وشباب السجون لا إفراجات لهم
مقالات مختارة | حمدي رزق
الثلاثاء ٢٠ يونيو ٢٠١٧
حسناً أصدر الرئيس القرار رقم 280 لسنة 2017، بشأن العفو عن باقى العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر المبارك، والعيد الـ65 لثورة 23 يوليو.
شكراً شكراً، العيد فرحة، ربنا يفرحك ويفرح مصر كلها، فلتجعلها فرحتين، ولتتعطف بالإفراج عن دفعة جديدة من الشباب المسجونين، لتفرح قلوباً، ولتسعد عائلات، وتزور السعادة البيوت الحزينة التى أظلمت بعد سجن الابن الغالى، مضى إلى سجنه تاركاً خلفه حزناً مقيماً، ياما فى السجن مظاليم.
أطلبها من الرئيس أن يفى بوعده، ويكمل أهم وأخطر مشروعاته قاطبة، الإفراج عن الشباب هو المشروع الأهم فى جملة مشروعات الرئيس، البشر قبل الحجر، وإذا أنجزه كاملاً غير منقوص سيكون خيراً وبركة، «ولا يجرمنّكم شَنَآنُ قوم على أَلَّا تَعْدِلُوا». أخشى فى غمرة المسؤوليات الرئاسية، والاستحقاقات الشعبية، والاحترازات الأمنية، وشبح الإرهاب المخيم، وتعقد خرائط الإقليم السياسية، والتضاغطات الخارجية، أن يتذيل استحقاق شعبى ووعد رئاسى بهذه الأهمية السياسية والضرورة الوطنية قائمة الأولويات الوطنية، وهو أولى بالاهتمام، «وَلَا تَعْدُ عيناك عنهم».
مجدداً حتى لا يظن بنا البعض الظنون، لا نطلب إفراجاً لمن تلوثت أيديهم بالدماء، ولا عفواً عن قتلة مجرمين وإرهابيين، ولكن نطلبه عفواً بحسب القواعد المستقرة والتى رشحت على أساسها لجنة العفو (لجنة الغزالى حرب) أسماء فى قوائم تمت مراجعتها حالة حالة، وإحالتها إلى الرئاسة التى أحالتها بدورها إلى اللجان الأمنية والعدلية.
معلوماتى أن القوائم المعدة تكفى لدفعات متتالية إذا صدق العزم، ومنذ الإفراج عن الدفعة الأخيرة 302 شاب فى مارس الماضى، سكت الكلام ومات، وكأن اللجنة اكتفت، أو أنهت أعمالها، لا حس ولا خبر ولا حتى مطالبات حقوقية، صحيح العارف بأوضاع الشباب فى السجون لا يعرف، ولكن ذكّر بعدالة القضية.
وأعلم أن الضربات الإرهابية الأخيرة عوقت الإفراجات التى كانت جاهزة تباعاً، وأعادت التفكير فى جدوى الإفراجات فى هذا الظرف الأمنى الدقيق، ولم تعد الطريق سالكة إلى الهدف الذى من أجله تشكلت اللجنة التى اجتهدت فى ترشيح قوائم معتبرة تضم طلاباً وجامعيين ومتظاهرين، وقائمة مضافة لكبار السن والمرضى، مشكورة اللجنة ولا شكر على واجب.
وعليه فليعد الرئيس الحياة لهذا المشروع الوطنى بإفراجات جديدة، ويواصل طريق العفو الرئاسى عن الشباب، السجون حبلى بحمل فظيع، وتفكيك هذا التكدس مطلوب أمنياً وسياسياً وبالأحرى وطنياً، وكما يعدنا الرئيس بالخير فى نهاية ولايته الرئاسية منتصف 2018، أتمنى عليه أن ينجز هذا المشروع فى توقيت متزامن بإفراجات متتالية ليفى بوعده.
ملف الحريات يجب ألا يغيب عن نظر القيادة السياسية، وكم أشاع التحرك الرئاسى فى هذا الملف ارتياحاً، وأحدث انفراجة، وخفف احتقاناً، وكل دفعة يفرج عنها تحيى أملاً فى النفوس، وتخفف عن كاهل الوطن المتعب، وتفتح فى الحائط كوة نطل بها على المستقبل.
السجون المصرية تحتاج إلى غربلة واعية، لا أحد يطلب إطلاق المجرمين الجنائيين والإرهابيين، ما نطلبه ونلح عليه ألا يترك الشباب فى غيابات السجون وظلماتها لنخرج منهم أسوأ ما فيهم، فى السجون يتم تحضير قنابل موقوتة ووحوش ضارية، أخشى على وطن يكرهه نفر من شبابه كراهية التحريم.
نقلا عن المصري اليوم