الأقباط متحدون | ثورة مضادة وعدة ثورات خاصة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٥٩ | الأحد ١٣ مارس ٢٠١١ | ٤برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٣١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ثورة مضادة وعدة ثورات خاصة

الأحد ١٣ مارس ٢٠١١ - ٤٢: ١١ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: شمعي أسعد
يشبه حال "مصر" قبل ثورة يناير حال بيت مغلق لسنوات طويلة بدون تهوية، بما يترتب على ذلك من تراكم أتربة ونقص أوكسجين، وفساد الجو الداخلي بها وتهيئته لاستقبال أمراض كثيرة. وبالفعل الأمراض التي انتشرت في "مصر" طوال السنوات الماضية كانت تليق ببيئة مغلقة أصابها العفن في كثير من جوانبها، مثل الفساد والطائفية والتعصب، حتى جاءت لحظة التهوية وفتحت الأبواب والشبابيك ليدخل الهواء والشمس ونور النهار، ولتحيا وتنتعش كل التيارات الفكرية بإيجابياتها وسلبياتها، وفي ذلك بعض مخاطر بلا شك؛ فهذه التيارات المختلفة وجدت نفسها بجوار بعضها البعض فجأة بدون استعداد مسبق لذلك، كمن يضع مكونات ومواد متفاعلة مختلفة في أنبوب اختبار بدون نسب مدروسة ومحسوبة، وبالتالي سيحدث تفاعل عشوائي، ومرحلة التفاعل هذه هي أصعب مرحلة ستمر بـ"مصر" حتى تتضح النتائج، وهو تفاعل حتمي، وقد بدأ بالفعل، وأي محاولة لمنعه أو كتمه تعنى انفجار مدمر.

وكنتيجة طبيعية لكل هذا، كان لابد أن تبدأ كيانات صغيرة كثيرة في النشوء والتكوين، جمعيات، مؤسسات.. إلخ. أو حتى مجموعات عمل صغيرة، وهو أمر مقبول في هذه المرحلة حتى تتحد بعض المجموعات المتشابهة في كيانات أكبرـ أحزاب مثلًاـ بعد مرحلة طبيعية من التفاعل والفرز. ولا شك أن هناك أخطاء كثيرة ستحدث ولكنها أخطاء البدايات المقبولة جدًا، والتي تأتي بعدها مرحلة تكوين الخبرة والتصحيح الذاتي.

أما الخطر الحقيقي فربما يأتي من بعض الاحتمالات والسيناريوهات السيئة منها:
أولًا- أن يأتي حكم أو حاكم مستبد آخر سواء ديني أو عسكري فيمتص الثورة أو ما تحقق منها، محاولًا حبس التفاعل، مما يتسبب في انفجار داخلي يقودنا إلى حال أسوأ مما كنا فيه.

ثانيًا- الثورة المضادة، والتي برغم أننا قد فهمنا هذا المصطلح جيدًا، إلا أنه أصبح مثل نظرية المؤامرة، نتحدث عنها كثيرًا ونصدقها، ورغم ذلك نساهم في تحقيقها دون أن نعي.

ثالثًا- أن نقع في فخ الثورات الخاصة، أي محاولة استحواذ فصيل معين على الثورة ليفرض رؤيته الخاصة بشئ من الأنانية، ليتمرد فصيل آخر على ذلك محاولًا فرض ثورته الخاصة هو الآخر، لندخل في دائرة صراعات مستمرة قد تصل في أسوأ صورها إلى حرب أهلية أو فوضى حقيقية، وبالتالي يحدث التفاعل بين العناصر المتفاعلة بشكل سلبي بسبب محاولة كل فصيل التحكم في نسب تلك العناصر لصالحه.

في الواقع لم أعد أخشى على الثورة من الثورة المضادة، لكن ما أخشاه حقًا هو الثورات الخاصة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :