الأقباط متحدون - بين داعش الجماعة وداعش الفكرة
  • ١٣:٤٤
  • الاربعاء , ٢٦ يوليو ٢٠١٧
English version

بين داعش الجماعة وداعش الفكرة

٥٤: ٠٩ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢٦ يوليو ٢٠١٧

 داعش
داعش
عصام نسيم 
 
داعش هذا الكيان الإرهابي الذي ظهر للوجود منذ عدة سنوات كتطور طبيعي لجماعات إرهابية أخرى كالقاعدة وغيرها هذا الكيان الإرهابي الذي قام بجرائم ومذابح بشكل ربما لم نشهده في تاريخنا المعاصر أعادوا لنا أشكال من القتل السادي والعنف لقصص كنا نقرا عنها في كتب التاريخ .
 
كما أن هذه الجماعة الإجرامية قد تخلت عن اي علاقة بينها وبين الإنسانية وربما الحيوانية أيضا فلم نجد اي حيوان مهما كانت وحشيته وعنفه يقتل ويتلذذ بالألم ويتفنن في قتل الأبرياء مثلما فعلت هذه الجماعة الشيطانية المجرمة . 
 
ولكن في الشهور الأخيرة تم بداية نهاية هذه الجماعة في سورية والعراق بالطبع بعد ما خربت هذه الدول وقتلت وشردت الملايين من أهلها وأيا كان يدعمها ويساعدها فقد أوشكت العراق وسوريا التخلص من هؤلاء الشياطين المتجسدين في صورة بشر ! 
 
ولكن هل بانتهاء جماعة الشر هذا سينتهي الإرهاب وصوره وأشكاله ؟! هذا الارهاب الذي نشرته وفعلته هذه الجماعة خاصة بعد أن أصبح لها ذيول واتباع في كثير من دول العالم حتى دول العالم الأول والدول المتقدمة ! 
 
والعجيب أن كثير ممن يقومون بعمليات إرهابية ربما يكونو مواطنين في هذه الدول ولم يسبق لهم السفر الي العراق او سوريا ليتم تجنيدهم ،
أنها الأفكار فكثير من الذين تم تجنيدهم من قبل هذه الجماعة او جماعات إرهابية أخرى هو التأثر أولا بفكرة والفكرة تصبح عقيدة لتتحول الي أفعال إرهابية 
 
فمنتج الإرهاب من أحداث تفجيرات وقتل وعنف ما هو إلا نتاج هذه الأفكار ! 
الأفكار هي التي تجعل شخص يقتل نفسه ويفجر نفسه بين أبرياء لانه مقتنع انه يقدم خدمة لله 
الأفكار هي الدافع لأي إرهابي أن يذبح ويحرق ويدمر 
 
الأفكار هي التي تجعل إنسان يتجرد من إنسانيته ليتشيطن ويصير صورة ونموذج للشيطان في الأرض . 
فالارهاب في الأساس فكرة تتحول لفكر عقيدي ( ايدولوجيا) بعد ذلك ! 
لذلك هل بانتهاء داعش الجماعة سواء في العراق او سوريا او في اي مكان بقتل ارهابي داعش او سجنهم ينتهى الإرهاب ؟!
الحقيقة لا !
 
لأن كما ذكرنا الإرهاب فكرة والفكرة لا تموت بقتل أصحابها او سجنهم والا كانت انتهت أفكار كثيرة منذ مئات وآلاف السنين بموت أصحابها ولكنها بقيت واعتنقها الكثير ومازلت تؤثر في البعض ، إذن الفكرة لا تموت إلا بفكرة تواجهه وتفندها وتحاربها ! 
 
فالفكر يواجه بالفكر والأفكار الأيديولوجيا تواجه أيضا بأفكار ايدولوجيا مثلها فما يقوم به الإرهابيين مع الذين يجندهوم هو عملية غسيل مخ لهم والمطلوب لإعادة هؤلاء هو تنظيف امخاخهم من هذا الغسيل الذي هو في الحقيقة تلويث مخ وليس غسيل مخ ! 
داعش الجماعة ستنتهي اليوم او غدا ولكن داعش الفكرة ستظل موجودة !
 
داعش الجماعة كانت موجودة كافكار حتى قبل ظهور داعش الجماعة كانت موجودة من خلال جماعات إرهابية أخرى كالاخوان او القاعدة او أي جماعة أخرى وما اكثرها! 
 
أليس ما فعله الجيش العثماني في الأرمن والسريان منذ أكثر من مئة سنة من مذابح وقتل وحرق ودمار هو ما فعلته داعش اليوم ؟!
أليس ما فعلته جماعة الإخوان الإرهابية بعد خلع مرسي مثلما تفعله داعش ، أليس ما فعلته الجماعات الإرهابية في مصر فترة السبعينات الي التسعينات هي أفعال داعشية؟! 
وهكذا اي عمل إرهابي يتم اليوم هو نتاج للفكر الداعشي ! 
وللأسف الشديد هناك كثيرين ممن يعيشون بيننا لهم هوى او فكر داعش بنسب مختلفة تظهر من وقت الآخر 
 
تظهر في بعض الممارسات العنيفة ضد الاقباط في مصر من حوادث عنف او حرق كنائس او منعها !
بل نجد أن احيانا تعنت وتصلف بعض المسؤلين ضد الكنائس او الاقباط نتيجة تأثره بفكر داعشي يكفر الآخر ولا يعترف بحقوق له ! 
داعش كفكرة ليست بعيدة عنا بل موجودة عند كثيرين ممن يعيشون بيننا ولذلك يكون سهل تجنيد بعضهم لدى جماعات الشر هذه وهو ما شاهدناه في السنوات الأخيرة! 
 
فمزاج وهوى البعض داعشي لذلك وجدت داعش أرضية خصبة لتجنيد كثير من الشباب ليتحولوا الي إرهابي لداعش وسطنا يقتلون و يفجرون أولادنا في الجيش والشرطة والأقباط !
 
داعش الفكرة تكفر الآخر ولا تعترف بأي حقوق له وتنكر أبسط حقوق له ! داعش الفكرة موجودة تظهر من وقت لآخر في تصريحات وقرارات وممارسات من قبل البعض !
 
تظهر في تعليقات صفحات التواصل الاجتماعي في أمر يخص أقباط او اي آخر او مختلف 
تظهر من خلال ممارسات عنف ضد الاقباط في احيان كثيرة 
 
تظهر من خلال تعنت بعض المسئولين ضد بناء الكناىس او حتى قرار يخص الاقباط 
تظهر من خلال عدم الاعتراف بالآخر بمشاكله او السعي في حلها 
 
تظهر في ممارسات وسلوكيات ومعاملات البعض يوميا !
.....الخ 
فداعش كفكرة وسطنا بشكل أو آخر 
إذن من يظن أن داعش ستنتهي بانتهاء الجماعة مخطئ لانه ستظهر جماعة أخرى بمسمى آخر لها نفس الايدلوجيا والفكر والمنهج الداعشي .
مواجهة داعش الجماعة لا تكفي ولن تنهي على إرهاب داعش وغيرها فالاهم مواجهة داعش الفكرة فهي الأساس والمصدر !
 
مواجهة أفكار التطرف والكراهية وإقصاء الآخر والتحريض ...الخ هي الخطوة الأولى لمواجهة الجماعة تنقية العقول التي تلوثت بأفكار متطرفة والقلوب التي امتلأت بمشاعر الكراهية هي اولى خطوات المواجهة .
 
فبدون مواجهة حقيقية لداعش الفكرة لن ننتهي ابدا داعش الجماعة! 
 
قاوموا الفكرة قبل مقاومة صاحبها 
افعلوا هذه ولكن لا تتركوا تلك .
 
قاوموا داعش الفكرة والجماعة معا 
وقتها سينتهي الإرهاب او على الأقل يقل فعله وتأثيره !
 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع