الأقباط متحدون - أنبا مكاريوس يرد على تدريب الداخلية لكشافة الكنيسة
  • ٠٢:٠٤
  • السبت , ١٧ يونيو ٢٠١٧
English version

أنبا مكاريوس يرد على تدريب الداخلية لكشافة الكنيسة

نادر شكري

أقباط مصر

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

السبت ١٧ يونيو ٢٠١٧

الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا

نادر شكرى
بخصوص عرض مديرية الأمن بالمنيا تدريب مجموعات من الكشافة الكنسية لحماية الكنائس والمنشآت المسيحية، صرّح نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا وأبو قرقاص بأنه: بالفعل اقترح علينا السيد اللواء ممدوح عبد المنصف مدير الأمن، مشكورًا، أن ترشح الكنيسة مجموعة من شباب الكشافة الكنسية لعمل دورة تدريبية لهم من خلال هيئة الحماية المدنية، وذلك لتدريبهم على كيفية مواجهة المواقف الخاصة أثناء تأمين المصلين في الكنائس.
ومع تقديرنا لسيادته ورغبته في المساعدة، فإن ذلك قد يُساء فهمه من أصحاب العقول المريضة، على أنه جناح عسكري داخل الكنيسة، وقد يُفهم ضمنًا بالتالي أنه سيتم تسليحه بشكل أو بآخر، وهو أمر لا توافق عليه الكنيسة بلا شك.

أمّا الكشافة الكنسية، فالغرض الأساسي منها ليس عسكريًا ولا أمنيًا، وإنما تنظيمي في داخل الكنيسة فقط، وبالتالي فهو ليس دورًا شرطيًا لا في الداخل ولا في الخارج. وفكرة الكشافة - وقد أصبحت عالمية، وكما بدأها "بادن باول" - تقوم على التدرُّب على كيفية مساعدة الآخرين مجتمعيًا، واكتساب مهارات شخصية في الاعتماد على النفس، والإبداع في مجالات عدة، بعيدة كل البعد عن المجالات الشرطية.

إذًا يبقى أن نقول إن تأمين دور العبادة هو مسئولية رجال الشرطة، بالطريقة والاستعدادات التي تقررها الوزارة، بينما يقوم شباب من الكنيسة المحلية بالتنظيم الداخلي أو التمييز بين شعب الكنيسة والغرباء عن المنطقة. وقد أثنى رجال الداخلية كثيرًا على الدور التنظيمي العظيم الذي قام به الشباب بكثير من الرقي والنبل، في فترة الأعياد الأخيرة.

لا شك أن غرض الوزارة من هذا العرض هو تفعيل أكثر لدور الكشافة في حماية المنشآت المسيحية، أو إيجاد آلية إضافية للحماية، ولكن يُخشى من تبادل الأدوار وإلقاء اللوم عند وقوع حادث ما، على الكشافة الكنسية والشباب الذي تم تدريبه.

أذكر هنا أن البعض كان قد اتهم الكنيسة في وقت سابق بأنها تحتفظ داخلها بمخازن للأسلحة! ولكن أحداث ١٤ أغسطس ٢٠١٣ أثبتت بالدليل القاطع عدم صحة ذلك، فقد تدمرت الكثير من الكنائس وتم نهب ممتلكاتها بالكامل قبل إضرام النار بها، وبالطبع لم يجد الإرهابيون فيها أيّة أسلحة، وإلّا لما ترددوا لحظة في الكشف عن ذلك، كما أنه إذا كانت الكنائس بالفعل تمتلك أسلحة داخلها، ألم يكن من المنطقي استخدامها للدفاع عن نفسها في تلك الهجمات؟!
 «اللهُ في وسَطِها فلن تتَزَعزَعَ. يُعينُها اللهُ عِندَ إقبالِ الصُّبحِ.» (مزمور٤٦: ٥)