بقلم: فاضل عباس
الثورة الشعبية التي بدأت في البحرين بتاريخ 14 فبراير 2011 وشكلت في سلوكها توافق مع ثورتي تونس ومصر كانت بداية الاحتجاجات في منطقة الخليج العربي، فهذه الثورة رجعت بذاكرتنا للتاريخ الخليجي والجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي وعمان والتي وان انطلقت وتمركزت في نضالها من سلطنة عمان – إقليم ظفار إلا أن البحرانيين شكلوا عصب مهم في قيامها ونضالها ضد دكتاتوريات الخليج وبالتحديد البحرين وعمان عن طريق قيادات ومناضلي الجبهة الشعبية لتحرير البحرين وتبنيها لمبدأ الكفاح المسلح لإحداث التغيير في الخليج، ويومها وقفت الإدارة الأمريكية وشاه إيران والنظام آل سعود ضد هذه الثورة الظفارية حتى تم قمعها.
ولكن يابي التاريخ إلا أن يعود من جديد لتكون البحرين مركز الثورة الديمقراطية السلمية لتحرير الخليج فثورة 14 فبراير قد شجعت الشعب في الحجاز ونجد من اجل التحرك للمطالبة بالديمقراطية عن طريق قيام ملكية دستورية تنهي هيمنة آل سعود على السلطة والثروة كما أنها شجعت رفاقنا في عمان للتحرك ضد نظام السلطنة المتخلف ولم يكن غريبا أن تنطلق شرارة الثورة من صلالة عاصمة اقليم ظفار لمن يعرف تاريخ هذا الاقليم ورجال ظفار وتاريخهم المشرف مع اخوانهم من البحرين  وأحرار نجد والحجاز في مقاومة هذه الأنظمة المتخلفة والقمعية.
واليوم أصبح شعب البحرين عليه مسئولية كبري في مقاومة النظام القمعي في البحرين والخليج بعد أن تحالف هذه الأنظمة وبشكل علني ضد ثورة شعب البحرين وثورة الشعب العماني، كما أن هذا التدخل الأمريكي في شئون البحرين عن طريق راعي الفتن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشئون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان وظهوره بمظهر الضاغط على النظام الحاكم في البحرين للإصلاحات هي محاوله مكشوفة ونفاق أمريكي لمن يعرف تاريخ فيلتمان في نشر الفتن في لبنان وعلى المقاومة الوطنية هناك  فكل هذه التصريحات الايجابية لفيلتمان اتجاه ثورة البحرين ما هي إلا محاوله للسيطرة على تداعيات ثورة 14 فبراير والسيطرة على مخرجاتها ومنع سقوط واحد من أكثر الانظمه تحالف معه ومركز لاهم قاعدة عسكرية للقوات الأمريكية ومركز للأسطول الحربي الخامس الأمريكي، لذلك نقول لفيلتمان أن شعب البحرين لم ينسي تاريخكم الأسود في دعم هذا النظام ضد شعب البحرين مند الاستقلال  وصمتكم على ما قام به من تعذيب وقتل بحق البحرانيين في السجون وخارجها ومن اليسار والقوميين والإسلاميين، فمحاولتكم وضع ديمقراطية على مقاس أمريكي لتكون نموذج للتغيير لكل الملكيات العربية بدلاً عن إسقاط هذه الأنظمة هو خيار مكشوف ويخالف حق الشعب العربي في كل قطر عربي في تقرير مصيره فكفاية نفاق وكذب يا فيلتمان ولترحل عن البحرين فليس لمثلك مكان بين شعب البحرين.