من يوليو ليونيو مرورًا بيناير ثورة تفوت والشهدا تموت
سليمان شفيق
٠٢:
١٠
ص +02:00 EET
الاثنين ٢٤ يوليو ٢٠١٧
سليمان شفيق
نتوقف أمام تاريخ مصر، لان المصريين شعب غريب وعظيم ،لم تخلو فترة من تاريخة من احتلال ونضال ، الفترة الفرعونية : احتلال الهكسوس لجزء من مصر وعانوا من اضطهاداتهم حتي حررهم أحمس ، واحتلال الفرس حتي اخرجهم الاسكندر الاكبر ، وانهارت الدولة الفرعونية ،,وبدأ الاحتلال الاغريقي من الاسكندر الاكبروكانت فترة احتلال استيطاني ثقافي استطاعت ان تبني الإسكندرية وتؤسس المكتبة وتفرض اللغة اليونانية كلغة للصفوة ولقطاع كبير من المصريين ،الفترة البطلمية من حكم بطليموس الاول وحتي الغزو الروماني لمصر سنة 30 ق .م ، الفترة الرومانية ـ البيزنطية ،، وفي تلك الفترة البيزنطية ظهرت المسيحية وتعرض فيها المصريين المسيحيين للعديد من الاضطهادات،وكانت اضطهادات الاقباط بدات من القرن الاول الميلادي حينما قتل اليونانيين الرسول مرقص، وحتي سيامة البطريرك ديمتريوس الثاني (67 ـ 118م) ونذ ذلك التاريخ عانت الكنيسة الارثوذكسية مما سمي الاضطهادات العشر الكبري والتي يكاد يكون الشعب القبطي دفع نصف عددة في الاضطهادات ،أثرّت هذه الإضطهادات بشكل كبير على تطور المسيحية، وعلى تشكيل اللاهوت المسيحي وهيكل الكنيسة. من بين أمور أخرى، أدى الإضطهاد أدى إلى ظهور العديد من القديسين المسيحيين الذي قد ساهمت في سرعة انتشار المسيحية ،واستمرت الاضطهادات حتي غزو العرب لمصر 641وكيف استقوي البطريرك بنيامين بالمحتل العربي لطرد المحتل البيزنطي ،وانتهت هذة الفترة بعد اضطهادات عنيفة انتهت بقيام الدولة الطولونية 868 وفي هذة الفترة حكم مصر ولاه ، كوكلاء للخلفاء العرب ونهبت مصر نهبا شديدا وتم اضطهاد الاقباط كلعادة بكافة السبل ، وفي القرن العاشرفرضت اللغة العربية كلغة للدواوين ثم قام البطريرك غبريال بن تريك بأرجاع اللغة القبطية الي الكنيسة كلغة طقسية كنسية .
تخلل فترة العرب حكام عباسيين و في عام 831م، نشبت الثورة البشمورية وتكتب عنها الكاتبة نانا جورجيوس:
"كانت الولايات التابعة للدولة العباسية في حالة ثورة ، وارسل الخليفة المأمون اخية المعتصم لاخماد الثورة ومعة اربعة الاف جندي ، ولكنة هزم ومن بعدة جيش بقيادة "افشين التركي" ولكنة ايضا هزم ،مما دفع المأمون الي ان يقود جيشا ، ولجأ الي الحيلة ،فأستدعي الانبا ديونيسيوس البطريرك الانطاكي ومعة الانبا يوساب الاول بطريرك الاقباط بالضغط عليهم وتهديدهم ، ليصدروا مرسوما رسميا للشعب أن يستسلموا للولاة والدولة".
وبذلك استطاع المأمون ان يهزم البشموريين ويخمد ثورتهم .. وتلي تلك الفترة حكمالاخشيد والفاطميين والايوبيين ، ثم العصر المملوكي ،واستمر الوضع حتي الغزو العثماني لمصر 1517، واستمر الاحتلال العثماني حتي ثورة 1804 بقيادة الشريف عمر مكرم وطرد الوالي العثماني خورشيد باشا ، ومابين المماليك وثورة 1804 ، احتلت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون مصر من 1897وحتي 1801، وغروة بريطانية قصيرة من حملة فريزرعلي رشيد ، ثم حكم اسرة محمد علي من 1805وحتي 1952، وتخللها الاحتلال البريطاني لمصر من 1882 وحتي 1956، وكان الرئيس جمال عبداول مصري يحكم مصر. . ولم يكف المصريون عن الثورة ولم يتوقف الاقباط عن المشاركة ،ولم تكن ثورة 30 يونيو هي الثورة الاولي التي شارك فيها المواطنون المصريون
الأقباط، بل كانت الثورة السادسة، الأولي كانت 1804 حينما وقف البابا مرقص الثامن، والمعلم إبراهيم الجوهري مع عمر مكرم وشيخ الأزهر الشيخ الشرقاوي في الثورة لخلع الوإلى العثماني خورشيد باشا، وتنصيب محمد علي باشا، مؤسس الدولة المصرية الحديثة، وكذلك 1882 وقف البابا كيرلس الخامس بجوار احمد عرابي وشيخ الازهر محمد المهدي العباسي في وجه الخديوي توفيق، وأيد البابا عرابي طوال الثورة العرابية، وبعد الاحتلال البريطاني حدث العقاب الجماعي للأقباط بالإسكندرية (فيما سمي مذبحة الإسكندرية) علي غرار ما حدث بعد 30 يونيو (14 /18 أغسطس 2013) وكذلك نفي البابا إلى دير البراموس 1890 من الإنجليز لمواقفه الوطنية، نفس البابا وقف بجوار الوفد وسعد زغلول في ثورة 1919، جنبا إلى جنب مع شيخ الأزهر أبو الفضل الجيزاوي، وهكذا وقف كيرلس السادس مع ثورة يوليو، والحق المصري والعربي في استعادة الأراضي المحتلة بعد 1967، وصولا إلى موقف البابا تواضروس الثاني من 30 يونيو، مرورا بموقف البابا شنودة من عروبة القدس والتطبيع مما تسبب في احتجازه في دير الانبا بيشوي، ستة ثورات وعشرة دساتير (1882، 1923، 1958، 1971، 2012، 2014) شارك فيهم الأقباط بالدم، وطوال كل تلك التضحيات لم يحصل الأقباط علي المواطنة، ومنذ المؤتمر القبطي 1911 حتي ثورة 2011 قرن من الزمان، ولازالت اغلب المطالب لم تتحقق.