بعد تولي "الخشت" رئاستها.. تعرف على جامعة القاهرة.. تاريخ من الأصالة والتحرر الوطني
نعيم يوسف
٤٦:
٠٨
م +02:00 EET
الخميس ٣ اغسطس ٢٠١٧
أنشئت كجامعة أهلية.. ثم تحولت لجامعة فؤاد الأول.. ثم جامعة القاهرة
كتب - نعيم يوسف
لا تعتبر جامعة القاهرة مجرد جامعة تعليمية عريقة فقط، بل حلمًا وطنيًا، ورمزًا للتحرر الوطني، في فترة الاستعمار، وبعد الضجة التي أحدثها تعيين الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيسًا للجامعة، خلفًا للدكتور جابر نصار، نعرض في السطور التالية تقريرًا عن تاريخ هذه الجامعة العريقة.
رمز التحرر الوطني
بداية القرن العشرين، كانت حركات التحرر الوطني على أشدها، وحينها سعى قيادات هذه الحركات مثل محمد عبده، ومصطفى كامل، وقاسم أمين، وسعد زغلول، لإنشاء جامعة مصرية وطنية، تهدف لتحرير العقل المصري من قيود الاستعمار، ورغم المعارضة الشديدة للمندوب السامي البريطاني وقتها "اللورد كرومر"، إلا أن هذا الحلم تحقق عام 1908، وتم افتتاح الجامعة كجامعة أهلية، وأقيم حفل الافتتاح في مجلس شورى القوانين، بحضور الخديوي عباس حلمي الثاني.
مقر ثابت
لم يكن للجامعة في البداية مقرًا ثابتًا، ولذلك كان التدريس بها يتم في قاعات مختلفة يُعلن عنها في الصحف اليومية، حتى اتخذت من سراى الخواجة نستور جناكليس الذي تشغله الجامعة الأمريكية بالقاهرة حالياً، مقرًا لها، ثم انتقلت إلى سراي محمد صدقي بميدان الأزهار بشارع الفلكي، ونتيجة للآمال التي حققتها قررت الحكومة إنشاء جامعة حكومية، عام 1917، وتم ضم مدرستي الحقوق والطب إلى الجامعة في 12 مارس 1923، وتم الاتفاق بين الحكومة وإدارة الجامعة الأهلية على الاندماج في الجامعة الجديدة على أن تكون كلية الآداب نواة لهذه الجامعة.
جامعة فؤاد الأول
وفي عام 1925 صدر مرسوم بقانون إنشاء الجامعة الحكومية باسم الجامعة المصرية وكانت مكونة من كليات أربع هي: الآداب، والعلوم، والطب، والحقوق. وفي العام نفسه ضمت مدرسة الصيدلة لكلية الطب، وفي 23 من مايو عام 1940 صدر القانون رقم 27 بتغيير اسم الجامعة المصرية إلى جامعة فؤاد الأول.
أم العلم
في رحلة وتاريخ جامعة القاهرة، لن ينسى التاريخ أبدا، الأميرة فاطمة بنت الخديوى إسماعيل الملقبة بـ"أم العلم"، والتي تبرعت بـ 661 فدانًا من ممتلكاتها لبناء جامعة القاهرة (جامعة الملك فؤاد الأول)، كما عرضت مجوهراتها للبيع لتحمل تكاليف بناء الجامعة، وشاركت بنفسها في وضع حجر الأساس لها.
جامعة القاهرة
استمرت الجامعة في توسيع الدراسة والتخصصات بها، وضم مدارس جديدة حتى 28 سبتمبر عام 1953 حيث صدر مرسوم بتعديل اسم الجامعة من جامعة فؤاد الأول إلى جامعة القاهرة، وفي عام 1955 انفصل قسما الصيدلة وطب الفم والأسنان عن كلية الطب لتصبح كل منهما كلية مستقلة، وفي العام نفسه أنشئ فرع لجامعة القاهرة في الخرطوم ورفرفت أعلام الجامعة على جنوب الوادي.
أقدم الجامعات المصرية
تعد جامعة القاهرة هي ثاني أقدم الجامعات المصرية والثالثة عربياً بعد جامعة الأزهر وجامعة القرويين، وترأسها العديد من الرجال الوطنيين، وكان أحمد لطفي السيد، أول رئيسًا للجامعة، وهو مفكر وفيلسوف مصري، وصف بأنه رائد من رواد حركة النهضة والتنوير في مصر.
مشاهير من رؤساء الجامعة
من أشهر رؤساء الجامعة أيضا، الدكتور صوفي أبو طالب، الذي شغل عدة مناصب، أهمها منصب رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة عقب اغتيال الرئيس محمد أنور السادات لمدة ثمانية أيام وذلك من 6 إلى 14 أكتوبر 1981 حتى تم انتخاب محمد حسني مبارك، وأيضا الدكتور نجيب الهلالي فريد جوهر، الحائز على عدة جوائز علمية، وجابر جاد نصار الذي حقق إنجازات إدارية يشهد لها الجميع في الجامعة.
مشاهير ورؤساء وعلماء
تخرج من الجامعة الكثير من المشاهير، بينهم رؤساء وحكام دول، مثل صدام حسين، وياسر عرفات، وصوفي أبو طالب، وعدلي منصور، وأيضا حائزون علي جائزة نوبل، وهم نجيب محفوظ، وياسر عرفات، وعلماء مثل الدكتور مصطفي مشرفة، والدكتور مجدي يعقوب.
معالم عريقة
تعتبر ساعة برج القاهرة من أشهر معالم الجامعة، وتأسست عام 1937 بارتفاع 40 متر، وتعد ثاني أقدم وأشهر ساعة علي مستوى العالم بعد ساعة بيغ بن، وخلال زيارته للقاهرة عام 2009، اختار الرئيس الأمريكي باراك أوباما جامعة القاهرة ليلقي من خلالها خطابه التاريخي للعالم الإسلامي.
الكلمات المتعلقة