الأقباط متحدون - الاعلام المصرى والفيس بوك ... الى أين ؟؟؟
  • ٠٩:٥٠
  • الاربعاء , ٢٦ يوليو ٢٠١٧
English version

الاعلام المصرى والفيس بوك ... الى أين ؟؟؟

د. مجدي شحاته

مساحة رأي

٣٧: ٠٤ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٦ يوليو ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بقلم : د . مجدى شحاته

مازلنا لا نريد أن نصدق حتى الان أن مصر تواجه حربا حقيقية شرسة  ... حربا بكل ما تحمله الكلمة من معان ، بل هى حرب أشد ضراوة وعنفا وأكثر دهاء ومكرا من أى حرب نظامية تقليدية .مصر تحارب عدو خفى افتراضى لانراه ، بالرغم أنه يعيش بيننا ، وفى وسطنا ، لاندرى أين يختبئ .. متى وأين وكيف يهاجم !! لابد أن ندرك ونعى تماما ، أن هذه الحرب تحتاج مساندة اعلامية تنويرية  قوية  فالارهاب يبد أ فكرا .. لذلك وكما قلنا مرارا و تكرارا ، الامر يحتاج تنقية المناهج التعليمية من كل ما يحث على الكراهية وعدم  قبول الاخر . ثم تأتى مهمة الاعلام التنويرية وتوعية الجماهير وبث الامل والرجاء فى نفوس البشر . فالارهاب وليد التطرف الفكرى ..الذى يؤدى الى تفخيخ العقول ، فالمعادلة تبدأ بالفكر المحبط . ولكن بكل أسف  الدولة تسير فى واد والاعلام فى واد آخر !! نعم .. لقد فاض الكيل من الاعلام ... ذلك  الكيان المفلس ، الذى يتعمد مع سبق الاصرار والترصد فى تخريب عقول الناس !! مصر فى حاجة الى اعلام يقف بكل قوة  وصدق ووطنية و يشهد بالحقأمام العالم ،يساند الوطن فى محنته ، يحشد كل امكانياته من أجل سلام الوطنوسلامة مواطنيه وأمن المنطقة بكاملها . لابد أن نعرف انه لايوجد عندنا سياق اعلامى متكامل يعبر عن حقيقة وخلفية  المعارك التى يخوضها الوطن سواء معارك فى مجال البناء والتنمية أو معارك ضد الارهاب . لقد ابتلانا الزمن بحفنة من القنوات الفضائية محتاجة ( شوطه ) !! قنوات الخمس نجوم .. تحصد وتجنى ملايين و ملايين الجنيهات من الاعلانات والدعاية ،تصدر لجمهور الغلابة المواد الهابطة التىتدعو للكآبة والاحباط !!البعض من هذهالقنوات الفضائية تتاجر بدماء الشهداء الابرار وآلام الفقراء والمرضى  .. اعلام يركز على السلبيات مع تجاهل كامل لأى انجازات حققتها الدولة أو تحققها فى زمن قياسى فى مجال التنمية والبناء . أعلام الغرف المكيفة والفبركة وال ( شوه ) واستضافة شخصيات مفروضة علينا رضينا أو لم نرض ، اعلام هزيل ، تغطيات تفتقر الى الوعى والابداع والابتكار ، خالية من التحليل العميق المدروس الدراسة الكافية . على سبيل المثل ، هذا الافلاس الاعلامى كان واضحا بشدة أثناء المقاطعة مع دولة قطر !! ماذا قدم الاعلام المصرى لنصرة الوطن والحق فى هذه الازمة ؟ وهناك الكثير من الحقائق التىتناصروتؤيد موقف دول المقاطعة الاربع لدولة قطر فى هذه القضية ، كان الاعلام لابد أن يسلط عليها الاضواء ، لكن اعلامنا المفلسلم يعط القضية الاهتمام الكافى ويوضح الحقائق كما ينبغى للعالم !! لكن هذا هو قدرنا فى اعلام بائس تعيس !! الكلمة مسئولية ، واذا فرطنا فى هذه اللحظة التاريخية الحرجة ولم نساند الوطن بكل كلمة حق وصدق وامانة ، فلن يرحمنا التاريخ ولن يغفر لنا . لقد عبر الرئيس عبد الفتاح السيسى أكثر من مرة عن أستيائه الشديد من الاعلام ،وتساءل سيادته ما وجه الاستفادة من تحطيم أمال المصريين ؟ ، فقال موجها كلامه للاعلاميين : " أرجو أن تبثوا الامل فى نفوس المواطنين وتجنب الاحباط الذى يبث بشكل مستمر . وأتمنى أن يتشكل الوعى الاعلامى فى بث الامل وتحقيق الاصطفاف الوطنى . " 
 
 وفى حديث آخر قال الرئيس السيسي : " لو سمحتم خلو بالكم من مصر وشعبها ، وأن يتعامل الخطاب الاعلامى مع الموضوع بمصداقية ومسئولية ووعى حتى لا نؤلم الناس . " وفى حديث ثالث خاطب الرئيس السيسي الاعلاميين فقال : " أطالب الاعلام أن يتحلى بالمسئولية فى مواجة التحديات " . ومن الجدير بالملاحظة ،أن السيد الرئيس فى كلامهللأعلاميين  استخدم  الكلمات ( أرجو ، أتمنى ، لو سمحتم ، أطالب ) الرئيس السيسي يتكلم مع الاعلاميين و كما عودنا دائما باسلوبهالراق المحترم والمهذب للغاية ،  الرئيس فى كلامه : ( يرجو و يتمنى  ويستسمح ويطالب ) ...فهل من مستمع ؟  وهل من مجيب ؟؟ هذا وقد ناشد الرئيس السيسي منذ أيام خلال مؤتمر الشباب الرابع بالاسكندرية أن يقوم الاعلام بأطلاع الشعب المصرى على مايتم انجازه على أرض الواقع من مشروعات وانجازات للدولة . كذلك دعى الرئيس كافة وسائل الاعلام الوطنى أن يقوم بدوره فى تعزيز وحدة الصف ، وتوعية المواطن بالتحديات والمخاطر التى تواجهها الدولة المصرية وبما يحاك بها من مؤامرات  . أتخيل ماذا كان يمكن أن يحدث لهذا الكيان الاعلامى المترهل ، لو كان موجودا  فى عصور سابقة من التى ترحل الناس وراء الشمس ؟؟ نعم لقد حان الوقت أن يتحرك الاعلام المصرى لصالح الدولة المصرية بكل جدية وحزم وعزم ، فهناك جرس انذار من الدولة تجاه القضايا المصيرية التى تحتاج توعية من الاعلام للرأى العام . لاشك أن الغاء منصب وزير الاعلام يمثل  جزء من مشكلة منظومة الاعلام ، لذا أرى أن عودة منصب وزير الاعلام أصبح أمرا ملحا ، فمنصب وزير الاعلام ليس منصبا سياسيا بقدر كونه يهتم بتنسيق وترشيد الاداء الاعلامى ، ويمكن التنسيق مع المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام  والهيئة الوطنية للصحافة وكذلكالهيئة الوطنية للأعلام والتى صدر قرار جمهورى بتشكيلهم بعد تفجيرات كنيستى طنطا والاسكندرية .
أما التكنولوجيا الحديثة ، فقد أبدعت لنا الاعلام الالكترونى الذى أوجد نوعا من الحياة الافتراضية ،انجذب لها الملايين ، والتى أثرت فى شخصياتهم وغيرت مجرى حياتهم ، وبدلت طرق تعاملهم مع الواقع . لقد أصبحت شبكات التواصل الاجتماعى مجالا أساسيا للتفاعل بين الناس .و يتميز الاعلام الالكترونى بخصائص عديدة ينفرد بها عن سائر وسائل الاعلام التقليدى .من بينها الحرية المطلقة التى تتخطى أحيانا حدود الرقابة . وابداء الرأى بدون قلق أو قيود خصوصا فى حالة استعمال أسماء مستعارة. كذلك يتميز بندرة  التكاليف وسرعة الانتاج والانتشار والتحديث مع سرعة الاستجابة الفورية من الجمهور . وظهر جيل جديد يتفاعل بشدة مع هذا النوع من الاعلام ، الذى يتيح الفرصة لأى  فرد عادى أن  يصبح مؤسسة أعلامية ينشر ما يطيب له وفقا لأهوئه الشخصية على الفيس بوك ، فهو ليس فى حاجة الى مقر ثابت أو مكاتب وموظفين وماكينات طباعة وعملاء للنشر والتوزيع وخلافه . لكن الاعلام الالكترونى سلاح ذو حدين ،فكثير من الاحيان لا يقود الى الحقيقة . من خلاله تنصب شراك الخداع والوهم والاكذيب والشائعات . وبكل أسف ما أكثر المخدوعين والموهيمين لما تقدمه مواقع التواصل الاجتماعى من أخبار غير صادقة وأفكار مغلوطة وأشاعات مضللة وشراك يسقط فيها الملايين من ضحايا الوهم والخداع . فكثيرا من مواقع التواصل الاجتماعى تتسم بعدم الموضوعية والتراشق  بالالفاظ الغير لائقة  والانفعال الغير مهذب والخارج عن الادب  بغرض المعارضة وتفريغ شحنات الغضب نتيجة لكبت أو غبن . علما بأن احتدام النقاش 
 
 
وارتفاع وتيرة الجدل وحدة النقاش ، لاتعبر بالضرورة عن مصداقية القضية موضوع النقاش ولا دليل عن وعى المجتمع ، وكأن مواقع التواصل الاجتماعى باتت بمثابة سلة للمهملات يلقى الناس فيها بكل ما لديهم من نفايات . لذلك ينصح الحكماء اذا أردت أن تعرف الحقيقة المجردة . ابحث عنها بنفسك بعيدا عن شبكات التواصل الاجتماعى التى ابتلانا بها الزمن !! منهذا المنطلق علينا عدم الاستسلام لروح الانهزامية والاحباط الذى يبثة البوم الناعق من الحاقدين على الوطن على شبكات التواصل الاجتماعى . لقد حان الوقت  لضرورة تشريعالقوانين الرادعة والصارمة لضبط وتوقيف المحرضين ومثيرى القلاقل والتطاول على خلق الله ، وهناك الاليات التقنية لضبط المخالفين للقانون ومتجاوزى الاصول والاعراف لينال العقاب الصارم  وتنقية الاجواء الالكترونية من هذا العبث الممجوج كما هو متبع فى كثير من دول العالم .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع