المعركة حول رئاسة جامعة القاهرة أم حول رئاسة مصر؟
سليمان المنياوي
١١:
١١
م +02:00 EET
الجمعة ٤ اغسطس ٢٠١٧
سليمان شفيق
انتهت فترة رئاسة د جابر نصار لجماعة القاهرة في الأول من أغسطس الجاري ، ولم يتقدم بطلب تعينة لفترة ثانية ، وتم تعيين د محمد عادل الخشت رئيسا للجامعة ، فأنقلبت وسائل التواصل الاجتماعي رأسا علي عقب ، وتم تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة المعين ، يقول فيه ( أن المسيحية واليهودية أديان حضت على الإرهاب، وهذا الكلام موجود في سفر التثنية وسفر يشوع. مشددًا، "لقيت أنهم في حالة الحرب والسلم مأمورين بقتل الأطفال والنساء والشيوخ وقتل الحيوانات والزرع والحرث". وأستطرد، أن احترام الحياة في الإسلام لا نظير له في كل الأديان الأخرى".
وتابع، "أمال هما مبيتهموش المسيحية واليهودية بالإرهاب ليه، دة الإسلام كله من أوله لأخره مفيهوش كلام زي دة، يقولك اقتلوا النساء والشيوخ والأطفال، بقى الإسلام هو اللي فيه الإرهاب؟ دة دينهم بيقول بالنص اقتلوا، لكن في الإسلام بقى لا تجد آية أو حديث يقولك اقتل".)، لذلك اتهمتة اصوات قبطية ب "السلفية" ، وفي نفس الوقت اتهمتة اصوات اسلامية "بالالحاد"،وتعددت الاراء ، وتحولت المعركة الي معركة سياسية بين معارضي الرئيس عبد الفتاح السيسي وانصارة، تري كيف يكون اختيار رئيس الجامعة ؟ حول ذلك كتب دعدلي انيس استاذ الجغرافيا بجامعة القاهرة :( بعض الناس لديهم معلومات مغلوطة عن الطريقة التى يتم من خلالها اختيار رئيس الجامعة،الرئيس السيسي لا يعين رئيسا للجامعة بشكل مباشر
لكن الالية تمت من خلال الاتي: تشكيل لجنة من أساتذة ورؤساء جامعات سابقين
ثم تقدم لها عدد من الاساتذة الراغبين فى رئاسة الجامعة قام كل منهم بتقديم خطته لتطوير الجامعة ـ لم يتقدم الدكتور جابر نصار ضمن الراغبين فى رئاسة الجامعةـ
قام كل منهم بعرض افكاره من خلال عرض تقديمي امام اللجنة وتختار اللجنة افضل ثلاثة منهم وترتبهم تنازليا وتقدم تقريرها الى الرئاسة وكان د محمد الخشت رقم 1 فى الترتيب،قام رئيس الجمهورية بعد ذلك باختيار الدكتور محمد الخشت وكأنه نفذ رأي اللجنة حيث كان كما ذكرت الأول فى الترتيب.
اذن لا داعي للانسياق وراء كلام المهللين الراغبين فى تصدير كلام مغلوط على انه حقائق مثل ( السيسي رفض التجديد للدكتور جابر وعين الدكتور محمد عثمان الخشت ) هذا خطأ مرة اخرى لم يتقدم الدكتور جابر لرئاسة جامعة القاهرة لفترة ثانية وله طبعا كل الاحترام والتقدير وايضا للرئيس الجديد كل الاحترام
وختاما احب ان اذكر لاصدقائى من خارج الجامعة بان د الخشت تولى مناصب كثيرة بالجامعة منها مدير مركز اللغات والترجمة ومستشار ثقافي وإعلامي لرؤساء الجامعة السابقين منذ عام 2002 وايضا كان يشغل منصب نائب الرئيس للدكتورجابر نصار لشئون الطلاب. ايضا هو تلميذ للمفكر المستنير د مراد وهبة ومن ثم كان الدكتور الخشت جزءا من ادارة الجامعة منذ 2002 اي ما يقرب من 15 سنة واعتقد ان الحملة ضده هى حملة على الجامعة وعلى مصر لاختلاق المشاكل والأزمات.)
وانضمت لتلك الشهادة د عايدة نصيف أستاذة الفلسفة واللاهوت ، كما عبر لنا في رسالة احد تلاميذة وهو ماركو ميلاد بطرس انشرها دون تدخل :
(دكتور محمد عثمان الخشت أستاذي بكلية الآداب عرفت فيه الإنسان العالم الخلوق له تلامذة من كافة الثقافات والديانات والاتجاهات الفكرية أستاذ فلسفة الدين بكلية الآداب تلميذ العالم الجليل مراد وهبة ويفخر بأي محفل علمي بأن الرجل أستاذه كان داعما لي طيلة سنوات دراستي وشجعني كثيرا فأعطاني الفرصة كاملة لعرض إشكاليات فلسفة الدين المسيحي أمام طلابه لم يصادر رأيا ولم يتعصب لرأي او دين او شخص .. دعم دكتورة عايدة نصيف أيوب في كفاحها داخل القسم .. شجع صديق مقرب مني ع دراسة اللاهوت وصديقي هذا الآن قسيس انجيلي ورئيس منتدى الحوار بالهيئة القبطية الإنجيلية .. تدرج بالوظائف الإدارية كأي أستاذ جامعي مجتهد .. عمل تحت قيادة الرائع العظيم جابر نصار .. الآن تتم مهاجمته من المتأسلمين ع أنه من دعاة تطور الأديان وأقرب إلى الإلحاد ومن المتأقبطين ع أنه داعشي هاجم التوراة في برنامج ع قناة اقرأ .. سوف أجد الوقت لاحقا للرد ع الطرفين ان سمح لي الوقت بذلك ،الرجل له ما له وعليه ما عليه ولكنه يظل عالما جليلا في محراب العلم وله نظرة تنموية تقدمية رائعة وفي تقديري المتواضع سوف يواصل مسيرة التنوير التي بدأها المحامي الوقور جابر نصار .. هذه شهادتي لك)
لكن قامة علمية مثل د مصطفي كامل السيد استاذ العلوم السياسية يكتب:
(أعترف بأني لا أستطيع أن أفهم المنطق الكامن وراء أسلوب تعيين القيادات الجامعية في مصر. بصرف النظر عن الأسلوب الأصلح وهل يكون الإنتخاب أو التعيين، وأنا بكل تأكيد من أنصار الانتخاب، ولكن هناك منطق معكوس في أسلوب إختيار القيادات الجامعية بل وفي أسلوب إختيار القيادات القضائية والصحفية بادعاء أن إرادة المؤسسة المعنية لها دور علي حين أن القرار الحقيقي هو في يد رئيس الدولة بغض النظر عن إرادة المؤسسة. فإذا كانت هناك لجنة مختصة من رؤساء الجامعات ووزراء سابقين للتعليم العالي في حالة رؤساء الجامعات ،أو من نواب رئيس الجامعة وممثلين لكل كلية في حالة العمداء، وتقوم كل لجنة بمقابلة المرشحين لكل منصب وتناقش أفكارهم، ثم تنتهي بترتيب الأصلح لتولي المنصب ، ثم ترسل ثلاث أسماء لرئيس الجمهورية الذي لم يكن يوما طالبا في أي جامعة مدنية ولا يلتقي بأساتذة الجامعات، ثم ينحي هو ترتيب المرشحين الذي قدمته له اللجنة المختصة، ويختار ذيل القائمة، أو يرفض القائمة بأسرها. فهذا إلغاء كامل لدور هذه اللجان. هل رئيس الدولة يعرف عن أوضاع الجامعات وأشخاص المرشحين أكثر من اللجنة التي قابلتهم ورشحتهم؟ وما هو قيمة الجهد الذي قامت به وإذا كان الأمر سينتهي باختيار من لم تكن له المرتبة الأولي في قائمتها، أو يرفض الرئيس هذه القائمة بأسرها. فهذا منطق محير. إما أن يكون للجنة المختصة القول الفصل، أو يكون للرئيس القول الأول والأخير، ويوفر علي اللجنة والجامعات الجهد والوقت والأعصاب.)
ولازالت المعركة مستمرة ، وبغض النظر عن اراء الطرفين المتناقضة فأن احد لم يقرأ كتب الرجل ولم يتعرض لفكرة من خلالها بالسلب او بالايجاب ، ولم يطرح احد قدراتة الادارية حينما كان نائبا لجابر نصار لشئون الطلاب ؟!!
اعتقد ان المعركة ليست حول الفترة الثانية لجابر عصفور لرئاسة جامعة القاهرة بقدر ما هي الفترة الثانية لرئاسة مصر للرئيس عبد الفتاح السيسي.
الكلمات المتعلقة