«الإفتاء» تنفذ استراتيجية مواجهة التطرف بمشروع «تشريح دورة بناء الإرهابى»
أخبار مصرية | الوطن
الثلاثاء ١١ يوليو ٢٠١٧
أعلنت دار الإفتاء، أمس، عن البدء فى تنفيذ استراتيجية خاصة لمواجهة التطرف والعنف والأفكار التكفيرية فى المرحلة المقبلة، وذلك عبر إطلاق مشروع «تشريح دورة بناء الإرهابى»، وهو المشروع الذى يهدف إلى تشريح عقلية المتطرف ونفسيته والتداخل مع المؤثرات التى يتعرض لها ويتأثر بها، سعياً لوقف سلسلة المراحل التى تؤدى بالمتطرف إلى التحول إلى عنصر إرهابى يسعى بكل قوة وعزيمة إلى الإضرار بالغير.
وذكرت الدار، فى بيان أصدرته أمس، أنه من المقرر عقد جلسات «عمل عصف ذهنى» لخبراء فى مجالات علم النفس والعلوم الشرعية والأمن، بجانب المتخصصين فى شئون الجماعات الإرهابية والراديكالية والمعنيين بتحليل السياقات السياسية والاقتصادية لدورة تشكيل الإرهابى، بهدف الخروج بدليل إرشادى يحتوى على إجابات محددة وواضحة فيما يتعلق بكيفية تشكيل العناصر الإرهابية وتكوينها، والمراحل التى يمر بها المتطرف، بداية من التشدد وصولاً إلى العنف والتفجير، وكيف يمكن وقف تلك المراحل، والأدوات الضرورية للتصدى لكل مرحلة، والخيارات المطروحة للتعامل مع المتطرفين والتكفيريين.
الدار تُعد مكتبة إلكترونية تضم أحدث الإصدارات والتقارير البحثية.. وتصدر مجلة للرد على مطبوعات «داعش» الدورية
وأكدت الدار أنها ستقوم ببناء وتكوين مكتبة إلكترونية ضخمة عن التطرف والإرهاب باللغتين العربية والإنجليزية، تضم أحدث الإصدارات والكتب والدوريات وتقارير مراكز البحث الأجنبى المختصة بمعالجة التطرف والإرهاب، كما تضم المكتبة جميع الإصدارات والكتب والمقالات والمواد الصوتية والفيديوهات الصادرة عن الجماعات المتطرفة والإرهابية فى مصر وخارجها، لتكون عوناً على فهم التطرف فكراً وسلوكاً، ومن ثم التعاطى البنَّاء والصحيح معه، وأوضحت الدار أنها أنجزت موسوعة لقضايا التكفير باللغتين العربية والإنجليزية تتناول جميع المواضع والقضايا والشبهات التى تستند إليها الجماعات المتطرفة، وترد عليها بأسلوب علمى وشرعى رصين، وسوف تطبع منتصف شهر يوليو الجارى، وستتم إتاحتها لجميع المتخصصين والمفكرين وصناع القرار.
وأوضحت الدار أنها أنشأت أيضاً وحدةً تكنولوجية متخصصة لإنتاج أفلام رسوم متحركة وقصيرة لبلورة ردود قصيرة على دعاة التطرُّف والإرهاب فى قوالب تكنولوجية حديثة تمكنها من الوصول إلى الشرائح المتعددة، خاصة فئات الشباب، وترد على الدعاية المضادة والمضللة من جانب الجماعات المتطرفة التى تنشط فى مجالات التكنولوجيا والتصوير، كما أصدرت الدار ثمانية أعداد من مجلة (Insight) للرد على مجلتَى «دابق» و«رومية»، اللتين يصدرهما تنظم «داعش» الإرهابى باللغة الإنجليزية، وتتناول ردوداً علمية وتفنيداً شرعياً لجميع الشبهات الواردة فى إصدارات تنظيم «داعش».
وأوضحت الدار أن استراتيجيتها ترتكز على إغراق الفضاء الإلكترونى بالرسائل المضادة للمتطرفين ومخاطبة وسائل الإعلام العالمية والتعاطى البناء معها لنشر مقالات وحوارات ولقاءات المفتي، لإزالة اللبس الذى علق بأذهان الرأى العام العالمى فيما يتعلق بالإسلام والمسلمين وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الجهاد والخلافة وتطبيق الشريعة وعلاقة المسلم بغير المسلم، بل والقيم العليا والحاكمة فى الإسلام، التى تنظم علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، وتقديم الرؤية الوسطية للتعامل فى التطرف فكراً وشخوصاً.
وأشارت إلى أن استراتيجيتها لمواجهة التطرُّف الفكرى تقوم أيضاً على إشراك المجتمع فى المواجهة وتوفير محتوى بديل للأفكار المتطرفة التى تتبناها الجماعات الإرهابية المدعومة من تيارات متطرفة تلتحف بعباءة الدين، وأن الاستراتيجية تجمع بين الهجوم السريع العاجل الهادف لمحاصرة وتفكيك خطر الإرهاب والتطرف، وبين جانب دفاعى ممتد دائم يستبق العمليات الإرهابية للوقاية من مخاطرها.