الصراع الإقليمى الجديد بين المحافظ والثورى والتحررى
٤٩:
٠٢
م +02:00 EET
السبت ١٧ يونيو ٢٠١٧
بقلم د. جهاد عودة
دخلت قوات سوريا الديموقراطية، فى 6 يونيو الجارى، مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، الأبرز في سوريا، وذلك من الجهة الشرقية للمدينة بعد إعلانها «المعركة الكبرى لتحرير الرقة».
كانت قوات سوريا الديموقراطية بدأت في مطلع نوفمبر من العام الماضى، حملة «غضب الفرات» لطرد تنظيم الدولة من الرقة، وتمكنت من ذلك الحين من السيطرة على مناطق واسعة في محافظة الرقة وقطعت طرق الإمداد الرئيسية للجهاديين إلى المدينة من الجهات الشمالية والشرقية والغربية.
دخلت قوات سوريا الديموقراطية، فى 6 يونيو الجارى، مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، الأبرز في سوريا، وذلك من الجهة الشرقية للمدينة بعد إعلانها «المعركة الكبرى لتحرير الرقة».
كانت قوات سوريا الديموقراطية بدأت في مطلع نوفمبر من العام الماضى، حملة «غضب الفرات» لطرد تنظيم الدولة من الرقة، وتمكنت من ذلك الحين من السيطرة على مناطق واسعة في محافظة الرقة وقطعت طرق الإمداد الرئيسية للجهاديين إلى المدينة من الجهات الشمالية والشرقية والغربية.
وقام التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بشن هجمات من خلال الطيران والسلاح الحديث الذي قدمه لقوات سوريا الديمقراطية، وهذا الهجوم يحدث فى تفاعل مع سياقين آخرين: تداخل الحشد الشعبى والاستعداد للاستفتاء على استقلال أكراد العراق.
والحَشد الشعبيّ هي قوات نظامية عراقية، وجزء من القوات المسلحة العراقية، تأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة ومؤلفة من حوالي 67 فصيلاً، تشكلت بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية في النجف الأشرف من خلال المرجع الشيعي على السيستاني، كونه المؤسس للحشد الشعبي، وذلك بعد سيطرة تنظيم «داعش» على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال بغداد، وتم إقرار قانون هيئة الحشد الشعبي بعد تصويت مجلس النواب العراقي بأغلبية الأصوات لصالح القانون في 26 نوفمبر 2016.
وتكونت نواة الحشد من المتطوعين الذين استجابوا لفتوى الجهاد الكفائي وأغلبهم من الشيعة وانضمت إليهم لاحقاً العشائر السنية من المناطق التي سيطرت عليها داعش في محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار وكذلك انخرط في صفوف الحشد آلاف أخرى من مختلف الأديان والقوميات كالمسيحيين والتركمان والأكراد.
إن الحشد الشعبي خاضع لسيطرة الحكومة العراقية، ويعتبر منظومة أمنية ضمن المؤسسة الأمنية العراقية، كما صرح بذلك رئيس وزراء العراق وله ميزانية تقدر بـ60 مليون دولار من الميزانية العراقية المخصصة لسنة 2015، ولا يسمح للحشد بالعمل السياسى.
وتقدر ميزانية 2016 التي خصصتها الدولة العراقية للحشد الشعبي بترليون و160 مليار دينار عراقي، وتقدر فصائل الحشد الشعبي بـ67 فصيلاً موزعين بين العراق وسورية.
ثانياً، يعتزم أكراد العراق إجراء استفتاء بشأن الاستقلال سبتمبر المقبل، حيث قال هيمن هورامي، مستشار رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني، الأربعاء الماضى، فى تغريدة على موقع التواصل الاجتماعى«تويتر»، إن المنطقة الكردية العراقية تخطط لتنظيم استفتاء حول استقلال الاقليم في 25 سبتمبر المقبل.
وأضاف هورامي أن إقليم كردستان سيجري استفتاء للاستقلال في نهاية سبتمبر المقبل، وأوضح أن التصويت سيشمل مناطق كركوك وخانقين وسنجار ومخمور.
وتشكل اقليم كردستان العراق في عام 1992 واكتسب زخماً إضافياً بعد الإطاحة بالرئيس العراقي السابق، صدام حسين. وكانت حكومة كردستان أبلغت منظمة الأمم المتحدة، هذا العام، أنها تعتزم إجراء الاستفتاء حتى وإن أعربت بغداد عن معارضتها لهذه الخطوة.
وتقابل القوى الإقليمية الفكرة بفتور، كما تواجه المنطقة الكردية مشاكل اقتصادية حادة، وتأتي هذه الخطوة مع استمرار الجهود الرامية إلى هزيمة تنظيم داعش في العراق وسوريل، حيث تشكل القوات الكردية في كلا البلدين جزءا من الحملة العسكرية ضد التنزيم الإرهابى.
الآثار الاستراتجية الأولية لمصاحبة ثلاث أفعال تشكل المشهد الاستراتيجى فى شمال العالم العربى، كالتالى: 1- مصاحبة الهجوم على الرقة والانتصار سوريا الديمقراطية كردية الأصل مع تعزيز انتشار الحشد الشعبى عبر الحدود السورية العراقية وبدء التعبئة الكردية بشمال العراق للاستقلال وهناك عملية استراتجية حقيقية لصالح خلق وحدة دولية جديده فى العالم العربى.
2- مصادقة البرلمان التركى على اتفاقيتين بتأييد 240 نائباً خاصة مع دعم حزب العدالة والتنمية الحاكم لها، حيث سيتم تطبيق اتفاقية الدفاع المشترك المبرمة بين تركيا وقطر عام 2014 بالإضافة إلى تدريب قوات الدرك، يعنى أنه ولأول مرة ستتدخل القوات العسكرية التركية بطلب عربى منذ انهيار الدولة العثمانية عام 1922، وجاءت هذه المصادقة من البرلمان بناء على دعوة عاجلة من الحكومة التركية تحسباً لأى تطورات في المنطقة في ضوء الأزمة الخليجية التى بدأت في يونيو الجارى.
هناك بزوغ لثلاث كتل إقليمية مرشحة للصراع بينها: التكتل المحافظ ويضم السعودية والبحرين والإمارات ومصر، والتكتل الثورى ويضم إيران وتركيا وقطر وسوريا والعراق، بما فها الحشد الشعبى، والتكتل التحررى ويضمن التحالفات العسكرية والإيديوجية بقيادات كردية وتحالفات جماهرية مغاربية وتحالفات ثورية كحراك اجتماعى متنوع، وتتداخل مصائر التكتل الثورى مع التحررى أكثر من التكتل المحافظ .
3- المطروح بشدة قيام حرب باردة عربية ستكون عناصرها الجديدة العمليات الإرهابية، ورصد الشبكات المتعاونة وصياغة الاتفاقات الأمنية أو تفعيلها والتدريب المشترك وربما الغزو الجزئى، 4- هذه المرحلة الجديده للصراع الدولى الإقليمى من الأرجح سيعمل على خلق مخاض أكبر لإعاده التقسيم للعالم العربى وهذا التقسيم لن يقصر وحسب وعلى الدول الكبرى أمريكا وأوروبا «المانيا وفرنسا وإيطاليا» وبريطانيا وروسيا ولكنه سيعتمد على مشاركة دول التكتل الثورى والتكتل المحافظ فى عمليات التقسيم.
5- ما نشاهده هو بدايات الموجة الثانية الكبرى للربيع العربى ونقصد هنا أن عمليات التغيير ستكون أكثر عنفاً وأكثر دموية وأدق حسماً، 6- فى هذا السياق هناك دول ستميل أكثر للحياد أو الموازنة مثل الكويت وإسرائيل ولبنان وتونس.
نقلا عن الأهرم
نقلا عن الأهرم