الأقباط متحدون - العقل العربي وأيديولوجية العمل السياسي
  • ٠٦:٤٧
  • الأحد , ١١ يونيو ٢٠١٧
English version

العقل العربي وأيديولوجية العمل السياسي

د. عايدة نصيف

مساحة رأي

٣٢: ٠١ م +02:00 EET

الأحد ١١ يونيو ٢٠١٧

العقل العربي وأيديولوجية العمل السياسي
العقل العربي وأيديولوجية العمل السياسي

 بقلم :د/ عايدة نصيف

أرى أنه يجب أن يحدد العرب لأنفسهم أيديولوجية محددة المعالم للعمل الفكرى والسياسي كى يكون هناك مستقبل للمنطقة، وبالرغم من وجود تيارات خبيثة تجتاح المنطقة وتسعى إلى تفتيتها كما حدث في بعض البلدان مثل سوريا والعراق وليبيا، إلا أنه يجب أن يكون هناك مشروع للحفاظ على المنطقة العربية، مشروع يحافظ على استقلالية كيان كل دولة، وفى نفس الوقت مشروع ذو معايير محددة الملامح يجمع معظم الدول العربية. 

وإذا رجعنا إلى التاريخ وجدنا أنه كان ينبغى أن يكون هناك مشروع من سنوات وسنوات، وقد رأينا ما حدث بداية من أزمة الخليج في الماضى، ثم دخول العراق بحجج واهية، ثم ما أسماه الغرب بالربيع العربى استطاعت مصر أن تنجو منها، كل هذا يجعلنا نطرح السؤال: ماذا يريد العرب؟ وما هو تصورهم لمستقبل المنطقة؟ وما هو موقفهم إزاء التغيرات العالمية الهائلة والتي تؤثر على التغيرات في المنطقة في اللحظة الآنية التي نعيشها فهناك دول تتحول من دول صديقة إلى دول معادية وهناك دول أخرى تأخذ موقف الحلفاء لدول عظمى، هل التحركات التي تحدث في المنطقة تسير على خريطة محددة المعالم ولصالح العرب في المستقبل؟ وهل سوف تتغير خريطة الحدود السياسية في اللحظة المعاصرة، سمعنا كثيرا عن الحديث عن التعاون العربى المشترك، والحديث عن جامعة الدول العربية، وفى عهدا مضى سمعنا عن القومية العربية.

وفى حقيقة الأمر أننا أصبحنا في عصر لا يفهم غير لغة القوة، وفى سياق ذلك مصر هي رمانة الميزان دائما هي تمتلك الموقع الجغرافى والأرض والتاريخ والثقافة بل تمتلك الشعب الذي يضحى ويقاتل من أجل تراب هذا الوطن، شعب فولاذى عاش منذ بداية التاريخ يبحث عن الاستقرار وامتلك الأرض وحافظ عليها ويستعد كل يوم للحفاظ عليها بدمه، يتحمل المصرى أزمات كثيرة ففى زمن الاستعمار يجاهد وفى زمن المـتآمرين يقف قويا صلبا ويطهر الأرض منهم فالمصرى يتحمل كل شىء حتى تأثير الأزمة الاقتصادية عليه، يتحمل كل شىء ماعدا التفريط في حبة رمل من تراب هذا الوطن. 

هذه هي المقومات الثقافية للشخصية المصرية عبر التاريخ (حضارة - ثقافة –تدين-حفاظ على الأرض والعرض) وفى سياق هذا المصرى الفولاذى تستطيع مصر من خلاله أن تقدم رؤية مستقبلية للمنطقة العربية في ظل النظام الدولى، وارى خطوات الآن على هذا الطريق، ولكنها غير محددة الملامح وربما تتضح في الأيام القادمة نتيجة بعض التحركات التي تحدث الآن ضد قطر الإرهابية التي ساعدت على انتشار الإرهاب بقوة في الفترة السابقة مما جاء بالسلب على المنطقة. 

ولذا يجب أن تتعلم العديد من الدول العربية من الخبرات السابقة ومن سنوات الفرص الضائعة؛ فلقد وجد أمام العديد من الدول العربية الكثير من الفرص في الماضى في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ولكن للأسف قد أضاعت تلك الفرص؛ ولذا يجب التعلم من الماضى في علاقات الدول العربية بالدول العظمى، ومن ثم يكون هناك تأثيرا للعقلية العربية على المجتمع الدولى بقوة تحدد مستقبل مشرق وتاريخ قادم يعيش عليه الأحفاد.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد