اليونان بين الاسلام المسالم والأسلمة القهرية !
البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين
٠٧:
٠٧
م +02:00 EET
الاربعاء ٢٦ يوليو ٢٠١٧
البروتوبرسفيتيروس اثناسيوس حنين
سيادة المطران سيرافيم –مطران بيرية وفاليروا-اليونان
نقله الى العربية البروتوبرسفيتيروس الدكتور أثناسيوس حنين –كنيسة أجيا سوتيرا-مطرانية بيرية-اليونان
قامت صحيفة (الديمقراطية) الواسعة الانتشار فى اليونان باجراء حوار مع سيادة المطران سيرافيم مطران ميناء بيرية (يوم الخميس 25 يوليو 2013’) ذلك الميناء الذى ساهم فى انتشار البشارة المسيحية و الوارد ذكره كثيرا فى سفر أعمال الرسل ’ونحن اذ ننقل هذا الحوار الى اللغة العربية ’ انما نبغى أولا رسالة حب وتقديرهذا من جانب وثانيا رسالة تنوير وتحذير من جانب أخر ’ الى كل مسلم وعربى مقيم فى ارض اليونان المقدسة ’ والتى هى (قبلة(بكسر القاف وفتح الألف) المسيحيين فى العالم أجمع ’ لما لها من دور كبير فى قيام وانتشار الرسالة الانجيلية فى بداياتها بل وصياغة عقائدها الاساسية’ والحوار لا يشير الى أشخاص بل ينتقد أوضاع فى داخل الدولة اليونانية وخارجها ’ بل يصل النقد العلمى الموثق الى أليات النظام الأوروبى ذاته فى منظومة استقبال المهاجرين ’ ونحن نرى أنه من الضرورى للمهاجر المسلم والعربى فى اليونان أن يعي فحوى هذا الحوار الهام حتى يقضى أيام غربته فى هذا البلد المضياف ’ فى كرامة وحسن اندماج واحترام لتراث البلد وتاريخها ولغتها التى( نزل) بها الانجيل وتأثر بها القرأن(للأسف نرى الكثيرين من الاجانب يحملون ’ أو يريدون أن يحملوا ’ الهوية اليونانية وهم لا يعرفون شيئا على الاطلاق عن اليونان !!!)’ هذه التراثات التى ينطق بها كل حجر وزاوية فى البلد والتى وان تغيرت أو تلو ثت أو انحرفت عن مسارها ’ سوف تؤدى الى نتائج مأساوية ليس لليونان وسكانها اصليين او مهاجريين فقط والشرق الاوسط بل للعالم كله(المترجم).
ئيقول الصحفى اليونانى بانيوتيس لياكوس والذى أجرى الحوار الجرئ
(pliakos@dimokratianews.gr)
سيادة المطران سيرافيم من الاساقفة البارزين فى الكنيسة الارثوذكسية ’ ليس فقط على مستوى اليونان ’ بل على المستوى العالمى ’والبعض يعتبره من المتعصبين ’ والبعض الأخر يراه (غيورعلى الارثوذكسية) ’ بينما يذهب بعض اليونانيين من رجال الصحافة ’ من الذين لا يعرفون الوضع المأساوى فى العالم الاسلامى ’ الى تسميته (بالطالبان الارثوذكسى) ’ ونحن نفهم الأسباب التى تؤدى الى هذا الهجوم السافر على الرجل ’ فهو أسقف يعيش ما يقول ويقول ما يعيش وهو على استعداد دائم لدفع ثمن حريته وفكره وثقته وحبه فى المبادئ التى علمها المسيح فى الانجيل والتراث اللاهوتى -الكنسى الارثوذكسى.التقيناه فى مكتبه فى مطرانية بيرية والذى يطل على البحر ’ واستقبلنا بعد أن قام باطعام الحمام الذى اعتاد أن ينتظره كل صباح على مدخل المطرانية مذكرا بايات الانجيل (أنظروا الى طيور السماء ’ انها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن ’ وأبوكم السماوى يقوتها .ألستم أنتم أفضل منها )( متى 6 :26 ).يتكلم بصوت جهورى وهادئ ووجهه يفيض سلاما. يتحرك فكره وتنتقل حججه بين العقيدة والعلم ’ بين الايمان والعقل وبين الطبيعى (الفيزيقى والميتافيزيقى)والفوق الطبيعى بسلاسة متناهية.هو انسان ضليع فى البلاغة لأنه محامى ولاهوتى فى أن ’ يذكرنا بأباء الكنيسة الكبار ’ولكن بلا تظاهر أو تفاخر ’ يبذل الجهد لكى يفهمه الجميع ’وكثيرا ما ينجح فى ذلك ’ نحن نرى (يقول الصحفى اليونانى) أن أراء سيادة المطران حول قضية الاعتراف الرسمى بالاسلام كديانة رسمية فى اليونان ’ وليس استقبال المسلمين كمهاجرين قانونيين وشرعييين’ أمر فى منتهى الأهمية والخطورة ’ ويجب على الجميع ’ الدولة اليونانية والمهاجرين المسلمين ’ أخذها فى الاعتبار.
1-السؤال الأول :
لماذا لجأتم ’ يا سيدنا ’ الى مجلس الدولة ’ أعلى هيئة قضائية فى اليونان’ وأقمت دعوة ضد بناء جامع فى أثينا ؟
سيادة المطران : نحن نعتبر أن مجلس الدولة أو هيئة قضايا الدولة هى أعلى سلطة قضائية فى البلاد ولديها السلطة بحسب الدستور اليونانى أن تلغى قرارات السلطة التنفيذية أى الحكومية’ ترى أنها ضد مصالح البلاد العليا بالرغم من أن هذه القرارات قد تم التصويت عليها فى مجلس النواب ’وهذا هو المبدأ الدستورى الذى يفصل بين السلطات ’ فى كل الدول الديمقراطية.وهذا بالطيع ينطبق على اليونان كبلد حقوق .نحن لجأنا الى أعلى سلطة قضائية فى البلاد لأننا نرى أن الاعتراف الرسمى بالاسلام كديانة رسمية فى اليونان’ وليس مجرد حسن استقبال المهاجرين المسلمين الذين يندمجون فى تراثنا ويتعلمون لغتنا ’ نقول أن الاعتراف الرسمى بالاسلام كديانة فى اليونان هو خرق فاضح ومأساوى لبنود الدستور اليونانى ولن يفيد لا اليونان كدولة مسيحية-ارثوذكسية صغيرة الحجم وقليلة السكان حسب الدستور اليونانى ولا الاسلام فى اصوله السياسية والياته الفقهية وطموحاته الجهادية.
2 –السؤال الثانى
ها تعتبرون ’ قداستكم ’ أن الدولة اليونانية تريد أن تعترف بالاسلام كديانة رسمية فى البلاد ’ وليس مجرد بناء دور عبادة للمهاجرين من المسلمين ؟
سيادة المطران:بالطبع ’ الدولة اليونانية ’ لاسباب كثيرة ’ تريد ’ ليس فقط تقنين اوضاع المهاجرين المسلمين المقيمين شرعيا والوافدين قانونيا ’ بل اعلان الاسلام ديانة رسمية ’ وانا ارى وهذا رأى الشخصى أن العبادة الاسلامية هى عبادة تحمل مخاطر تفسيرية مدمرة !!!’ الاسلام ديانة تقوم على اركان خمس ’ ومن اهم الاركان الخمس الحرب المقدسة (الجهاد)’ وهذا وارد فى سور كثيرة فى القرأن ’ وعلى سبيل المثال (الاسلام) هو الخضوع لله وهذا الخضوع يظهر من خلال الجهاد وقتل الكفار(سورة النساء 75 ’ 83 و88 وسورة المائدة 33 والتوبة 15 والحشر 5 صرح مرة الشيخ عمر عبد الرحمن ردا على سؤال عن السلام فى الاسلام وقال :أسمع يا أخى فى القرأن سورة كاملة اسمها سورة الأنفال (الأسرى) أو القتال ’وليس هناك فى القرأن سورة اسمها سورة السلام وتابع قوله ’ الجهاد والقتال يا أخى هو رأس الاسلام ولو حاولت أن تلغيه فقد قطعت رأس الاسلام راجع كتاب (ضد التيار) للدكتور مصطفى المدرس السابق للتاريخ والحضارة الاسلامية بجامعة الازهر ولقد تسببت هذه الاجابة فى عبور الدكتور مصطفى الى المسيحية)!!!.وهذا ’ حسب رأى كرجل قانون وليس فقط كلاهوتى’ يتناقض مع المادة الثالثة عشر من الدستور اليونانى والتى تنص على أن كل ديانة لها الحق أن تمارس العبادات بلا مانع ’ ما عدا الديانات التى تهدد السلام والنظام الاجتماعى وتناقض العادات والاعراف السائدة.وأنا أرى أن الاسلام يتمتع بهذه الصفات الغير الاجتماعية والمخربة للعادات والسلام الاجتماعى والهوية المسيحية (تعدد الزوجات –الجهاد –المرأة وغيرها- سورة النساء 33).هذه الديانة ’ حسب لاهوتنا ’ ديانة مستحدثة(يوحنا الدمشقى) ومن صنع البشر.فى الواقع هى ديانة هيمنة سياسية وعسكرية بلا مرجعية سوى فكرة غامضة ومشوشة عن الله والنبوة.أن الاسلام ديانة لا تتناغم مع العقل الانسانى.
السؤال الثالث :
لمن توجهون هذا الكلام الخطير؟
أننا سوف نصاب بالجنون اذا ما صدقنا وأمنا بأن الاله الذى خلق ثلاث مليارات كوكب من العدم والذى أعطى هذا الانسجام وهذا الجمال للكون الفسيح ’ هذا الاله يعطى أوامر لفئة من الناس أن نقوم بقتل باقى الناس الابرياء والذين لا يشكون فيهم بل ويحبونهم ’ يقتلونهم باسم الله!هذا الأمر يعكس صورا نفسية مريضة وعدم اتزان ’ أوجه الكلام لكل العقلاء.
السؤال الرابع
هل الدعوة التى أقمتموها أمام أعلى سلطة قضائية يونانية سيتم فحصها فى احد اقسام الهيئة أم أمام الهيئة بكامل أعضائها؟
سيادة المطران: بسبب الأهمية القصوى للدعوة ’ سيتم دراستها أمام المجلس بكامل هيئته ’ وعلى حد علمى ’ فقد تم عرض الدعوة أمام المجلس ونحن ننتظر القرار النهائى خلال الصيف ’ وموقفنا هو أن هذا القانون ’ أى الاعتراف بالاسلام كديانة رسمية فى اليونان من خلال بناء جامع ’ هو أنه قرار يخالف بشكل فاضح لنصوص الدستور ولمبادئ المساواة ’ ناهيك عن الأضرار البيئية والاجتماعية التى سيسببها بناء جامع فى قلب أثينا (ناهيك عن ردود أفعال اليونانيين القوميين مثل الفجر الذهبى الخرسى أفجى)’ نريد أن نذكر أن الدولة اليونانية دولة تؤمن بالتسامح الدينى ولكنها ليست دولة لا دين لها ’ أى علمانية(بفتح العين والألف) ’ ونحن نعرف ويعرف الجميع ’ أن الدستور اليونانى يعترف بالكنيسة الارثوذكسية على أنها الديانة الرسمية التى يؤمن بها اليونانيون وهى الديانة السائدة ’وبالرغم من ذلك لم يحدث أن الدولة اليونانية قامت ببناء كنيسة بقانون للدولة ولم انفق أموالا على بناء الكنائس الارثوذكسية ولا أى دور عبادة ’ وهنا نصل الى لب المشكلة ’ أن بناء جامع اسلامى بقانون مدنى وتمويل من الدولة يتناقض بشكل فاضح وواضح مع نصوص الدستورويمنح امتيازات ’ غير دستورية ’ للديانة الاسلامية .ومن المفيد هنا أن نعرف أن ايمان الاسلام ينكر الله الثالوث ’ بينما يبدأ الدستور اليونانى بأسم الثالوث القدوس ولا نتكلم عن تشويه الاسلام لسر تجسد المسيح (سورة الكهف 3 ) .
السؤال الخامس
ما هى النتائج التى تتوقعونها لهذه السياسة ؟
سيادة المطران :النتائج خطيرة بل ومأساوية وأهمها هو أن اليونان سوف تعتمد نظام التعدد الدينى وسيخلق ذلك سابقة (قانونية ) وسابقة (عملية )
De Facto –De Jure
وهذه السابقة سوف تؤدى الى هدم وتدمير الخصوصية المسيحية والارثوذكسية لهوية اليونان التاريخية والمعاصرة والمستقبلية والتى يؤمنها ويضمنها الدستور حتى اليوم .نحن نعتقد ’ وهذا رأى الخاص ’ بأن هناك خطة كبيرة تشارك فيها مراكز القرار الاوربية ’ للأسف ’ هذه هى توجهات وتوجيهات المسئولين الاوربيين ’ الذين يريدون’ كما يزعمون ’ مساعدة المهاجرين الغير القانونيين فى بلادنا ’ ليس لأن الحنان قد هزهم من ناحية المهاجرين والا لكانوا قد ساعدوهم على أن يعودوا الى بلادهم بكرامة بدلا من اعادتهم الى اليونان !!! ’ ولكن هم يريدون أن يحققوا ما عجز عن تحقيقه ابراهيم باشا التركى’ وهو أن يغيروا وحدتنا القومية ويفتتوا هويتنا الارثوذكسية’ والطريقة سهلة وهى اغراق اليونان بالمهاجرين ’ مما يؤدى الى تغيير التركيبة السكانية واذابة اليونانيين فى نظام العولمة التى ستؤدى الى أسلمة اليونان.هكذا يختفى جنس اليونانيين من الخريطة الكونية ’ جيلا بعد جيل ’ويختفى معهم الديانة واللغة والتراث ’ هذا يتحقق بأسلمة اليونان رسميا ’وهنا نذكر أن هذه الديانة لم تقدم لنا خلال اربعمائة سنة احتلال عثمانى –تركى اسلامى ’ سوى الخراب وأنهار دماء الشهداء الجدد والقديسين والذين قتلوا لكى يمنعوا تغيير بل ومحو هوية وتاريخ ولغة وحضارة وتراث هذا البلد الصغير العظيم فى أن .
السؤال السادس
هل نفهم من هذا أنكم ضد الاعتراف الرسمى بالاسلام أى ضد أسلمة اليونان ولستم ضد بناء الجامع للمسلمين المسالمين والمندمجين فى ثقافة بلادنا وتراثها ولنا منهم اصدقاء؟
سيادة المطران:اذا ما لجأ المسلمون ’ اخوتنا فى الانسانية ’ الى الدولة اليونانية وطلبوا بشكل قانونى ورسمى بناء مكان للعبادة ’ لا يمكننى الاعتراض ’لأننى أحترم حق كل انسان فى أن يعبد ما يشأ ’ولكن على العكس من ذلك نحن هنا أمام امتيازات قانونية وغير دستورية للاسلام كديانة’ الاسلام سيصير شخص اعتبارى قانونى فى البلد وبالتالى فأن امام الجامع سيصير موظف فى الدولة وجزء من النظام الادارى الحكومى’ وبهذا السلوك الغير القانونى والمخالف للدستور ’ من قبل الحكومة اليونانية ’ يجب على الدولة أن تمول بناء ليس فقط الجامع بل كل دور عبادة للهرطقات الدينية المتشرة فى اليونان ’ والوافدة مع المهاجريين الغير الشرعيين فى اليونان المورمون وشهود يهوه والسيخ وغيرهم .
السؤال السابع
ما دامت القضية امام أعلى هيئات القضاء لماذ اسرعت الحكومة بالاعلان عن مناقصة بناء الجامع ؟
سيادة المطران :يبدوا أن هذه مناورة سياسية وهى ارسال رسالة الى مجلس الدولة وفحوى الرسالة ( أيا كان قراركم ’ نحن سنمضى قدما فى بناء المشروع وأسلمة البلاد واغاظة العباد بشكل أو بأخر)’هذا هو التلفيق الذى تمارسه السلطة التنفيذية الذى لا يليق باليونان ’ محل ميلاد الديموقراطية ’ هذا هى الخضوع الذليل أمام مراكز القرار فى العواصم الكبرى (الخاضعة بدورها والذليلة أمام البترودولار).
أخيرا ’ يا صاحب السيادة ’ ماذا تريدون أن تقولوا للسياسيين اليونانيين الذين وقعوا على هذا القرار – القانون ويسعون الى وضعه موضع التنفيذ ؟
أريدهم أن يفرقوا بين حسن استقبال المسلم المسالم الذى يسلم الناس من لسانه ويده والوافد الى بلادنا المضيافة بشكل شرعى ويتعلم لغتنا ويعيش ثقافتنا المسيحية-الارثوذكسية ’ وبين الاسلام السياسى الذى يريد أسلمة البلاد واذلال العباد !!! كما أريدهم أن يتعظوا من مصير الوزير السابق(ولن يكون الأخير) بابا قنسطنطينوس الذى كان فارس الاقتصاد اليونانى والصديق الحميم للسيدة لاجارد(مديرة البنك الدولى) وميركل(المستشارة الالمانية) والطفل المدلل لصناع القرار فى العواصم الاوربية وها هو الان ينتظر المحاكمة ويهرب منه الجميع للاسف وأقول للاسف لاننى احترمه شخصيا.