الأقباط متحدون - يوم القيامة في مصر كما سجلة الجبرتي منذ ٢٠٠ سنة
  • ٠١:١٦
  • الخميس , ١٣ يوليو ٢٠١٧
English version

يوم القيامة في مصر كما سجلة الجبرتي منذ ٢٠٠ سنة

منوعات | elbashayeronline

٢٥: ٠٤ م +03:00 EEST

الخميس ١٣ يوليو ٢٠١٧

أرشفية
أرشفية

 القصة ينقلها الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي عن الجبرتي :

 
كان ذلك يوم الأربعاء الرابع والعشرين من ذى الحجة عام ألف ومائةوسبعة وأربعين للهجرة، الموافق للحادى والعشرين من مايو عام ألفوسبعمائة وخمسة وثلاثين للميلاد. فى ذلك اليوم أشيع فى مصر أنالقيامة ستقوم يوم الجمعة بعد يومين من انطلاق هذه النبوءة التىسرت سريان النار فى الهشيم وفشت فى الناس قاطبة كما يقولالجبرتى وعمت المدن والقرى «فودع الناس بعضهم بعضا. ويقولالإنسان لرفيقه: بقى من عمرنا يومان.
 
وخرج الكثيرون إلى الغيطان والمنتزهات ويقول بعضهم لبعض: دعونانعمل «حظ» ونودع الدنيا قبل أن تقوم القيامة.
 
وطلع أهل الجيزة نساء ورجالا وصاروا يغتسلون فى البحر. ومنهم منصار يتوب من ذنوبه ويدعو ويبتهل ويصلى استعدادا للقاء اليوم الموعود، فإن ظهر من يتشكك فى صدق النبوءة انبرى له الآخرونيقولون إن فلانا اليهودى وفلانا القبطى وهما يعرفان الجفوروالزايرجات ـ أى التنجيم والسحر ـ ولا يكذبان فى شىء يؤكدان أنالقيامة ستقوم فى هذا اليوم.
 
وهكذا وقف المصريون جميعا ينتظرون وكثر فيهم الهرج والمرج حتىجاء يوم الجمعة فلم يقع فيه شىء. وتبعه السبت فتنفسوا الصعداء دونأن يكذبوا النبوءة، وإنما ردوا عدم تحققها للسيد البدوى، والدسوقى،والشافعى الذين تشفعوا للمصريين فقبل الله شفاعتهم!
 
وليس غريبا أن تسبق الواقعة التى تحدثت عنها واقعة أخرى فى العامذاته ـ ألف ومائة وسبعة وأربعين للهجرة ـ وفى شهر رمضان. وبطلهارجل ظهر بالجامع الأزهر وادعى أنه كان فى شربين فنزل عليه جبريلوعرج به إلى السماء، وأنه صلى بالملائكة ركعتين وأذن له جبريل.
 
ولما فرغ من الصلاة أعطاه جبريل ورقة وقال له: أنت نبى مرسل.فانزل وبلغ الرسالة وأظهر المعجزات! والغريب، أو ليس غريبا، أنيجد هذا الرجل فى عامة الناس رجالا ونساء يصدقونه ويتولونحمايته. لكن علماء الدين استجوبوه فأصر على ما قال وقدموه للباشاالتركى الذى أمر بقتله، فكانت قصة هذا النبى المزعوم مناسبة كثر فيهاالحديث ونظم بعضهم أشعارا تؤرخ لها، منها هذه المواليا التى نظمتبالعامية:
 
واحد ظهر وادعى إنه نبى من حق
 
وإنه عرج للسما، وإنه اجتمع بالحق
 
وإبليس ضلوا وصدوا عن طريق الحق
 
والمجال لا يتسع لذكر الوقائع الغريبة التى اجتمعت فى هذا الوقتبالذات سواء صدرت عن الطبيعة كالريح السوء التى هبت على البلا دفزلزلتها أو الطواعين التى توالت عليها، أو صدرت عن الناس.