المبكيات المضحكة «١»
مقالات مختارة | بولا وجيه
السبت ٢٤ يونيو ٢٠١٧
أتذكر في آخر لقاءات أجريت مع الكاتب الراحل وأستاذنا الكبير «جلال عامر» -رحمه الله- والذي كان مع الدكتور باسم يوسف أثناء الموسم الأول، قال جملة مبكية رغم ضحكتها، إنه لم يصب طوال كل الحروب التي شارك فيها، لكنه أصيب في ندوة عن تقبل الرأي الآخر.
شاهدت منذ أيام تسليم جوائز مسابقة "بحلم" مع كريم فريد، وسمعت جملة أحزنتني كثيرًا، حيث قال "إنها منطقة فقيرة وشعبية"، وبالطبع كأي أحد غيور على منطقته شعرت بأنني أريد أن أعتب عليه، ولكن بأسلوب راقِ بعض الشيء، فكتبت «بوست» فيه بعض الحقائق عن منطقة عين شمس.
فوجدته أرسل لي رسالة لأنه يريد أن يتحدث معي بخصوص منشوري عن المسابقة، وبالفعل تحدثت معه وأخبرني أنه لا يستطيع أن يشتم في منطقة عين شمس، لأنه هو الآخر من نفس المنطقة، وبالفعل نشر فيديو ومنشور واعتذر لأهالي عين شمس عن جملته.
ولكن الغريب الذي وجدته هو اختلاف البعض معه بطريقة مشمئزة ومخزية ومحزنة، البعض هاجمه بالشتائم والتهديدات له ولأهله، وكأن بتلك الطريقة يسترد الحق، والذي أرى أنه لم يضع!
تحدثت لمدة ساعتين وأكثر من كريم، ووجدته إنسانا طيب القلب ونقي، وأشكر تلك الظروف التي جعلتني أتعرف على شخص مثله، ربما لم أعرفه سوى يوم تسليم الجوائز، لكنني وجدت أنه يساعد البعض على تحقيق حلمه في مجال التصوير، وبالفعل وجدت مواهب تستحق التقدير والاحترام يساعد هو في انتشارها.
حزين على ما وصلنا إليه من أن أسهل شيء في أي مناقشة هو السب وننسى موضوع المناقشة، لو بقيت الأمور على تلك الحالة، ربما لن يتبقى لنا مكانة في وسط الأمم ولا حتى في ذيلها.
نقلا عن فيتو