الأقباط متحدون - تقرير: آلاف المهاجرات النيجيريات يواجهن خطر الإجبار على البغاء
  • ٠٠:١٣
  • السبت , ٢٢ يوليو ٢٠١٧
English version

تقرير: آلاف المهاجرات النيجيريات يواجهن خطر الإجبار على البغاء

منوعات | dw.com

٢٤: ٠٣ م +02:00 EET

السبت ٢٢ يوليو ٢٠١٧

أرشفية
أرشفية

 تقرير دولي يحذر من أن 80 بالمئة من المهاجرات النيجيريات اللائي يتم نقلهن لإيطاليا خلال رحلة طويلة عبر النيجر وليبيا، هن "ضحايا محتملة" للإتجار بهن كبائعات هوى.

قالت المنظمة الدولية للهجرة إن آلاف الفتيات النيجيريات المهاجرات اللائي يجري نقلهن إلى إيطاليا يواجهن خطرا كبيرا بإجبارهن على العمل في البغاء في أوروبا، وغالبا ما يكن غير مدركات لمصيرهن على يد مهربي البشر.
 
وأضافت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، أن عدد النيجيريات اللائي يصلن إلى إيطاليا بحرا ومعظمهن قاصرات، ارتفع خلال السنوات الثلاث الأخيرة من 1454 فتاة في 2014 إلى 11 ألف فتاة العام الماضي. وأضافت أن نحو أربعة آلاف امرأة وصلن حتى الآن في 2017. وبناء على معلومات تم جمعها من أماكن الوصول تقدر المنظمة أن 80 في المئة منهن "ضحايا محتملة" للاتجار بهن كعاملات في مجال الجنس مشيرة إلى أنه في أغلب الأحوال يتم إبلاغ الفتيات بأن الرحلة مجانية.
 
وقال فلافيو دي جياكومو المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة إن" تلك الفتيات ،اللائي يكن أصغر سنا بشكل متزايد كل سنة، ينقلن إلى إيطاليا وإلى أوروبا لاستغلالهن جنسيا. وأضاف "المهربون يأخذونهن ثم يجبرن بعد ذلك على العمل كبائعات هوى في الشوارع في إيطاليا. وأحيانا على حد علمنا يتم إرسال تلك الفتيات إلى دول أوروبية أخرى مثل اسبانيا وألمانيا وفرنسا والنمسا".
 
وقال إن فتيات نيجيريات كثيرات ينحدرن من أسر فقيرة في ولاية إيدو يتم"التلاعب بهن نفسيا" خلال طقوس خاصة لديانة الفودو قبل رحيلهن. وترافق امرأة لها صلة بالمهربين هؤلاء الفتيات خلال الرحلة الطويلة عبر النيجر وليبيا. وقال دي جياكومو إن عددا متزايدا من القاصرات اللائي يصلن ليس لديهن أدنى فكرة حتى عما تكون الدعارة أو الجنس . "لكن كثيرات منهن يدركن الغرض الحقيقي من هذه الرحلة..لأنهن أجبرن مرات كثيرة على العمل في الدعارة في النيجر وفي ليبيا بشكل خاص في مواخير هناك".
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
مهمة البحث انطلقت في مدينة بنين عاصمة ولاية إيدو النيجيرية. تقريبا كل شخص نتحدث معه هنا لديه أصدقاء أو أعضاء عائلة في أوروبا. فأكثر من ثُلاثة أرباع مجموع بائعات الهوى في إيطاليا ينحدرن من هذه المنطقة. الكثيرون لا يجدون آفاقا في بلدهم بسبب البطالة في صفوف الشباب.
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
الأخت بابيانا إيمناها تحاول منذ سنوات تحذير النساء الشابات من السفر إلى أوروبا. وقالت لنا "الكثير منهن يتم إغراؤهن بوعود كاذبة". فالعمل الموعود كمربية أطفال أو حلاقة ينكشف في عين المكان كأكذوبة. فجميع النساء الشابات تقريبا يكون مصيرهن شوارع البغاء.
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
بعد مفاوضات طويلة يوافق أحد مهربي البشر على التحدث إلينا. يسمي نفسه ستيف. ويقول إنه نجح في تهريب أكثر من مائة نيجيري إلى ليبيا، وهو يرفض تقديم معلومات عن الأشخاص الذين يقفون وراء هذه التجارة ـ ويعتبر أنه خادم بسيط. ويقول ستيف "الناس هنا في إيدو طماعين. من أجل حياة أفضل هم مستعدون لفعل كل شيء".
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
مقابل 600 يورو ينظم ستيف الرحلة من نيجيريا إلى إيطاليا. ويقول المهرب:"الغالبية تدرك خطر السفر عبر الصحراء". ومن حين لآخر تؤدي حوادث عطل إلى وفات بعض الأشخاص. "تلك هي المخاطرة"، يقول ستيف الذي يرافق المهاجرين حتى أغاديز في النيجر حيث يتولى شخص آخر المهمة.
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
مدينة أغاديز الصحراوية هي المحطة الأخطر في رحلة بحثنا. سكان هذه المنطقة يعيشون من تجارة البشر والمخدرات، ويتعرض أجانب من حين لآخر للاختطاف. لا يمكن لنا التحرك إلا تحت حراسة مسلحة، كما وجب علينا تغطية الرأس بزي تقليدي لتجنب لفت الأنظار.
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
ويعتبر سلطان أغاديز عمر إبراهيم عمر مثل العديد من الناس أنه لا يمكن القضاء على مشكلة تجارة البشر في عين المكان، وهو يطالب بأموال أكثر من المجتمع الدولي. وحجته في ذلك عندما يقول بأنه إذا أرادت أوروبا وقف تدفق المهاجرين عليها نحو البحر المتوسط، فوجب عليها دعم النيجر أكثر.
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
منذ شهور تنطلق كل يوم اثنين قبل غروب الشمس حافلات تقل مهاجرين من أغاديز في اتجاه الشمال. الفوضى في ليبيا أدت إلى تمكن المهربين من العبور دون مراقبة حتى البحر المتوسط. ونلاحظ بسرعة هنا أن السلطات في النيجر لا تكثرت لأنشطة المهربين.
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
الكثير من المهاجرات من نيجيريا يجدن أنفسهن في إيطاليا على قارعة الطريق للممارسة البغاء. الموظفة الاجتماعية ليزا بيرتيني تعمل مع بائعات هوى أجنبيات. وقالت لنا بيرتيني:"عددهن في ازدياد". وتكشف مصادر رسمية أن حوالي 1000 نيجيرية دخلن في عام 2014 إيطاليا. وفي 2015 تجاوز عددهن 4000 . وتلاحظ الموظفة الاجتماعية أن "عمر الفتيات يصغر".
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
بمساعدة زميل نيجيري تعقبنا أثر "سيدة" مفترضة. لقب "السيدة" تحصل عليه القوادات النيجيريات اللاتي يتربعن على قمة هرم شبكات تهريب. هذه الديوثة تعيش في إحدى ضواحي فلورينتسا. وتوجه إحدى الضحايا اتهامات قوية ضدها، وقالت "ضربتنا وأجبرتنا على ممارسة الدعارة".
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
وعندما واجهنا "السيدة" المفترضة بالاتهامات الموجهة إليها اعترفت بأنها تأوي ست شابات نيجيريات في منزلها. لكنها رفضت الاتهام بأنها تجبر البنات على الدعارة. وقررنا تقديم نتائج بحثنا إلى النيابة العامة الإيطالية.
 
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
الراهبة مونيكا أوشكفي تنتقد منذ مدة تقاعس السلطات الإيطالية. إنها تعتني منذ ثمان سنوات بضحايا تجارة البشر. وتحدثت في غضب عندما سألناها عن زبائن البنات. وقالت إن أولئك الرجال يبحثون دوما عن إشباع رخيص لغرائزهم: ممارسة الجنس مع فتاة نيجيرية تساوي 10 يوروهات فقط. وتقول بأنه بدون هؤلاء الصعاليك لما كانت المشكلة موجودة.