الأقباط متحدون -  !المزايدات الوطنية ... خيانة !!
  • ٠٦:٠٤
  • الجمعة , ١٦ يونيو ٢٠١٧
English version

 !المزايدات الوطنية ... خيانة !!

نبيل المقدس

مساحة رأي

٤٣: ١١ ص +02:00 EET

الجمعة ١٦ يونيو ٢٠١٧

صوره_أرشيفية
صوره_أرشيفية
نبيل المقدس 
          من العيب المزايدة بالوطن لكل مَنْ هو ضد الحاكم  , وإظهار روح الوطنية المفضوحة من اجل أجندة أو هدف خسيس مستغلا مشكلة ما , يواجهها الحاكم والنظام .. فتصبح فرصة عظيمة له, ويتخذ الأعمال التي تشكك في وطنية الحاكم ووطنية النظام كله , ويحاول إقناع الشعب برأيه إما بدلائل مزيفة , أو بالعنف والترهيب أحيانا , ولا يكتفون بهذا بل يتوجهون ويتكلمون بجهل إلي الأعلام المتواطيء معهم , ويملأون وسائل الإتصال الإجتماعي " الفيس بوك والتويتر" بالإشاعات التي تشير إلي خيانة وإنحراف الحاكم , وعدم وطنيتهم .. مثلما أثير في الأيام الأخيرة حول الجزيرتين تيران وصنافير اللتين كانتا في الأصل أمانة في يد مصر بالإتفاق مع السعودية .. وهذا ما تم الإنتهاء منه في سنة 1990 مع الرئيس السابق حسني مبارك  .. من المؤسف أن هذا العمل قوبل بكلمات بزيئة , لا يصح تخرج من مجموعات تدعي العلم والثقة والحُجج التي لا تحتاج إلي أي بحث في ما لديهم من مستندات أن تكون مُحرفة  أو  كلمات مُرسلة . 
       
       من الجهة الأخري نجد كل مَنْ يُساير النظام عن إقتناع وثقة فيه , يحاول جاهدا الدفاع عن ما يقوم به النظام , لكن المشكلة ان في جميع الأحوال لا يجد هؤلاء من الحكومة أي بيانات مُعلنة ورسمية , لكي يتخذها عنصر دفاع عما يتخذه النظام من قرارات . وهذا عيب كبير من الحكومات التي لا تبوح عن تفاصيل هذه القرارات التي تتخذها , فعليها أن توضح ملابسات واسباب إتخاذ هذه القرارات مع الشرح التفصيلي لكي يتفهمها ذو الثقافة العالية والمتوسطة حتي إلي عامة الشعب. صحيح أن قرارات الحكومة تُنشر في الجريدة الرسمية , وتُذاع في الميديا .. لكن كل ما ينشروه ما إلا عناوين أخبار , بدون تفاصيل .
     ينبغي يتم تخصيص ساعات في الميديا , لا لكي يستقبلون فيها علماء او كبار من الموظفين علي المعاش أو كانوا يتبوأون مراكز في دواليب الحكومة منذ عشرات السنوات .. بل المفروض يستضيفون فيها علماء إشتركوا فعلا في إقرار هذا الموضوع , كما يستقبلون الوزير أو نائبه الذي تم إلقاء عليه هذا الموضوع , ويتم شرح هذا القرار شرحا وافيا .. ومن الجهة الأخري لا ننسي أن يستضيفوا المعارضين  لهذا القرار , مع تقديم حجتهم وأسباب معارضتهم .
     التعتيم يؤدي إلي ما نراه يحدث دائما في الفيس .. لكْ و لتْ وعكْ وعجنْ , وسبْ في النظام , وإلقاء التهم علي رجال الدولة , والتشكيك في وطنية الرئيس وهي تهمة خطيرة موجهة إلي الرئيس مباشرة .. لكن مع ذلك لم يصدر إعلان التضييق علي هذا العالم الإفتراضي , الذي له القابلية في أن ينقلب عالما حقيقيا يُسبب  دمارا وخرابا للبلاد ... وواضح أن أغلب هؤلاء المعارضون للنظام لا تتغير فاشكالهم في جميع القرارات التي يتخذها الرئيس هي هي لا تتغير إلا بالماسكات والأقنعة التي هي وشاح دائم علي وجوههم ويلقون من خلفها السموم علي البوستات التي يتلقاها الأخرون لإحداث البلبلة في كثير منهم , ويا ويل  لو صديق من الأصدقاء كتب رأيا آخر متباين مع رأيهم  فلا ينوب منهم إلا السب والتشكيك في وطنيته , ويطلقون علي كل من يؤيد قرارات الحكومة " المطبلاتي " وكأن هذا الصديق البسيط يتطلع ويتعشم  إلي مركز من مراكز الدولة .
 
    المزايدة علي الوطن هي وسيلة الخونة الذين لهم أجندات خاصة بركوبهم علي الحكم , غير مراعين أن البلد يحيطها الإرهاب من جميع الجهات .. لا يضعون في حسبانم أن مصر مرت في ظروف ما يُسمونها بالربيع العربي , مما أدي إلي خلخلة في الإقتصاد وإنكسار روح المؤسسة الأمنية , ولولا الجيش لكانت مصر الأن . لا تتركوا مصر إلي هؤلاء المتشدقون بالوطنية الزائفة , ويزايدون عليه .. كل الموضوع هو اخذ بثارهم من الرئيس من بعد سقوطهم العظيم في إنتخابات الرئاسة , إن كان قلبهم حقا علي الوطن كنا نراهم مشاركين مشاركة حقيقية في تسيير البلاد .. هناك الكثير من الأعمال الوطنية والمجدية في تقدم البلاد , وهي اكيد ترحب بهم .. فنحن نري المعارضين في البلدان الأخري المتقدمة يقفون مع مؤسسات الدولة الحاكمة بأفكارهم ونقدهم البناء بدون إزدراء أو إستخفاف أو تهاون . 
 
      ولا ننسي هؤلاء الذين يتخذون الدين سبوبة في تحبيب صغار العقل والفكر مبادئهم .. فيقتنعون بفكرهم وينضمون إلي صفوفهم منهم مَنْ يختار الجهاد في سبيل الله  ومنهم مَنْ ينتظر أي شرخ يحدث بين الحكومة والشعب , مثلما كاد يحدث في أخر مشكلة مصطنعة , فيندسون في وسط الشعب لكي يحرضوا الشعب علي النظام .
 
      تعالوا بنا نعلى مصلحة مصر فوق كل شئ , اتحدوا الآن لخلاص مصر .. اتركوا الصراعات والانقسامات والاختلافات العقيمة .. لا تكونوا وقوداً لها بأفعالكم هذه , ولا وسيلة وأداء فى ايدى كل طامع فى مصالحة ونزواته .. حافظوا على أرض الكنانة مصر من الضياع والتسول والانهيار والانقسام .. مصر فى حاجة الى ابنائها الشرفاء فى هذا التوقيت العصيب والفترة الحرجة التى تمر بها .. كلنا فى سفينة واحدة لو غرقت لا قدر الله , فلن تقوم لها قائمة بعد , التاريخ والأجيال القادمة لن ترحمنا جميعاً..حفظ الله مصر , وحفظ جيشها خير أجناد الأرض .!!