"عمرو حمزاوي": الثورة لم تلغ التوتر والعنف الطائفي
* د. "عمرو حمزاوي": اكتشفنا حقيقة مشاركة المصريين المسيحيين في المظاهرات فكان الشهداء من المصريين جميعًا.
* د. "أندريه زكي": الكنيسة ليست مؤسسة سياسية، لكن نشجع على المشاركة السياسية.
* د. "إكرام لمعي": ثورة 25 يناير حدثت في محاولة لإعادة الوطن إلى مواطنيه.
كتب: عماد توماس
قال الدكتور "عمرو حمزاوي"- كبير الباحثين ومدير البحوث بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: إننا الآن نعيش في "مصر" في لحظة لا تحتمل الكثير من الكلام في العموميات، موضحًا أن الثورة لم تلغ التوتر والعنف الطائفي، حيث أن القابلية للتعصب والعنف الطائفي مازلت موجودة، ويجب مواجهتها بخطاب مدني جرئ وصريح لا ينتقص من حقوق المواطنة.
وأكَّد "حمزاوي" خلال ندوة "مصر الثورة والمواطنة"، التي عقدتها الكنيسة الإنجيلية بالأذبكية، بالتعاون مع مركز الإبراهيمية للإعلام، وأدراها القس "رضا عدلي"- راعى الكنيسة- مساء الجمعة- أن هذه الثورة أثبتت أن هناك قطاع واسع من المصريين مهموم بالمواطنة والدولة المدنية، مشيرًا إلى أن هناك نحو 10 إلى 12 مليون شخص خرجوا في مظاهرات في جميع أنحاء "مصر" تحت مطلب الديمقراطية والدولة المدنية والعدالة الاجتماعية.
وأضاف "حمزاوي": إننا اكتشفنا حقيقة مشاركة المصريين المسيحيين في المظاهرات فكان الشهداء من المصريين جميعًا. وخاطب المصريين المسيحيين قائلًا: "لا تتركوا الساحة ولا تسمحوا لخطاب التخويف إن يسيطر عليكم، لا تستسلموا لخطاب التخويف والترويع فمن يريد إن يصنع مصر الديمقراطية عليه إن يشارك سياسيًا وحزبيًا". كما وجَّه حديثه إلى المسلمين قائلًا: "على المصريين المسلمين أن يتضامنوا مع حقوق المصريين المسيحيين ليس بالأقوال فقط ولكن بالأفعال".
وحول مشكلة هدم وحرق كنيسة "الشهيدين" بـ"أطفيح"، كشف "الحمزاوي" أنه عندما ذهب مع وفد من الشخصيات العامة لزيارة القرية، تعرَّض الوفد لإلقاء حجارة من أعلى المنازل أثناء محاولة الوصول إلى الكنيسة، ولم يستطيعوا الوصول لها. مؤكدًا أنه ليس من حق الأغلبية تحديد مكان دور العبادة، فالديمقراطية الحقيقة لا تعنى ديكتاتورية الأغلبية، لكنها تعني حكم القانون والمساواة الكاملة وحماية التعددية. وأضاف: المتورطون في هدم الكنيسة معلومون بالاسم لأهالي القرية وليس كما يردِّد الإعلام.
موقف الكنيسة الإنجيلية من الثورة
من جانبه، اعتبر الدكتور القس "أندريه زكي"- القائم بأعمال رئيس الطائفة الإنجيلية- أن يوم 25 يناير لحظة فارقة في تاريخ "مصر"، موضحًا أن الكنيسة الإنجيلية أصدرت بيانًا أيَّدت فيه الثورة ولم تركب الموجة، كما أنها شجَّعت الخدام الإنجيليين على التواجد والصلاة في ميدان "التحرير" أثناء الثورة وقبل تخلي الرئيس السابق "مبارك" عن منصبه. مؤكِّدًا أن الكنيسة ليست مؤسسة سياسية، لكنها شجَّعت على المشاركة السياسية، كما أن الثورة شملت أيضًا الكنيسة، وهي تواجه مشاكلها باللجوء إلى الجماعة وليس الحل الفردي.
وأشار "أندريه" إلى أن المسيحيين جزء أصيل من هذا الوطن وقوة دافعة مع إخوتهم المسلمين في تقدم البلاد، معِّرفًا المواطنة بأنها إمكانية إن يكون كل شخص حاكم ومحكوم، وإنها ليست مطلبًا أو منحة من أحد، لكنها حق مشروع، ولا تقف في حدود الدين ولكنها تُمارس في ظل الدولة المدنية.
الثورة وأساس التغيير
وفي النهاية، قال د. "إكرام لمعي"- راعي الكنيسة الإنجيلية بـ"شبرا النزهة"" إن ثورة 25 يناير حدثت في محاولة لإعادة الوطن- الذي تم اختصاره في الحزب الوطني- إلى مواطنيه، وقد وضعت الأساس للتغيير، مشيرًا إلى أن الطريق لتحقيق المواطنة مازال طويلًا. مطالبًا الكنيسة باختيار التفسير المناسب للواقع والزمان وتطورات العصر، وليس التفسيرات السلفية للدين التي تقف عائقًا أمام المواطنة، على حد تعبيره.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :