الأقباط متحدون - القديسة العذراء مريم .. أمنا وسيدتنا وفخر جنسنا
  • ٠٤:١٦
  • الخميس , ٣ اغسطس ٢٠١٧
English version

القديسة العذراء مريم .. أمنا وسيدتنا وفخر جنسنا

د. مجدي شحاته

مساحة رأي

٣٧: ٠٩ ص +02:00 EET

الخميس ٣ اغسطس ٢٠١٧

القديسة العذراء مريم
القديسة العذراء مريم

  بقلم : د. مجدى شحاته    

اذا كان الله له مطلق الحرية والسلطان فى مقاصده ، فله أيضا مطلق الحرية والسلطان فى اختيار الاوانى والطرق التى تحدد مقاصده . فمنذ أكثر من سبعمائة سنة قبل الميلاد تنبأ أشعياء النبى بميلاد رب المجد يسوع من السيدة العذراء مريم  " ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانؤئيل"( الله معنا ) ( أش 7 : 14 ) . وهنا تتجلى عظمة العذراء مريم فى اختيار الرب لها أن تكون الاناء المقدس ليحل فيها من بين كل نساء البشر . نعم العذراء مريم هى المختارة من كل نساء العالم ، التى انتظرت التدبير الالاهى آلاف السنين حتى وجدها ، لتكون مستحقة لهذا الشرف العظيم . التاريخ يشهد أنه لاتوجد امرأة على مر الزمان تنبأ عنها الانبياء وأهتم بها الكتاب المقدس مثل السيدة العذراء مريم . ولاتوجد انسانة فى الوجود كله ، أحبها الناس مثل السيدة العذراء مريم .

لذكتطوبها كل ألاجيال على مدى الازمان والعصور الانسانية ، كما قالت هى بنفسها : " فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبنى " ( لو 1 : 48 ) .القديسة العذراء مريم ، التى نالت التبجيل من الملاك جبرائيل عندما بشرها البشارة السارة وقال لها : " سلام لك أيتها المنعم عليها .الرب معك . مباركة أنت فى ألنساء " ( لو 1 : 28 )  انها نعمة الله العجيبة التى أفرزت للعالم تلك المرأة الفقيرة المتواضعة الوديعة لهذه الكرامة التى لاينطق بها ، والتى أثمرت ثمار تلك النعمة المستعلنة ، فى ايمانها البسيط بالرب ، غير المتزعزعة فى تقواها وحياتها المتواضعة .القديسة العذراء مريم ، المملؤة بركة ونعمة ، ومنها فاضت البركة والنعمة عندما تقابلت مع أليصابات فأمتلأت أليصابات من ألروح القدس ، عندهاشعرت أليصابات بالجنين يرتكض بابتهاج فى بطنها ( لو 1 : 41 ) .فى نفس الوقت الذى نالت فيه أليصابات موهبة النبوة ، فعرفت أن العذراء مريم هى أم الاله .  " وصرخت بصوت عظيم ، وقالت : مباركة أنت فى النساء ، ومباركة هى ثمرة بطنك . فمن أين لى هذا ، أن تأتى أم ربى الى ؟ " ( لو 1 : 42 - 43) . القديسة العذراء مريم ، فائقة الاتضاع ، فكان لابد أن يولد الرب يسوع من انسانة متضعة حتى تحتمل مجد التجسد الالهى منها وتحتمل مجد الاجيال التى تطوبها عبر سائر الازمان ، عندما بشرها الملاك بالحبل

الالهى واسم الاله المتأنس وهو يسوع ومعنى أسمه مخلص  ، قالت بكل تواضع : " هوذ أنا أمة الرب ، ليكن لى كقولك  ." ( لو 1 : 38 ) . ومن عظمة تواضعها ، تحملت رحلة سفر شاقة وذهبت الى أليصابات لتخدمها فى فترة حمل أليصابات ، وبقيت فى خدمتها ثلاثة أشهر .القديسة العذراء مريم ، التى تمتعت بحياة الصبر والاحتمال ، فتيتمت من والديها وعمرها ثمان سنوات ، واحتملت حياة الوحدة وعاشت فى الهيكل وهى طفلة ، فتعلمت وتعودت حياة التقشف والصمت والصلاة والتأمل . كانت رمزا لحياة التسليم والطاعة ، أطاعت وتحملت مشقة الرحلة الى أرض مصر مع مولودها الرضيع بصحبة القديس يوسف النجار ، ثم عادت بعد عدة سنوات من الغربة الى الناصرة تاركة بيت لحم . كانت القديسة العذراء مريم عظيمة قوية فى ايمانها ، فقد آمنت بأنها

ستحبل وتلد وهى عذراء ، وأمنت بألمولود منها هو أبن الله ، أمنت به مولودا ، وأمنت به مصلوبا ، وآمنت به قائما حيا من الاموات .. القديسة العذراءمريم ، امنا كلنا ، وسيدتنا كلنا ، وفخر جنسنا .

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع