الأقباط متحدون - طوبى لصانعى السلام..
  • ٢٢:١١
  • السبت , ١٥ يوليو ٢٠١٧
English version

طوبى لصانعى السلام..

سامية عياد

مع الكرازة

٤٠: ٠١ م +02:00 EET

السبت ١٥ يوليو ٢٠١٧

البابا تواضروس
البابا تواضروس

عرض/ سامية عياد
ما أصعب أن يختفى السلام من العالم ، ما أصعب أن يغيب السلام من القلوب والعقول ، فالسلام أهم من الأكل ، فاللقمة اليابسة ومعها سلام تساوى حياة الشبع ، ولكن كيف نتعلم السلام ونكون صانعى السلام ..

قداسة البابا تواضروس الثانى فى عظته "سالموا بعضكم بعضا" أكد لنا أن غياب السلام فى هذا العالم هو بسبب الخطية ، البداية عندما كسر آدم وحواء الوصية فجاءت الخطية الى العالم وفقدت الأرض السلام ، وفى العهد القديم كان أكثر دليل على غياب السلام ما حدث بين قايين وهابيل وقتل أحدهما للآخر امتد الى ما نشهده من حروب فى العالم ، لذا لابد أن نتعلم السلام ونكون صانعى السلام كما أوصانا الله "طوبى لصانعى السلام.." لابد أن يولد أولا فى القلب ثم ينتشر من خلال ثلاث محطات البيت ، الكنيسة والمجتمع .

المحطة الأولى : البيت ، هناك مسئولية على البيت فى تعليم أبناءهم السلام لكى ما يولد فى قلوبهم فمثلا إذا أصلحت بين أخوين يتشاجران فإنك بهذا تولد السلام فى قلبيهما ولكن إن ضربت أحدهما وانتهرت الآخر لا يتعلمون السلام ، والسلام فضيلة مركبة ترتبط بفضائل آخرى مثل المحبة والهدوء والابتسامة والصبر والحكمة ومرتبط أيضا بالبيئة ، فالمكان  المنظم مملوء بالسلام عكس البيت المملوء فوضى لا سلام فيه "لقمة يابسة ومعها سلام ، خير من بيت ملأن ذبائح مع خصام" ، المحطة الثانية فى الكنيسة ، أن حضورنا الكنيسة هو فرصة لكى نشحن حياتنا بالسلام فالكنيسة دائما تصلى من أجل سلام العالم يقول الكاهن فى أوشية السلامة "السلام الذى من السموت أنزله على قلوبنا جميعا.." ، ونصلى "ايرينى باسى" أى "السلام لكم" ونصلى قائلين "اذكر يا رب سلام كنيستك الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية.." ويقول القديس بولس الرسول "سالموا بعضكم بعضا".

المحطة الثالثة سلام المجتمع ، كل مواطن له دور فى صنع السلام ونشره ، كما يقول القديس بولس الرسول "فلنعكف إذا على ما هو للسلام ، وما هو للبنيان بعضا لبعض" ، وهناك وسائل كثيرة تساعدنا على جلب السلام فى مواقف حياتنا منها أولا : الكلام الطيب ، فقد يصل الحوار بين شخصين الى طريق صعب ، علينا اختيار الكلمات والتعبيرات التى تجعل الحوار منسجما ، وخير معلم لنا الكتاب المقدس الذى يساعدنا على اختيار الكلمات والعبارات الجيدة التى نكسب بها الأخرين ، ثانيا : تجنب الغضب ، يقول الكتاب المقدس "ليكن كل إنسان مسرعا فى الاستماع ، مبطئا فى الغضب" يجب أن نستمع جيدا قبل أن نتكلم حتى نتحاشى الغضب لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله ، فالغضب كالنار والنار لا تنطفىء بالنار ، بل بالماء لذا يقول القديس بولس الرسول "إن كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس" ، ثالثا : الغفران والتسامح، قد تجد صعوبة فى أن تسامح من أخطأ فى حقك لذا نحتاج  لنعمة من ربنا نطلبها منه باستمرار ، فالنعمة لا يوجد أمامها شىء صعب "واغفر لنا ذنوبنا ، كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا" .

هب لنا يا الله أن يولد السلام فى قلوبنا نتعلمه فى البيت والكنيسة والمجتمع ثم ننطلق به للعالم أجمع وللإنسانية كلها ، هب لنا يا الله نعمة صنع السلام على قدر طاقتنا وكما يقول القديس مار إسحق السريانى "إن لم تكن صانعا للسلام ، فعلى الأقل لا تكن مثيرا للمتاعب" ..