- "عمرو Øمزاوي".. من منجزات الثورة
- "كلينتون" تؤكّÙد Øرص بلادها على دعم الديمقراطية ÙÙŠ "مصر"ØŒ Ùˆ"Ùهمي": الولايات المتØدة تواجه معادلة صعبة
- الوØدة الوطنية والتضامن القومي
- عودة الماضي (2): "برسوم يبØØ« عن وظيÙØ©"
- نعم للتعديلات الدستورية
عودة الماضي (2): "برسوم يبØØ« عن وظيÙØ©"
بقلم: هند مختار
توقÙت ÙÙŠ المرة السابقة عند Ùيلم "برسوم يبØØ« عن وظيÙØ©" للمخرج والمؤل٠والمصوّÙر "Ù…Øمد بيومي"- أول رائد للسينما ÙÙŠ "مصر"- وكان لديَّ مجموعة من الكتب المتÙرقة التي تتØدث ÙÙŠ بعض Ùصول منها عن "Ù…Øمد بيومي" وإنجازته ÙÙŠ تاريخ السينما، منها كتاب "Ùجر السينما ÙÙŠ مصر" لـ"Ù…Øمود علي"ØŒ وكتاب "تاريخ السينما ÙÙŠ مصر" لـ"Ø£Øمد الØضري"ØŒ ولكن كأن القدر يريد إنصا٠"Ù…Øمد بيومي" ÙÙŠ هذا الزمان بعدما ظÙلم ÙÙŠ زمانه، Ùقد وقع تØت يدي كتاب "Ù…Øمد بيومي الرائد الأول للسينما المصرية" للمؤل٠"Ù…Øمد كامل القليوبي"ØŒ ليؤكّÙد بعض المعلومات التي وردت ÙÙŠ المقال السابق، وينÙÙŠ بعضها بالØجة والبرهان، وليضي٠لنا معلومات جديدة عن "Ù…Øمد بيومي"ØŒ تؤكّÙد تÙرّÙد الرجل ÙÙŠ زمانه، ليس Ùقط على المستوى الÙني بل على المستوى العسكري والإنساني أيضًا..
Ùكما ذكرت المرة السابقة، إن "Ù…Øمد بيومي" من مواليد "طنطا"ØŒ ولكن بالتØديد ÙÙŠ 3 يناير سنة 1894 وليس سنة 1893 كما ذكر "Ø£Øمد الØضري"ØŒ وقد أنجز دراسته الإبتدائية سنة 1911ØŒ والتØÙ‚ بالØزب الوطني الذي أسَّسه "مصطÙÙ‰ كامل"ØŒ وقرأ كتاباته كلها، والتي تركّÙز على المباديء الوطنية والنقمة على الاØتلال، والتØÙ‚ سنة 1911 بمدرسة "المجيبة" الثانوية، ثم بالقسم الداخلي بمدرسة "المساعي المشكورة" بـ"شبين الكوم"ØŒ ليقطع هذه الرØلة Ùجأة ويلتØÙ‚ بالكلية الØربية ÙÙŠ أكتوبر سنة 1912..
صÙعق "Ù…Øمد بيومي"ØŒ Øيث وجد أن الدراسة لا تكرّÙس لبناء جيش وطني بل تكرّÙس لتأكيد الاØساس بالدونية أمام المستعمر! وعن خيبة أمله ÙÙŠ هذا، أل٠كتابًا عن مذكراته بالكلية الØربية بعنوان "بالشريط الأØمر– الجيش المصري ÙÙŠ عهد الاØتلال البريطاني"ØŒ واستخدم الأجزجال والكاريكاتير ليعبّÙر عن وجهة نظره، إلى جانب وصÙÙ‡ للØياة ÙÙŠ المدرسة الØربية..
تخرَّج "بيومي" ÙÙŠ المدرسة الØربية سنة 1915ØŒ ومÙÙ†Ø Ø±ØªØ¨Ø© ملازم ثان وأÙÙ„ØÙ‚ بالأورطة الرابة بيادة التي تم ترØيلها لـ"السودان" ÙÙŠ أبريل 1915..
ÙˆÙÙŠ "السودان"ØŒ بدأ "بيومي" أول معاركه ÙÙŠ الجيش ضد الاØتلال، Øيث رÙض التطوّÙع شبه الإجباري ÙÙŠ Øملة "الدردنيل"ØŒ وقاد أيضًا معركة العمامة، Øيث أن الجيش البريطاني أراد أن يرتدي الضباط والجنود المصريين عمامة بدلًا من الطربوش كالقوات الهندية، بØيث يظهر الجيش المصري بصورة المØتل الذي ÙŠØارب ÙÙŠ صÙو٠الإنجليز، ورÙض "بيومي" تلك الÙكرة، وكادت تلك المعركة أن تدخل ÙÙŠ نطاق العصيان العام. وخوÙًا من وقوعه، اضطرت الإدارة البريطانية للتراجع عن القرار..
تاريخ "Ù…Øمد بيومي" العسكري طويل، ولن تسعه تلك المساØØ©ØŒ ولهذا سو٠أقÙز Ùوقه للدخول لتاريخه الÙني، وهو الأهم هنا..
Ø£ÙØيل "بيومي" على نظام الاستيداع ÙÙŠ "أبريل" سنة 1918ØŒ وقامت بعد ذلك ثورة 1919 Ùيأيدها، وتبرَّع للوÙد المصري بمبلغ (20) جنيهًا، وأصدر مجلة اسمها "المقص"ØŒ على هيئة كتاب ليهرب من قانون المطبوعات. ومع ثورة 1919 يبدو أن "بيومي" تÙرَّغ للÙن، Ùقد أسَّس مع صديقه "بشارة واكيم" Ùرقة مسرØية بعنوان "وادي النيل"ØŒ قدَّمت عروضًا على Ù…Ø³Ø±Ø "رشيد" بـ"الإسكندرية"ØŒ واشتركت معهما الممثّÙلة الناشئة آنذاك "ماري منيب"..
وعلى Ù†ØÙˆ Ù…Ùاجيء، ترك "بيومي" كل شيء ورائه ليرØÙ„ إلى أوروبا، وعلى Øد قوله ÙÙŠ مذكراته: "لم تكن لي وجهة خاصة ولا غرض Ù…Øدد، وكانت كل Ø£Ùكاري ÙˆØواسي متَّجهة إلى شيء غريب.. شيء مجهول أريد أن أضيÙÙ‡ إلى ما عرÙت".
ذهب "بيومي" إلى مدينة "تريستا" ÙÙŠ "إيطاليا"ØŒ ولا ÙŠÙعل شيئًا، ثم ذهب إلى "Ùيينا" بـ"النمسا"ØŒ وكان ÙŠØيا Øياة المترÙين؛ Ùقد كانت الØياة ÙÙŠ أوروبا قاسية، Øيث كانت لاتزال تعاني من أوجاع ما بعد الØرب العالمية الأولى، وكان "بيومي" من عائلة ثرية، وضابط سابق Ù…Øال للاستيداع، Ùكان معاشه يساوي ثروة بمقاييس تلك الأيام..
وهناك التقى بزوجته "شارلوت يوس٠كرالوÙيتش" وتزوجها، وهي ابنة Ø£Øد النبلاء. وعاد "بيومي" إلى "مصر" مع زوجته وابنه الصغير "Ù…Øمد يوسÙ"- وليس "Ø£Øمد" كما جاء ÙÙŠ كتاب "Ø£Øمد الØضري"- وكان قد صنع كل شيء بيديه، بدءًا من Ø£Øذية زوجته وملابسها Øتى موبيليا المنزل..
عاد "بيومي" إلى أوروبا بعد عام لغرض Ù…Øدَّد هذه المرة وهو "السينما".. كانت إقامته ÙÙŠ "برلين"ØŒ وركَّز كل همه لدراسة الجانب الصناعي ÙÙŠ السينما، ÙالتØÙ‚ بشركة "جلوريا Ùيلم" كممثّÙÙ„ للأدوار الثانوية بمرتب يساوي (15) قرشًا ÙÙŠ اليوم، وهو مبلغ كبير بمقاييس ذلك الزمان.. وارتقى "بيومي" ÙÙŠ التمثيل Øتى زاد أجره عشرة قروش دÙعة واØدة، ولكنه ترك التمثيل ليعمل وراء الكاميرا كمساعد مصوّÙر، ثم التقى بالمصوّÙر الألماني الكبير "بارنجر" الذي ساعده ÙÙŠ شراء المعدات اللازمة لتأسيس ستوديو سينمائي صغير ÙÙŠ "مصر"ØŒ ليعود "بيومي" سنة 1923 إلى "مصر" بعد Øصوله على عضوية اتØاد السينمائيين المØترÙين بـ"النمسا"ØŒ وليؤسّÙس أول ستوديو سينمائي مصري باسم "آمون Ùيلم" ÙÙŠ 19 شارع الخلÙاوي بØÙŠ "شبرا"ØŒ والذي Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ø³Ù…Ù‡ الآن شارع المستشÙÙ‰..
ÙÙŠ عجالة، أشير إلى أن "Ù…Øمد بيومي" التقى بـ"طلعت Øرب" عارضًا عليه أن يقوم بتصوير Ùيلم عن مراØÙ„ إنشاء مبنى "بنك مصر الجديد"ØŒ وقد رØَّب "طلعت Øرب باشا" بهذا الاقتراØØŒ ومن هنا بدأت علاقة بنك مصر بالسينما، وقد أقنع "بيومي" "طلعت Øرب" بأن يؤسّÙس قسم للسينما يتبع شركة إعلانات مصر، وبالÙعل تأسَّس ذلك تØت اسم "مصر Ùيلم"..
Øدثت عدة خلاÙات بين "Øرب" Ùˆ"بيومي"ØŒ انتهت بعدها بسنوات بأن نسب "Øرب" لنÙسه Ùكرة تأسيس "ستوديو مصر"ØŒ وهي من نتاج Ø£Ùكار ومجهودات "بيومي"ØŒ Ùيستأصل بعد هذه الخلاÙات ÙÙŠ Ùبراير سنة 1926ØŒ تاركًا شركة "مصر للتمثيل والسينما"..
بعد هذه الÙترة، ذهب إلى "الإسكندرية" ÙˆØاول عمل Ùيلم بعنوان "الضØية"ØŒ عن قصة "Ø¥Øسان صبري" ومن إنتاجها وتمثيلها، ولم يكتمل الÙيلم بسبب قصة الØب التي نشأت بينها وبين الممثل "Øسني بك إيراهيم"- بطل الÙيلم- Ùتزوجته ولم يكملا الÙيلم.. ثم أسَّس "بيومي" بعد ذلك ستوديو "بيومي Ùوتو Ùيلم" للتصوير الÙوتوغراÙÙŠ..
"Ù…Øمد بيومي" أيضًا هو أول من Ùكَّر ÙÙŠ إنشاء معهد للسينما ÙÙŠ "مصر"ØŒ وكانت الدراسة Ùيه مجانية وقائمة على التبرعات. وقد تبرَّعت "سينما ركس" بأجر Ø¥Øدى الØÙلات، وبالÙعل نجØت الÙكرة Ù„Ùترة، وصوَّر ÙÙŠ تلك الآونة Ùيلمًا عن نقل أعمدة مسجد المرسي أبو العباس، ÙˆÙيلمًا آخر بعنوان "الخطيب نمرة 13"ØŒ وأغلق المعهد أبوابه سنة 1934..
كان "بيومي" أيضًا Ùنانًا تشكيليًا من الطراز الرÙيع، ولم يتوقَّ٠عن الرسم Ù„Øظة، Øتى ÙÙŠ أواخر أيامه بعد أن ضع٠بصره..
وتوÙÙ‰ "بيومي" سنة 1936 ÙÙŠ الخامس عشر من يوليو..
هنا اختصرت٠كثيرًا من المØطات ÙÙŠ Øياة "بيومي"ØŒ مثل علاقته بالثورة المصرية، وسÙره لأوروبا لآخر مرة، وأتوق٠عند Ùيلم "برسوم يبØØ« عن وظيÙØ©"..
يضع "برسوم" المسيØÙŠ لاÙتة على باب منزله، مكتوب عليها "بني آدم للإيجار ولو باللقمة"ØŒ ويتسلَّل لمنزل "برسوم" Ø·ÙÙ„ جائع يسرق الرغي٠الوØيد الموجود عند "برسوم"ØŒ ويقابل الطÙÙ„ الشيخ "متولي" الذي يعنّÙ٠الطÙÙ„ على السرقة ويأخذ منه الرغي٠ليأكله هو، لأنه جائع أيضًا، ويÙكتب أثناء عرض الÙيلم (لأنه Ùيلم صامت) "لكي يتغلب الشيخ على جوعه يقضي الشيخ وقته ÙÙŠ مطالعة الصØÙ"ØŒ ثم ÙÙŠ تعليق آخر "Øيث إنها لا تكلّÙÙÙ‡ شيئًا، Øيث يلتقط الصØ٠التي تÙلقى على الطريق".
يصØÙˆ "برسوم" ليؤدّÙÙŠ الصلاة أمام صورتي "العذراء" Ùˆ"سعد زغلول"ØŒ Øيث رسم على الØائط الهلال مع الصليب متعانقان، وبعد الصلاة يبØØ« "برسوم" عن رغيÙÙ‡ Ùلا يجده..
يسخر الشيخ "متولي" الجائع من "برسوم" العاطل مثله، بإدعاء وجود وظيÙØ© له، ثم يتسابق الاثنان للØصول عليها، Ùيجدا شخصًا آخر Øصل عليها، ويخطيء مدير البنك Ùيعتقد إنهما عميلان ويدعوهما للغداء، ويأكلان بنَهَم Øتى اكتش٠أمرهما وطردهما ÙÙŠ قارعة الطريق، وأمسكهما الشرطي باعتبارهما متشردان..
لا يمكن التمييز بين "برسوم" المسيØÙŠ الذي قام بدوره ممثل مسلم، والشيخ الذي قام ببطولته ممثّÙÙ„ مسيØÙŠ- "بشارة واكيم"- Ùالاثنان متشابهان ÙÙŠ الجوع، والبطالة، ÙˆÙÙŠ طريقة تعامل الشرطي معهما.. هذا الÙيلم إنتاج سنة 1923.. ولا تعليق!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :