الأقباط متحدون - الشغب القطري مع جيرانها1-3
  • ٠٤:١٠
  • الاثنين , ١٩ يونيو ٢٠١٧
English version

الشغب القطري مع جيرانها1-3

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٣٤: ١٠ ص +02:00 EET

الاثنين ١٩ يونيو ٢٠١٧

امير قطر
امير قطر
د. مينا ملاك عازر
 
تعد الأزمة الواقعة بين قطر ودول الخليج هي الأزمة الأخطر في تاريخ الصدامات القطرية الخليجية لأنها وصلت للوضعالاقتصادي الذي تسعى دول الخليج أن يكون مؤلماً لقطر بقطع الطرق على رحلاتها الجوية والبحرية ناهيك عن البرية، وهو ما يعني توقف وصول الإمدادات لها أو صعوبة إتمام هذا على الأقل، وهو ما أدى لبدء تركيا وإيران في إرسال المساعدات الاقتصادية، ما يعني أن الأزمة هذه المرة أشد توتراً.
 
وقد سبق أن قطعت كل من البحرين، والسعودية، والإمارات، علاقاتها مع قطر في عام ٢٠١٤،وسحبت سفراءها من البلاد لمدة ٩ أشهر، ولكن المواجهة الأخيرة هي الأكثر قوة،وذلك لأنها تتضمن عقوبات اقتصادية، فنظراً لأن الحدود البرية الوحيدة الموجودة لدى قطر تقع مع السعودية، فإن أي تعطيل لتدفق السلع، والأشخاص جواً، أو براً،أو بحراً، يمكن أن يسبب اضطراباً اقتصادياً سريعاً، فضلاً عن أنه سيؤدى إلى اضطرابات اجتماعية وسياسية.
 
ما رصدته في السطور السابقة، لا يعني إلا أنه ثمة صدامات وأزمات أخرى علي الآن أن أرصد لحضرتك بعضاً منها لنتعرف على شغب طفل الخليج،فجذور التوترات بين قطر وجيرانها عميقة للغاية، وذلك من قبل الربيع العربي في عام ٢٠١١، وما تلاه من دعم الدوحة، رفيع المستوى، للتحولات الإسلامية في شمال أفريقيا وسوريا، ففي الواقع، كل الأزمات التيواجهتها دول مجلس التعاون الخليجي،المكون من ٦ أعضاء، على مدى ربع القرن الماضي، قد تضمنت قطر، بطريقة أو بأخرى، ولكن يبدو أن صبر زعماء الخليج الآخرين على سياسات الدوحة الإقليمية قد نفد أخيراً.
 
ولنبدأ بالعلاقات القطرية البحرينية لأنها الأقدم في الصدام، ولأنها الحدث الجاري بالتسريبات المذاعة من تآمر مستشار أمير قطر وأحد المعارضين البحرينيين ضد الملك البحريني، ففي منتصف القرن الـ١٩، برزت عائلة آل ثان باعتبار أعضائها أبرز وسطاء محليين للسلطة، وفي عام ١٨٦٨، توصلوا إلى اتفاق مع بريطانيا، ثم مع السلطة العليا في الخليج،التي اعترفت بقيادتهم لشبه الجزيرة، وقبل ظهور العائلة، تمت تسوية النزاعات في أجزاء من شبه الجزيرة القطرية من قبل عائلة آل خليفة حكام البحرين الحاليين،وعلى الرغم من أن عائلة آل خليفة قد حكمت البحرين منذ عام ١٧٨٣، إلا أنها خاضت نزاعاً إقليمياً مع قطر حول جزر «حوار»، التي ادعت كلتا الدولتين أنها تابعة لها،إلى أن تمت تسوية القضية فيمحكمة العدل الدولية في عام ٢٠٠١، وكانت البحرين وقطر على شفا خوض صراع على هذه الجزر في عام ١٩٨٦، ولم يقم البلدان علاقات دبلوماسيةكاملة سوى في عام ١٩٩٧، أي بعد مرور ٢٦ عاماً على كونهما دولاً ذات سيادة.
 
نتوقف هنا عند أولى الأزمات القطرية ولنلتقي في المقالات القادمة -بإذن الله- مع أزمات أخرى تشرح تاريخ قطر من الشغب.
 
المختصر المفيد الشغب يجري في الدماء أم هو بحث عن الوجود بسبب الإحساس بالتضاؤل.