الأقباط متحدون - قصة صدمات موجعة لم يتحملها قلب جورج سيدهم: انفصل عنه سمير غانم ورهن شقيقه مسرحه دون علمه
  • ١٩:٤٩
  • الخميس , ٨ يونيو ٢٠١٧
English version

قصة صدمات موجعة لم يتحملها قلب جورج سيدهم: انفصل عنه سمير غانم ورهن شقيقه مسرحه دون علمه

فن | المصري اليوم لايت

٢٤: ٠٧ م +02:00 EET

الخميس ٨ يونيو ٢٠١٧

 جورج سيدهم
جورج سيدهم

حبه للفن لم يقتصر على ظهوره بالأعمال الكوميدية ورسم البسمة على شفاة الجمهور فحسب، بل امتد لدرجة إنفاق أمواله على صرح ثقافي يعود بالنفع على الجميع، حتى امتلك الفنان جورج سيدهم مسرح الهوسابير الذي شهد أشهر العروض، وبدءًا من عام 1981 ازداد نجمه توهجًا بمشاركته في مسرحيتي «المتزوجون» و«أهلًا يا دكتور» برفقة صديق عمره سمير غانم.

رغم الحالة الإيجابية التي خرج عليها العرضين إلا أن ذلك لم يمنع الخلاف من الوقوع، يروي الفنان سمير غانم لصحيفة «الأنباء الكويتية» أنه فوجئ في تلك الفترة بوفاة شقيقه سيد غانم الذي كان يتولى إدارة أعماله، وقتها دخل في مرحلة اكتئاب شديدة، وحاول استعادت عافيته أملًا في العودة إلى الفن بشكل مختلف.

على الجانب الآخر أنفق «جورج» أمواله في شراء أحدث الأجهزة ضمن احتياجات مسرحه، وبسعادته لأعمال التطوير التي يجريها فوجئ بقدوم «سمير» مبلغًا إياه برغبته في الحصول على مستحقاته في المسرح والافتراق عنه فنيًا.


بالفعل انفصل آخر ما تبقى من فرقة «ثلاثي أضواء المسرح» ولم يجد «جورج» بدًا من العمل منفردًا في عدة أعمالٍ سينمائية ودرامية، إلى أن حلت الكارثة.

في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي تعرض مسرح الهوسابير لحريق دمر محتوياته كاملًا، إثر أعمال الشغب التي دارت في القاهرة آنذاك، ليُصاب «جورج» بجلطة في القلب حزنًا على ما ألم بـ«شقى عمره».

حالته الصحية استوجبت سفره إلى لندن لإجراء تدخل جراحي استهدف تغيير أحد الشرايين، وبالفعل استعاد عافيته من جديد وعاد إلى مصر مفعمًا بالحيوية، وفي محاولةً منه لتعويض خسائره افتتح مطعمًا للمأكولات الشرقية أداره بنفسه.


الطريف في مشروعه الجديد هو حرصه على إعداد الوجبات وطهيها بنفسه، كما أطلق على الوجبات أسماء أعماله الفنية، فعرض على زبائنه كباب «دكتور الحقني»، وكفتة «أهلا يا دكتور»، وورقة لحمة «طبيخ الملائكة».

عاد «جورج» في تسعينيات القرن الماضي ليشارك في بعض الأعمال الفنية، كان أهمها مسلسل «بوابة الحلواني» في جزئيه الثاني والثالث، وفيلم «الجراج»، ومسرحية «نشنت يا ناصح»، وخلال تلك الفترة حاول إعادة بناء مسرحه من جديد، قبل أن تحل الكارثة التي قضت على آماله تمامًا.

في عام 1997 فوجئ «جورج» بحجز السلطات على مسرحه دون أي مقدمات، وقتها تبين أن شقيقه رهن المسرح لأحد البنوك دون علمه حسب المنشور بصحيفة «الوطن الكويتية»، وهو ما أدى إلى سوء حالته الصحية من جديد حتى أُصيب بجلطة في المخ نتج عنها شلل تام في الشق الأيمن من جسده، كما أثرت على مركز الكلام.


ازدادت حالته سوءًا بإصابته بالتهاب رئوي إثر خطأ طبي تعرض له خلال خضوعه لتدخل جراحي، وذلك حسب ما روته زوجته الدكتورة «ليندا» في حوار لـ«المصري اليوم» عام 2009، ليبتعد منذ تلك الفترة، سنة 1997، عن الساحة الفنية نهائيًا.

عاش «جورج» فيما بعد في عزلة مع زوجته الدكتورة «ليندا»، والتي كشفت أنه لا يتقاضى أموالًا أو نفقة علاجية من الدولة، وما يحصل عليه فقط هو معاشه البالغ ٢٧٠ جنيهًا، ومعاشا آخر من نقابة المهن التمثيلية بمبلغ ١٥٠ جنيهًا، وهما لا يتناسبان مع تكاليف علاجه غالي الثمن، خاصةً أن بعض الأدوية يتم استيرادها من الخارج حسب روايتها، ورغم تلك الظروف قالت: «مستورة والحمد لله».

رضاها بالظرف الصعب الذي تعيشه مع زوجها لم يمنعها من الحديث عن معاناته، كاشفةً أن «جورج» لا يمتلك أموالًا: «كل اللى وصله أيام مسرح الهوسابير ضاع مع حريق المسرح، كما ضاع ما تبقى من أمواله فى صفقة الأجهزة التى استوردها من الخارج وتقدر بـ١٥٠ ألف جنيه»، قبل أن تلقي باللوم على رفيقه سمير غانم: «هى نفس الفترة اللى سابه فيها سمير غانم وطلب حسابه، كل ذلك قضى على جورج وعلى كل ما يملكه حتى أصبح على الحديدة»، لتعرب بعدها عن حزنها لعدم مساعدة الدولة لـ«جورج» لإعادة بناء المسرح.


نظرًا لتواري الفنان جورج سيدهم عن الأضواء منذ 1997 يعتقد أغلب أبناء الجيل الجديد بأنه فارق الحياة، في حين يواظب كل سنة على الاحتفال بعيد ميلاده، قبل أن يفاجئ البابا تواضروس الجميع ويزوره بمنزله في 2013، بعدها بعام يظهر في إعلان لإحدى شركات المياه الغازية سنة 2014، ضمن حملة رفعت شعار «يلا نكمل لمتنا».

في العام الماضي أجرت زوجته مداخلة هاتفية في برنامج «مساء الفن»، خلالها فاجأ «جورج» الجميع وتحدث إلى الجمهور قائلًا: «بحبكم.. كل سنة وأنتم طيبين».