الأقباط متحدون - عمرو حمزاوي.. من منجزات الثورة
أخر تحديث ١٦:١٨ | الجمعة ١٨ مارس ٢٠١١ | ٩ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٣٦ السنة السادسة
إغلاق تصغير

"عمرو حمزاوي".. من منجزات الثورة


بقلم: عماد توماس
عاد د. "عمرو حمزاوي"- كبير الباحثين بمؤسسة كارنيجي للسلام- إلى "القاهرة"، بعد غياب متقطِّع لمدة (10) سنوات للعمل بين "بيروت" و"الولايات المتحدة الأمريكية".
 
قبل الثورة بعدة أيام، تواجد في قلب المعركة، وشوهد في ميدان "التحرير" مع الثوار. ومع قرار تخلِّي الرئيس السابق عن منصبه، قرَّر عدم مغادرة "مصر"، والعودة إلى جامعة "القاهرة" كأستاذ للعلوم السياسية.
 
رفض د. "حمزاوي" منصب وزير الشباب في حكومة الفريق "شفيق" وحكومة "شرف"، باعتباره من العناصر الليبرالية الممثلة لجيل الشباب. وكان الرفض لقناعته بأن المواطن المهتم يمكنه أن يشارك بفاعلية، وأن يقدِّم أشياء كثيرة من خارج المواقع التنفيذية، وقناعته بأن اللحظة التي نحن فيها مرتبطة بمهام المرحلة الانتقالية.

أثناء مشاركته في ندوة الكنيسة الإنجيلية بـ"الأذبكية" يوم الجمعة 11 مارس، سأله أحد الحضور عن نيته في الترشُّح لرئاسة الجمهورية، فاكتفى بابتسامة، وكأنه فوجئ بالأمر، ولم يعلِّق. وربما لا يعرف البعض إنه يحمل جنسية "مزدوجة" تمنعه من الترشُّح في حال قبول التعديلات الدستورية.

أعلنها صراحة أنه ضد التعديلات الدستورية، وإنه مع وجود دستور جديد، على أساسه يُنتخب الرئيس والبرلمان.

يرفض "حمزاوي" الأحزاب الدينية، ويدعو لعدم تعسكر الحياة السياسية، وألا تُدار من جانب المؤسسة العسكرية، كما يدعو إلى عدم تديين الساحة السياسية، والفصل بين الحياة السياسية والدين.
 
يتفق مع المطالب التي تنادي بحل الحزب الوطني، وأن تذهب مقراته للصالح العام؛ لأنه أدار شئون البلاد بصورة سلطوية وفاسدة، وبالتالي لابد من حله لعدم شرعيته.
 
يعترف بأن الثورة لم تلغ التوتر والعنف الطائفي- على خلفية أحداث هدم وحرق كنيسة "اطفيح"- حيث أن القابلية للتعصب والعنف الطائفي مازلت موجودة، ويجب مواجهتها بخطاب مدني جرئ وصريح لا ينتقص من حقوق المواطنة.
 
تعرَّض مع الوفد الذي ذهب لزيارة قرية "صول" بـ"أطفيح"، لإلقاء حجارة من أعلى المنازل أثناء محاولة الوصول إلى الكنيسة.
 
وطالب "حمزاوي" المصريين المسيحيين ألا يتركوا الساحة، وألا يسمحوا لخطاب التخويف والترويع إن يسيطر عليهم. مشيرًا إلى أن منْ يريد أن يصنع "مصر" الديمقراطية عليه أن يشارك سياسيًا وحزبيًا. كما طالب المسلمين أن يتضامنوا مع حقوق المصريين المسيحيين، ليس بالأقوال فقط ولكن بالأفعال.
 
أكَّد "حمزاوي" إنه ليس من حق الأغلبية تحديد مكان دور العبادة، معتبرًا أن الديمقراطية الحقيقة لا تعنى ديكتاتورية الأغلبية، لكنها تعني حكم القانون والمساواة الكاملة وحماية التعددية، وأن بناء دولة مدنية وتحقيق المواطنة الإيجابية سيستغرق مدة طويلة.
 

يعمل "حمزاوي" الآن على تأسيس حزب جديد، يجمع بين التيارات السياسية المختلفة ومجموعة من شباب ثورة 25 يناير الذين شاركوا في تغيير النظام؛ وذلك بهدف نشر الفكر الليبرالي والعدالة الاجتماعية.

رغم حالة القلق التي تنتاب الكثيرين من تزايد النزعات الدينية والثورات المضادة، إلا أن "حمزاوى" عبِّر عن تفاؤله؛ لحدوث ما حدث في "مصر" في دول أخرى كثيرة، وتحسنت الأمور بعدها، لكنه دعا المواطنين إلى المشاركة بجدية.

"عمرو حمزاوي" خيار جيد لكل الطامحين نحو دولة مدنية حديثة، ندين للثورة المصرية أنها أبرزت لنا هذا المفكِّر الكبير.
 
سيرة ذاتية مختصرة
- حاصل على الدكتوراة من جامعة "برلين الحرة" لـ"ألمانيا"، على ماجستير من معهد الدراسات الاجتماعية بـ"لاهاي"، وماجستير من جامعة "أمستردام" بـ"هولندا"، وبكالوريوس من جامعة "القاهرة"، ويتحدث الإنجليزية والألمانية بطلاقة.
- أصدر بعض الكتب منها: "الشرق الأوسط الجديد"، و"الانتخابات اللبنانية نتائج وآثار"، و"الأحزاب العلمانية في العالم العربي"، و"حقوق الإنسان في العالم العربي".
- يكتب العديد من المقالات بعدد من الصحف منها: "الحياة" اللندنية، و"الشروق" المصرية.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter