الأقباط متحدون - السعودية تنقل الإرهاب إلى إيران
  • ٠٨:١٤
  • السبت , ١٠ يونيو ٢٠١٧
English version

السعودية تنقل الإرهاب إلى إيران

د. عبد الخالق حسين

مساحة رأي

١٦: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ١٠ يونيو ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. عبدالخالق حسين   
أفادت الأنباء عن "قتل ما لا يقل عن 12 شخصا وأصيب 42 آخرون في هجومين على مجلس الشورى (البرلمان)، وضريح الخميني في طهران. وشن مسلحون وانتحاريون الهجومين.. وادعى تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية أنه وراء تنفيذ الهجومين.. وإذا ثبتت مزاعم التنظيم المتشدد، فستكون تلك الهجمات الأولى التي يشنها التنظيم داخل إيران."(تقرير بي بي سي-1). لا شك أن الهجوم الإرهابي على البرلمان وضريح الخميني في قلب طهران العاصمة، له دلالة رمزية فائقة، لذلك لا بد وأن رد الفعل الإيراني سيكون حاداً وشديداً.

والسؤال هنا من وراء هذه الهجمات، خاصة وقد جاءت متزامنة مع الأزمة القطرية، التي حصلت مباشرة بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية، وموقف قطر المعارض لتصعيد العداء مع إيران، والتي واجهتها السعودية وحليفاتها الإمارات والبحرين ومصر ودول عربية أخرى، بقطع العلاقة معها ومحاصرتها براً وبحراً و جواً، مع اتهامها "بدعم الإرهاب"، والسعي إلى تعزيز علاقاتها مع طهران.

نؤكد أن عنوان مقالنا هذا ليس رجماً بالغيب، ولا نريد أن نطلق الكلام على عواهنه، أو توجيه الاتهام جزافاً إلى السعودية في نقل الإرهاب إلى إيران بدون دليل، بل جاء بناءً على تصريحات أدلى بها  ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وهو وزير الدفاع، والمعروف بتصريحاته النارية، وبتهوره في إشعال الحرب في اليمن، حيث صرح قبل أسابيع قائلاً:" ... ولن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سنعمل لكي تكون المعركة عندهم في إيران وليس في السعودية."(2)

لذلك نرى من حق إيران أن توجه إصبع الاتهام إلى السعودية، ومقاضاتها أمام الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، والمحاكم الدولية، كدولة راعية للإرهاب(3).

وها هو محمد بن سلمان ينفذ تهديده، فماذا نريد أكثر من هذا الدليل. والكل يعرف، بما فيه الغرب، حكومات وشعوب، وإعلام وباحثين أكاديميين، أن السعودية هي الممول الأكبر للتنظيمات الإرهابية ونشر التطرف الديني حسب تعاليم المذهب الوهابي التكفيري في العالم. وهذا الإرهاب الذي وقع اليوم في طهران، ليس تهديداً لإيران فحسب، بل وضد قطر أيضاً، فمن الممكن أن تحصل تفجيرات في الدوحة في المستقبل القريب، لتقابلها بالمثل في السعودية. فكلتا الدولتين (السعودية وقطر) تمتلكان المال الوفير، والأيديولوجية الوهابية الشريرة التي تبيح قتل الأبرياء، وتسيطران على تنظيمات إرهابية تنفذ لهما الأوامر. فالسعودية تسيطر على ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش)، وتنظيم القاعدة. وكذلك قطر تسيطر على (جبهة النصرة)، و(جماعة الأخوان المسلمين)، وفضائية الجزيرة التي تمثل صوت الإرهاب. فهاتان الدولتان هما حاضنتا وراعيتا الإرهاب الوهابي وتحت مختلف الأسماء، قامتا بتدمير العراق وسوريا، كما قامت السعودية بتدمير اليمن بالقصف الجوي. وقد أكدنا مراراً في مقالات عديدة عن دور السعودية في الإرهاب، وعلى سبيل المثال نشير إلى مقالنا الموسوم (السعودية دولة إرهابية يجب مقاضاتها)(4).

وفيما يخص استخدام الإرهاب في الحروب الحديثة بالوكالة، أو كما يسميها الباحث الإماراتي الدكتور جمال سند السويدي في كتابه (آفاق العصر الأمريكي)، بـ(الجيل الرابع من الحروب)، هو استخدام الإرهابيين، ليكونوا جزءً من مزيج الإرهاب والتقنية المتقدمة، وعناصر أخرى مثل الدين والأيديولوجيا  والهجوم من الداخل على ثقافة المجتمع، كعناصر تنتج صراعات من الجيل الرابع. (ص 563).

لذلك، فلما صرح محمد بن سلمان بأنه يعتزم نقل المعركة إلى إيران، فكان يعني ما يقول، وهذا يؤكد لنا أن للسعودية تنظيمات من الإرهابيين (داعش). وهذه التنظيمات كانت قد قامت بأعمال إرهابية في منطقة بلوجستان جنوب إيران عدة مرات، ولكن لم تصل إلى طهران من قبل. إن توجيه ضربة إرهابية في قلب طهران يقدم دليلاً آخر على مدى إمكانية توظيف الدين والمال لتحويل البشر إلى إرهابيين، وأن للسعودية، وحتى قطر، خلايا نائمة من الإرهابيين في كل مكان في العالم، يمكن إيقاظها وزجها بالعمل الإرهابي في أي وقت يشاء الأسياد.

وبناءً على ما تقدم، فإن السعودية، التي يقودها ملك مخرف، ووزير دفاع شاب متهور، تلعب بالنار وتدفع دول المنطقة إلى المزيد من الحرائق وعدم الاستقرار. فهل تنجح السعودية في مهمتها الإرهابية الإجرامية؟ وهل هي مستقلة في اتخاذ مثل هذه القرارات الخطيرة أم بأوامر السيد الأمريكي؟ لقد أثبت التاريخ أن من يشعل الحرائق فلا بد و أن تصل النار إلى بيته، وأفضل دليل على ذلك هو ما عمله الرئيس السوري بشار الأسد في دعم الإرهاب في العراق، إلى أن انقلب السحر على الساحر، حيث دمر الإرهاب بلاده، وقتل نحو نصف مليون، وشرد أكثر من نصف شعبه في الشتات. والسعودية لا يمكن أن تكون بمنجى ومنأى من الحرائق التي أشعلتها في دول المنطقة.
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com 
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/

ــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- تقرير بي بي سي: مقتل 12 شخصا في هجومين على البرلمان وضريح الخميني في طهران
http://www.bbc.com/arabic/middleeast-40184807

2- محمد بن سلمان: لن نُلدغ من إيران مرتين.. وسنعمل لتكون المعركة عندهم وليس في السعودية
 https://arabic.cnn.com/middle-east/2017/05/03/saudi-mohammed-bin-salman-relationship-iran

3- اتهامات إيرانية للسعودية بالوقوف وراء الهجمات في إيران
http://www.akhbaar.org/home/2017/6/229142.html

4- عبدالخالق حسين: السعودية دولة إرهابية يجب مقاضاتها
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=740

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع