الأقباط متحدون - الأقباط بين استهداف الإرهابيين وكراهية المتشددين
  • ١٣:٣٤
  • الاثنين , ١٠ يوليو ٢٠١٧
English version

الأقباط بين استهداف الإرهابيين وكراهية المتشددين

سليمان شفيق

حالة

٠٣: ١١ ص +02:00 EET

الاثنين ١٠ يوليو ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

سليمان شفيق
تخوض الجماعات الإرهابية المدعومة من مخابرات دول عربية وإقليمية ودولية حرب استنزاف لمحاوله إسقاط الدوله المصرية علي اتجاهات مختلفة : مواجهات عسكرية مع ابطال القوات المسلحة خاصة في شمال سيناء ، واغتيالات متتالية لضباط وافراد الشرطة ، واستهداف ممنهج للمواطنين المصريين المسيحين ، أضافة الي حروب الجيل الرابع من اشاعات وبث الفرقة والفتن عبر طابور خامس من المتشددين وفلول الاخوان في بعض القري والنجوع .

السؤال الحائرهو هل الارهاب يستهدف الاقباط  بالاساس لمواقفهم الوطنية تجاة 30 يونيو   ام انه يستهدفهم علي الهوية الدينية ؟..  وان كنت اعتقد انة ليس هناك فصل تعسفي بين (السياسي والديني) فهما وجهان لعملة واحدة ، لان الكنيسة المصرية كنيسة وطنية ، يسبق لاهوت الوطن فيها لاهوت العقيدة في مسمي (الكنائس الثلاثة: تبدأ تسميتها ب "القبطية " وبعدها الاشارة للعقيدة " الارثوزكسية ـ الكاثوليكية ـ الانجيلية") والاستهداف الديني واضح وفق اي معايير لان حوادث البطرسية ومار جرجس طنطا والمرقسية بالاسكندرية ، واخيرا دير الانبا صموائيل كانت تستهدفهم وهم يصلون ، او في طريقهم للصلاة في الدير.. بل ووفق شهادة اللواء عصام بديوي محافظ المنيا بمداخلة ببرنامج "علي مسئوليتي" بقناة صدي البلد اكد ان الارهابيين حاولوا ان يستنتقوا الضحايا ب "الشهادتين" ولكن الضحايا رفضوا !!
 
الحقيقة التي لابد ان اعترف بها ان قلبي مع المواطنين الاقباط المصريين ، وعقلي مع وطني مصر، ادخل في حيرة نبيله بين الاستهداف الممنهج الإرهابي ضد المواطنين المصريين الاقباط .. كما ان الهدف الأساسي للعمليات الإرهابية ضد الاقباط هي ايضا ، ضرب النسيج الوطني وتفكيك السبيكة الوطنية .

الاقباط بين الحرمان الوطني والحرمان الكنسي:
تحت هذا العنوان كتبت منذ ربع قرن كتبت دراسة نشرت في كتاب ، والكتاب يروي كيف يكافح المواطنين المصريين الاقباط من أجل الوطن ووفق نظرية "الحرمان النسبي" ، يتوقع الاقباط حصولهم علي بعض الحقوق لاستكمال مسيرة المواطنة في وطن قائم علي المساواة والقانون ولكن منذ ثورة 1804وصولا الي ثورة 30 يونيومرورا بثورات 1882، 1919، 1952، كان التوقع اكبر من التضحيات ، مما كان يجعلهم دائما ـ رغم رفضهم لكونهم اقلية ـ الا انهم في لحظات الشعور "بالاضطهاد " ، يتصرفون كما لوكانوا اقلية ؟!!

حيث تغلب عليهم "خيبة الامل" ، خاصة بأنهم كانوا من الاعمدة الرئيسية لثورة 30 يونيو الا انهم دائما يدفعون الثمن ، بالطبع ابناء القوات المسلحة والشرطة يسبقونهم في دفع الثمن لكن المواطن القبطي يدفع الثمن مرتين ، مرة مع اخية المسلم كوطني واخري كمسيحي بشكل عقيدي،الامر الذي يؤدي بقطاع كبير من الاقباط الي القلق المشروع، وعدم الشعور بالامان  ، والانكفاء مرة اخري داخل "السور المضمون الكنيسة"، ما العمل ؟ كيفية استعادة الثقة :

اعتقد ان قطاع كبير من الراي العام المصري عامة والمسيحي خاصة ، قلق جدا من استراتيجية مواجهة الارهاب ، ولكن المواطنين المصريين المسيحيين معركتهم مع الارهاب معركة مزدوجة فهم مستهدفين دينيا ووطنيا ، كما انهم عزل وغير مسلحين ، اي انها معركة "وجود" ، والخطوره ان الذين يضطهدونهم جماعات ارهابية تسعي لتصفيتهم جسديا ، وجماعات متطرفة تسعي لاضطهادهم ومنعهم من الصلاة ؟!! والاخطر ان اضطهادهم من المتطرفين يتم تحت سمع وبصرقطاع من السلطات ، الامر الذي يدعوا للارباك هل هذا نتيجة تحالف النظام مع السلفيين؟ ام ان هناك شبهة تواطئ بين بعض صغار الضباط والمتطرفين ؟

لذلك لابد من حل مشاكل الاقباط التي بالمستطاع وهي :
1ـ الاماكن التي يتعذر فيها بناء الكنائس ، وهي النجوع والتوابع التي يقطنها اعداد قليلة يمكن الاتفاق علي الترخيص بأماكن للصلاة ،خاصة في قري الصعيد.

2ـ عودة جلسات النصح والارشاد للبنات والسيدات المسيحيات اللاتي يردن التحول الي الاسلام .

3ـ تطبيق القانون واعادة القاصرات (اقل من 18 سنة) الي ذويهم.

الوطن في خطر، والخطر الحقيقي داخلنا وليس خارجنا ، والامة المصرية في اشد الحاجة للتماسك لمواجهة الارهاب ، ولابد من المصارحة حول الثغرات الداخلية التي ينفذ منها الاعداء لتفكيك السبيكة الوطنية ، اللهم اني قد بلغت اللهم فأشهد .