هكذا يمكن أن ترد قطر مع استمرار المقاطعة
أخبار عالمية | Sputnik
الجمعة ٢٣ يونيو ٢٠١٧
بعد مضي نحو 3 أسابيع على مقاطعة دول عربية لقطر، أو ما تصفه الدوحة بـ"الحصار"، بعد اتهامها بتمويل الجماعات الإرهابية وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، لم يصدر من الدوحة ردود فعل قوية بهذا الشأن.
ويرى تقرير أعدته "سي إن إن موني"، أنه على الرغم من اعتماد قطر على المواد الغذائية المستوردة، ثلثها كان بشكل أساسي يأتي من المملكة العربية السعودية والإمارات، إلا أن المخاوف من المقاطعة بدأت تتناقص جزئيا مع قدرة الحكومة على العثور على مورد بديل، بشكل أساسي إيران، التي قالت إنها تعتزم إرسال 100 طن من الفواكه الطازجة والبقوليات يوميا، كما ملأت منتجات الألبان التركية الثلاجات في محلات "السوبر ماركت" الكبرى في الدوحة.
الطيران القطري أيضا لحقه الضرر من قرارا المقاطعة، إذ تضطر الطائرات التابعة للشركة القطرية لقطع مسافات أطول لتجنب المناطق المحظورة عليها في مصر والسعودية والبحرين والإمارات، لكن الرئيس التنفيذي للشركة، أكبر الباكر، أكد جدولة المزيد من الرحلات وإضافة 24 وجهة جديدة في الأشهر الـ12 المقبلة لتجنب الخسارة.
وعلى الرغم من أن هناك تهديدات بسحب المستثمرين أموالهم خارج البلاد، إلا أن قطر تمتلك ثروة ضخمة، وهي واحدة من أغنى البلدان في العالم، ولديها استثمارات كبيرة في كافة أنحاء العالم. كل هذا يشير إلى أن الدوحة بإمكانها تحمل قطع العلاقات على الأقل في تلك الفترة، لكن ما هي الأوراق التي تمتلكها قطر لتلعب بها كرد على تلك المقاطعة؟
في تقرير أعدته صحيفة "مير نوفوستي" الروسية، أشارت إلى أن الورقة الأقوى التي تمتلكها قطر حتى الآن في هذا الشأن، والتي يمكن أن تمثل ضغطا قويا، هي ورقة الغاز الطبيعي، إذ تبلغ نسبة الاستهلاك الإماراتي من الغاز القطري نحو ثلث الاستهلاك اليومي.
وتضخ قطر يوميا نحو 56 مليون متر مكعب من الغاز يوميا إلى الإمارات، ما يعني أن قطع إمدادات الغاز ستشكل كارثة فورية في إمارات، وسيؤثر ذلك بشدة على محطات توليد الكهرباء في دبي والعاصمة أبو ظبي.
لكن هذه الخطوة ليست بهذه البساطة، إذ سيعتبر مثل هذا الإجراء بمثابة إعلان حرب، والرياض تتأهب للانقضاض على الدوحة، وقد بات واضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتدخل في الصراع، إذ يسعى الأمريكيون للإطاحة بقطر عن تصدر سوق الغاز المسال.
وفي تقرير أعدته "نيويورك تايمز"، قالت إن قطر هي من بدأت حرب إقليمية باردة، والسعودية تختار الآن اللحظة المناسبة للتخلص من خطر جارتها.
وعلى الرغم من صغر مساحة قطر، إلا أن الرياض سيكون عليها التفكير مليا في أي خطوة عسكرية، خاصة مع وقوف إيران وتركيا بشكل مباشر إلى جانب قطر، ومن ثم سيصبح الأمر صعبا.