قطر.. نموذج إسرائيلي عربي
سليمان المنياوي
٥٣:
٠٣
م +02:00 EET
الاربعاء ٢٦ يوليو ٢٠١٧
سليمان شفيق
وكانت الدول المقاطعة لقطر(السعودية والإمارات والبحرين ومصر)قد وجهت قائمة مطالب إلى الدوحة على رأسها قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية، وكانت المطالب مكونة من 13 بندا ، منها اغلاق قناة الجزيرة والتي تتهمها الدول الاربعة بأثارة الاضطرابات في المنطقة ودعم جماعة الاخوان المسلمين الارهابية ، وخفض التمثيل الدبلوماسي الايراني وطرد اعضاء الحرس السوري الايراني الموجودين علي اراضيها ، واغلاق القاعدة التركية ،وعدم تجنيس المواطنين من الدول المقاطعة الاربع ، ووقف تمويل ومساندة الارهاب ، وتسليم المطلوبين وقطع علاقاتها مع جماعة الاخوان المسلمين وتنظيم القاعدة وحزب الله وداعش ، وامهلت دول المقاطعة قطر عشرة ايام لتنفيذ تلك المطالب ،ومضت ايام وشهور ولم يحدث اي تقدم !!
تري لماذا
الولايات المتحدة ووصفت الأزمة بين قطر ودول الخليج العربية الأخرى بأنها "قضية عائلية". جاء هذا الكلام على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر،
اما رد الكفيل التركي وبناءً على هذه التقارير، قال وزير الدفاع التركي فكري إيزيك، إن بلاده لا تعتزم إعادة النظر في الاتفاق الخاص بقاعدتها العسكرية في قطر، معتبرًا أن أي مطلب لإغلاقها سيمثل تدخلًا في علاقات أنقرة بالدولة الخليجية.
وأضاف أنه لم يتسلم أي طلب رسمي بإغلاق القاعدة، زاعمًا أن القاعدة في قطر هي قاعدة تركية من شأنها الحفاظ على أمن قطر والمنطقة.
يبقي الرد الايراني وجاء علي لسان وكيل ايران في المنطقة الامين العام لحزب الله حسن نصرلله ، الذي نصح الرياض بالتفاوض مع طهران بدلا من سلوك طريق يؤدي الي سفك المزيد من الدماء "
اما فك الشفره الحقيقية يأتي من جانب اسرائيل وبعد ساعات قليلة من اعلان دول المقاطعة الاربعة عن موقفها ،اعلنت شركة الطيران الاسرائيلية "أركيع" أن التعاون التجاري مع الخطوط الجوية القطرية مستمر، وقال موقع "مكور" الاخباري الاسرائيلي ، ان شركة الطيران الاسرائيلية ، ان التعاون مع الخطوط الجوية القطرية لن يتأثر بالازمة السياسية بالخليج والتي نشبت بينها وبين دول خليجية وعربية .. واكد الموقع ان اسرائيل تمد قطر بالسلع الغذائية .
ولمزيد من الفهم يجب التوقف امام مقال أوكسانا شفانديوك، نشرته صحيفة "جيروزليم بوست"، بعنوان :"خمسة اسباب تجعل اسرائيل معنية بالازمة القطرية" ، وذكرت:
(التمهيد للتقارب بين اسرائيل من جهة والسعودية ودول الخليج الاخري من جهة اخري ، كما ان الازمة تثبت عودة النفوذ الامريكي الي المنطقة ،الازمة تساهم في تعزيز مواقع اسرائيل في المنطقة بشكل عام ومواقع الحكومة الاسرائيلية بشكل خاص، التركيز علي الارهاب الاسلامي واضعاف حماس)
كما لايعلم كثيرين ان حجم الاستثمارات القطرية في الدول الاوربية يقترب من 800 مليار يورو، أضافة الي علاقات اقتصادية وعسكرية مع روسيا والصين وباكستان وسنغافورا ، كل تلك العوامل تجعل القضية تبادل مصالح اكبر من وثائق تثبت مساندة قطر للارهاب ، لان قطر كانت الوسيط بين السعودية والخليج والارهابيين من جهة وبعض الدول الاوربية من جهة اخري.
هكذا تكون القضية اكبر من قطر ، واعتقد ان الدبلوماسية المصرية العتيدة تدرك اننا بصدد اربعة محاور مترابطة وهي (امريكا وتركيا واسرائيل من جهة وايران من جهة اخري) وما قطر سوي "حصان طروادة" الذي يختبأ داخلة كل هؤلاء ، من اجل مزيد من التقارب بين اسرائيل ودول الخليج والسعودية ، ومزيد من امساك امريكا بكل الخيوط للمحور الجديد الذي تريد مصر تزعمة في الخليج ، كما ان ايران لا تبتعد كثيرا فهي تطالب ايضا بالتفاوض مع العربية السعودية بشأن اليمن وسوريا ـ كما جاء علي لسان حسن نصرالله " بدلا من سلوك طريق يؤدي الي سفك المزيد من الدماء".
الكلمات المتعلقة