل هذه التمثيليّات تمرّ علينا هكذا وببساطة ومرّ الكرام ، فقد انكشف الغطاء وبان المستور ووضحت الرؤيا، وثبت لنا أن المواطن ليس " بالوارد" وليس بحسابكم فالمشاكل في مجتمعنا العربيّ تطمو فوق رؤوسنا وتزداد ، وما من حلّ ..فالعنف والقتل والمخدرات وهدم البيوت والفقر والمستوى التعليميّ الذي يركض لاهثًا خلف التعليم العبري..كلها تنتظركم ولكن لا حياة لمن ينادي.. نعم هيهات ..عدا عن امور كثيرة اخرى ليست في بال مندوبينا..انهم في واد آخَر؛ وادي الكراسي المُنجّدة والمخمليّة والمُطرّزة ..
ارحمونا بالله عليكم.