الأقباط متحدون - السجون فى مصر وأحوالها
  • ٠٤:٠٩
  • الثلاثاء , ١ اغسطس ٢٠١٧
English version

السجون فى مصر وأحوالها

د. نجيب جبرائيل

مساحة رأي

٠٨: ٠٦ م +02:00 EET

الثلاثاء ١ اغسطس ٢٠١٧

السجون فى مصر وأحوالها
السجون فى مصر وأحوالها
د. نجيب  جبرائيل 
لا ريب انه وفقا وطبقا للدستور والقانون والمواثيق الدولية فأن السجين فى السجون او المحجوز فى أماكن أحتجاز أقسام الشرطة رغم كونه مذنبا او مجرما لكن يظل انسانا ينبغى ان نتعامل معه بهذه الصفة لان ما يرتكبة من جرم او جرائم متروك للقانون وما معنى هذ الكلام أى يظل المسجون يتعامل معه من حيث الرعاية الصحية والغذائية والنفسية بل ويجب أيضا رعاية اسرتة اجتماعيا .
 
ولكن هل تتوافر تلك الرعاية فى السجون المصرية ونحن كمنظمة الاتحاد المصرى لحقوق الانسان كان لنا واجب زيارة اكثر من سجن مع المجلس القومى لحقوق الانسان وأبدينا ملاحظاتنا التالية .
 
اولا : مخالفة صارخة فى تصنيف المسجونيين وإيداعهم حسب مارتكبوة من جرائم وعلى سبيل المثال لا يمكن ان يوضع عتاه الاجرام مثل مجرمى جرائم القتل مع مرتكبى جرائم بسيطة مثل جرائم الضرب او إيصالات الامانة او الشيك . يمكن الامر الوحيد الذى تطبق مصلحة السجون هو مرتكبى الجرائم السياسية والارهابية لكن فيما عدا ذلك فلا يوجد وضع المسجون حسب التصنيف الذى نصت علية لائحة السجون المصرية .
 
الامر الثانى أيضا من ناحية الرعاية الصحية 
هل تتوافر الرعاية الصحية الكاملة للمسجون ؟ بكل صراحة له وهل تتوافر كافة التخصصات العلاجية داخل السجون بالطبع لا وسوف نسوق لكم مثالا واحدا . هل تعلمون لماذا تأخر أيداع الرئيس الاسبق محمد حسنى مبارك شهور عديدة من إيداعة داخل سجن طرة لقد رأيت وشاهد السبب بنفسى وكان ذلك بسبب عدم وجود غرفة رعاية مركزة تتوافر فيها أجهزة مراقبة القلب مما أشاع كثير من اللغط هل مبارك على رأسة ريشة وظلمنا الرجل وظلمنا معه المسئولين لكن الاجابة انه لم تتوافر الامكانيات الضرورية لعلاجة ومراقبة شرايين قلبة . وهكذا تخصصات كثيرة طبية غائبة عن السجون المصرية والدليل على ذلك نقل حالات كثيرة من المجونيين الى المستشفيات الأميرية لعدم وجود التخصص او الرعاية الخاصة بتلك الحالات .
 
الامر الثالث : التكدس الواضح داخل عنابر السجون مما يؤدى الى انتشار الامراض بين المسجونيين فى جو فى مصر أصبحت درجات الحرارة فيه أعظم من الدول الخليجية مما يصاب معه الكثير من المسجونيين بضيق فى التنفس وهبوط فى الدورة الدموية لكن وقد تؤدى الى الوفاة وتظلم الداخلية وتقول ان المسجون قد مات من التعذيب او الضرب ولكن تظل الداخلية مسئولة أيضا عن عدم توفر وسائل التهوية ومنع هذا التكدس داخل العنابر .
الامر الرابع : فيما يتعلق بحق المسجون فى التريض كما تنص لائحة السجون خشية اصابة المسجونين بأمراض نفسية واكتئابية لان المسجون فى المقام الاول هذا أنسان فيجب تمتع المسجون بوقت كاف للتريض لضيق مساحات الاماكن المتخصصة لذلك .
 
الامر الخامس : من حق المسجون قراءة الصحف الاطلاع على الحياة اليومية هل تصل الصحف للمساجين بأنتظام او لا تصل لهم مطلقا هل تتوفر التلفزيونات داخل العنابر هل توجد المراوح أو أجهزة التكييف بالتأكيد فى منظمة السجون الاجابة بلأ .
 
سادسا : فى وسائل الترحيلات من السجن الى المحاكم والنيابات ونخص هنا بالذكر المحتجزين داخل أقسام الشرطة بسيارة الترحيلات نجدها مكثفة لا يوجد فيها اية تهوية ولاكثر خطورة فى ذلك ان السيارة تضم المسجونيين من كافة الفئات مرتكبى الجرائم القتل والنصب بل الاكثر خطورة يركب فيها أطفال أحداث صغار مع عتاه الاجرام من جرائم القتل والمخدرات فتصور ما يحدث للأطفال وما شاهدة اطفال الاحداث ومع من يتعاملون ربما يكون ناضورجية تجار المخدرات من هؤلاء الاطفال الاحداث
سابعا : الرعاية الاجتماعية لأسر المسجونيين
السجين ربما يكون هو العائل الوحيد لاسرتة ومصدر دخلها وهو الغالب الاعم وربما يكون ارتكابة للجريمة جاء فى ظروف معينه وبدخولة السجن ينقطع اى مورد للمعيشة لاسرة السجين فهل تقوم الدولة بتوفير بديل لهذا الدخل لاسرة المسجون مثل اعانات شهرية او حتى تشغيل احد من ابناء السجين او زوجتة واذا أهملنا هذاالجانب يمكن ان تخلق هوة اجتماعية ليس بين السجين واسرتة بل بين افراد الاسرة الواحدة من تلك بل يصل الامر الى أنحراف الزوجة والاولاد من أجل الحصول على دخل وحتى لو بطرق غير شرعية فتكرر مأساة السجين مرات عديدة 
 
ثامنا: الرعاية اللاحقة  للمسجونيين
عند خروج المسجون من سجن بعد قضاء العقوبة او الخروج عند العفو هل تقوم الدولة بتوفير عمل من مناسب حتى يرتزق منه حتى لا يعود الى الجريمة مرة اخرى لم تسمع عن هذا الا بعض الجمعيات الاهلية لكن اين دور وزارة التضامن فى هذا الشأن .
 
وهل يعوض المسجون ماديا ومعنويا اذا ما تم القاءة فى السجن ثم ظهرت براءتة او تم حفظ التحقيق هذه كلها اسئلة نريد اجابات عليها .
 
تاسعا : هل تطبيق مصر نظام السجون المفتوحة او شبة المفتوحة
لقد كنت فى الاسبوع قبل الماضى فى زيارة لالمانيا وسويسرا وسألت بعض المسئوليين فى الداخلية عن كيفية معاملة المجرمين فذهلت حينما علمت منهم انه ليس فى كل الجرائم يوضع المسجون السجن ففى جرائم معينة مثل الشيكات او النصب او الضرب مثلا لا يودع المسجون السجن لان المسجون يكلف الدولة شهريا 13 الف يورو اى ما يعادل 260000 جنية مصرى فهذا عبء كبير على الدولة رغم انها دول غنية جدا 
وممكن ما يحدث يحدث ان تحدد له اقامة جبرية داخل منزلة ويسمح له بالخروج لقضاء حاجاتة ويعود فى ساعة معينة ليكن مثلا الساعة السابعة مساءا ويربط كل ذلك وينظم بواسطة أجهزة من الشرطة بالمراقبة . السجون فى اوربا بها وجبات ساخنة وملاعب رياضية ووسائل ترفيهية وثقافية ولقد قابلت فى اوربا أحد المصريين وكانت اقامتة أقامة غير قانونية او ما يسمى كسر الفيزا وكان لابد من ترحيلة او ايداعة السجن ففضل ان يودع فى سجن هولاندا لانه على حد تعبيرة السجون هنا هى عبارة عن فنادق .
 
متى نعتبر السجين إنسانا فكفى ما نالة من عقاب على جريمتة هل يمكن أن يظل رغم كل ذلك إنسانا . 
 
فى  1 /   8   /2017
سفير النوايا الحسنة
 رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الانسان 
nagilco@gmail.com
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع