الأقباط متحدون - حدائق الشيطان في العلمين.. ملايين الألغام تقتل المواطنين وتمنع التنمية
  • ١١:٠٦
  • الجمعة , ١١ اغسطس ٢٠١٧
English version

"حدائق الشيطان" في العلمين.. ملايين الألغام تقتل المواطنين وتمنع التنمية

٣٥: ٠٨ م +02:00 EET

الجمعة ١١ اغسطس ٢٠١٧

"حدائق الشيطان" في العلمين.. ملايين الألغام تقتل المواطنين وتمنع التنمية

 الألغام زرعتها الدول المتحاربة في الحرب العالمية الثانية.. والبرلمان يطالبها بتحمل تكلفة نزعها

كتب - نعيم يوسف
معاهدة واحتلال
كانت مصر ترزح تحت الاحتلال البريطاني، عندما اندلعت نيران الحرب العالمية الثانية، ووفقا لمعاهدة 1936، كان يجب على القاهرة تقديم المساعدة لإنجلترا في هذه الحرب، ولكي تعيق الدول المتحاربة من تقدم أعداءها، كانت تزرع الألغام من كافة الأنواع، لكنها لم تستخرج الألغام بعد انتهاء الحرب، ومما يزيد الأمر سوءاً أن الألغام لا تتناقص فعاليتها عبر الزمن، ما يتسبب في إعاقة التنمية، ووجود خطر على البشر.
 
حدائق الشيطان
"حدائق الشيطان"، هكذا أطلق القائد الألماني المعروف "إرفين روميل" على منطقة الألغام، في مدينة العلمين، بالصحراء المصرية، والتي تشير التقديرات إلى وجود ملايين الألغام الأرضية المزروعة في هذه المنطقة، إبان الحرب العالمية الثانية.
 
أكثر الدول تضررا
تكشف وزارة الخارجية المصرية أن مصر تعد من أكثر دول العالم تضرراً من الألغام والآثار المترتبة عليها،  من خسائر في أرواح الآلاف من المدنيين، وإعاقة تحقيق الاستفادة المثلي من كافة الموارد المتاحة في المناطق التي توجد بها. فهناك ما يربو علي 22,7 مليون لغم وأجسام أخرى قابلة للانفجار تم زرعها علي الأراضي المصرية إبان الحرب.
 
مجهود القوات المسلحة
وأشارت الوزارة -عبر موقعها الإلكتروني- إلى أن هذه المساحة تمثل ما يزيد عن 20 % من إجمالي الألغام المزروعة في العالم، ومنها حوالي 17,2 مليون بمنطقة العلمين بالصحراء الغربية. ورغم ضخامة هذا العدد فلا يجب إغفال أن القوات المسلحة المصرية قامت وحدها بتطهير 3 مليون لغم من مساحة 38730 هكتار في الصحراء الغربية منذ عام 1981 حتى الآن بتكلفة تقدر بحوالي 27 مليون دولار.
 
خطة التطهير
عندما بدأت وزارة الدفاع المصرية إعداد خطة شاملة لإزالة الألغام في مصر، ظهرت مشكلة رئيسية عند التخطيط لإزالة الألغام وهى النقص الخطير في المعلومات سواء عن مناطق حقول الألغام أو الأنواع المختلفة للألغام أو المناطق المشبوهة والمحتمل أن يتواجد بها مخلفات الحروب، الأمر الذي دعا القوات المسلحة إلى عقد ندوة دولية لإزالة الألغام من الصحراء الغربية في مقر الهيئة الهندسية في مارس 1983 حضرها مندوبي فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا والولايات المتحدة، وقام بعضها بتسليمـنا خرائط/ كروكيات لبعض مناطق حقول الألغام.
 
إجمالي الخسائر
وكشفت الخارجية المصرية أن  إجمالي الخسائر البشرية منذ عام 1982 في نطاق الصحراء الغربية بلغت 8313 فرد منهم 696 قتيل و 7617 جريح مصاب بجانب وجود الكثير من الحالات غير المسجلة. كما بلغت الحوادث المسجلة لانفجار الألغام أكثر من 50 حادثة.
 
تكلفة عالية
ونظرًا للتكلفة العالية للتطهير، والتي تتعدى إمكانيات الدولة المصرية، فقد عاد برلمانيون مصريون طرح هذه القضية مطالبين بتحمل الدول التي زرعت الألغام هذه التكلفة، ومنهم النائب محمد عبد العزيز الغول، والنائب محمد عبده، ووكيل دفاع البرلمان، اللواء يحيى الكدوانى، الذي أكد أن الكثير من المنح التى تسلمتها مصر لإزالة تلك الألغام، أنفقت على المصروفات الإدارية، والتثقيف أو التدريب على كيفية التعامل مع الألغام، ولم توجه إلى جهود الإزالة بالفعل، مشيرا إلى أنه ورغم أن هذه القضية مفتوحة منذ وقت طويل، فإن الإنجاز فيها غير واضح حتى اليوم، وقد علق الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، معلقا على حديث وكيل لجنة حقوق الإنسان حول موضوع ألغام الصحراء الغربية، في أحد الجلسات العامة، وقال: "من أتلف شيئا فعليه إصلاحه، وهناك قانون دولى يجب تطبيقه".