الأقباط متحدون - عيدية الرئيس..
  • ١٦:٤٣
  • السبت , ٢٤ يونيو ٢٠١٧
English version

عيدية الرئيس..

مقالات مختارة | بقلم حمدي رزق

٥٣: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ٢٤ يونيو ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

يا فرج الله، ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فُرجت.. وكنت أظنها لا تفرج، ضاقت فعلا، واستحكمت حلقاتها، ولما استحكمت وفقد البعض الأمل وتملكه اليأس، وتمكن منه الغضب، كتبت قبل أيام ملتمسا الفرج من الله سبحانه وتعالى فى شهر عفو وعتق ورحمة وغفران.

نشرت يوم الثلاثاء الماضى نصا حزينا بعنوان باكٍ: «وشباب السجون لا بواكى لهم»، فى شكل رسالة ملؤها الأمل إلى الرئيس بالعفو عن دفعة جيدة من شباب المسجونين، واثقا من استجابة رئاسية.. وقد كانت.

كتبت مخلصا، العيد فرحة، فلتجعلها سيادة الرئيس فرحتين، ولتتعطف بالإفراج عن دفعة جديدة من الشباب المسجونين، لتفرح قلوباً، ولتسعد عائلات، وتزور السعادة البيوت الحزينة التى أظلمت بعد سجن الابن الغالى، مضى إلى سجنه تاركاً خلفه حزناً مقيماً، ياما فى السجن مظاليم.

الحمد لله فُرجت وكنت أظنها لا تفرج، وأصدر الرئيس قراره بالعفو عن 502 من الشباب والسيدات والحالات الصحية، الثابت وبالسوابق الرئاسية أن الرئيس يقرأ جيدا ويسمع منصتا، ولا يمرر دعوة مخلصة لوجه الوطن من بعد وجه الله، دون تمحيص وتدقيق وبحث ودراسة، ومن يُحصِ القرارات والتدخلات الرئاسية فى قضايا مطروحة فضائيا ومنشورة صحفيا يتيقن أن كل كلمة مخلصة لها مردودها الرئاسى، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل.

قرار الإفراج الذى شمل 175 شابا تحت سن الثلاثين، و25 فتاة، و8 أساتذة جامعة، و5 مهندسين، و3 محامين فضلا عن إفراجات صحية مضافة لقرار العفو عن شباب المتظاهرين، يستاهل التوقف والتبين، التوقف أمام التوقيت، قبيل عيد الفطر بيومين، العيد فرحة، إذن صار العيد عيدين، والفرحة فرحتين، يا رب كتر أفراحنا وعلى قد نيتنا إدينا.

وتبين مغزى التشديد على وزير الداخلية بأن تتم الإفراجات قبل حلول العيد، حتى لا يضيع طعم القرار فى مرار «الكعب الدائر» والمرور على الأقسام قبل الإفراج، إحساس عال من الرئيس بتوقيت الإفراج وتمام تنفيذه حتى لا يفقد معناه ومغزاه.

وعلى خلاف مع كثيرين قالوا لا فائدة تُرجى، طلبت من الرئيس ويحدونى الأمل أن يفى بوعده عاجلا، فقط خشيت فى غمرة المسؤوليات الرئاسية، والاستحقاقات الشعبية، والاحترازات الأمنية، وشبح الإرهاب المخيم، أن يتذيل العفو الرئاسى عن الشباب قائمة الأولويات الوطنية، وتقديرى أنه أولى بالاهتمام الرئاسى، وحدث.

على خلاف المحبطين دوما، كنت موقنا أن الإفراجات قريبة، وأن قوائم العفو عن الشباب معدة، والمراجعات الأمنية والعدلية تمت، والإفراجات مقررة على دفعات وإن تأخرت قليلا، وعليه ناشدت الرئيس إعادة الحياة لهذا المشروع الوطنى بإفراجات جديدة، ويواصل طريق العفو الرئاسى عن الشباب، طريق السلامة.

أعلم أن هذا لا يروق لبعض المعلقين الغاضبين مع عودة مأموريات القبض على النشطاء مجددا، وعليه أتمنى على الرئيس أن يطلب وقف هذه الحملات فورا، معقول الرئيس يفرج والداخلية تقبض، الرئيس يعفو والداخلية تكلبش، السجون حبلى بحمل فظيع، وتفكيك هذا التكدس مطلوب أمنياً وسياسياً وبالأحرى وطنياً.

السجون المصرية تحتاج إلى غربلة واعية، لا أحد يطلب إطلاق المجرمين الجنائيين والإرهابيين، ما نطلبه ونلح عليه ألا يترك الشباب فى غيابات السجون وظلماتها لنخرج منهم أسوأ ما فيهم، وأخيرا أرجو ألا يضاف إلى السجون دفعات جديدة من الشباب، السجون مش ناقصة مساجين.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع