الأقباط متحدون - د. تيسير الياس : وسامك فخر لنا
  • ٢٣:١١
  • الثلاثاء , ٢٠ يونيو ٢٠١٧
English version

د. تيسير الياس : وسامك فخر لنا

زهير دعيم

مساحة رأي

٣٢: ١٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٠ يونيو ٢٠١٧

د. تيسير الياس
د. تيسير الياس

 زهير دعيم

الوتر الهائم يرقص بين أنامله جذلاً .
 
والنَّغَم الشجيُّ يترنّحُ فرحًا وهو يُعانقُ فضاءاته..
 
وعلم الموسيقى ينصاعُ له طائعًا ، فتأتي الثّمارُ يانعةً حلوةَ المذاق
 
يوشوش الوتر فيصدح ، ويُغازل النغمات فتسمو  ، فترتاح نفسك وكأنّي  بك امام الطبيعة البكر تتجلّى سحَرًا بمنامتها البهيّة.
 
أضف يا صاحِ  الى هذا وذاك انسانيته الجميلةَ المُلوّنة بالمحبّة ، العابقة بشذى العطاء،  المُتوّجة بالانفتاح والاسلوب الجميل، ومن ثَمَو 
امزج هذا الخليط الجميل في بوتقة واحدة ، ستحصل حتمًا على لوحةٍ جميلة أطلقْ عليها : البرفيسور تيسيرالياس ابن شفاعمرو البارّ، والذي حصل مؤخّرًا على جائزة أفضل محاضر في جامعة حيفا لعام 2017 .... وسام شرف ليس على صدره فقط،  بل على صدورنا جميعًا في الجليل؛ بل في كلّ زاوية ومفرق وناحية في هذه البقعة المقدّسة.وسام نتباهى به ونرفع رؤوسنا شمَمًا.
 
أذكر فيما اذكر أنّنا استضفناه  قبل  حوالي خمس سنوات في النادي الارثوذكسيّ  في عبلّين في ليلة وهّابيّة ، وكان لي الشَّرَف الكبير ان اقدّمه،   فاتحفنا أيّما اتحاف بفنّ الموسيقار الكبيرعبد الوهاب  ونمط حياته وعبقريته وهمسات عوده ووشوشات وتره ، حتى تمنيت  وقتها  لو كان عبد الوهاب حيًّا  وحاضرًا ليصفّق معنا. كيف لا وحديثه ذو شجون ، مموسق ، عطريّ ، هامس احيانًا وعاصف اخرى ، يأخذك على جناح النَّغم الجميل الى دنيا الواقع والخيال في آنٍ واحد .
 
حقٌّ وواجب علينا أن نفرحَ ونشمخ ونمتدحَ هذه الثّلّة الجميلة في مجتمعنا العربيّ  ؛ هذه الكوكبة التي ترفع رؤوسنا عاليًا ، فمجتمعنا العربيّ في البلاد يزخر بمثل هذه الوجوه النيّرة وهذه الشخصيّات المرموقة  من جرّاحين وأطبّاء ومحامين وعلماء وموسيقيين ومبدعين وفنّانين ورسّامين وشعراء وأدباء ، الذين يربطون نهارهم بليلهم في سبيل اسعاد الآخرين ، وادخال البهجة والمسرّة الى القلوب ؛ كلّ القلوب. وما البرفيسور الياس سوى واحد متميِّزٌ من اولئك ، ان لم يكن في  طليعتهم، لذا لم نُفاجأ حين سارع رئيس جامعة حيفا جوستافو ماش ليسبغ عليه المديح ويُقلّده وسام التفوّق والابداع ..
هنيئًا لنا به وبأمثاله ، وهنيئًا لنا بأناس عمالقة متواضعين كما السنابل الملأى بالحبوب تجول وتصول في مجتمعنا تزرع حقولنا قمحًا وخيرًا..
 
د. الياس لن ابالغ ان قلت أنّك  عنوان شموخنا  وموضع فخر لنا جميعًا... وأنّك لوّنت حياتنا الرتيبة في كثير من الأحيان بنقرات عودك الجميل ونغمات الحانك الشجيّة وهمسات روحك الأحلى...حلّقْ ايّها المايسترو الرائع فالنسور لا تعرف الّا القمم..

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد