تكرار الأحداث ضد الأقباط هو جرس يرن للكل كهنة وشعب .. راجعوا حساباتكم
إيهاب رشدي
الثلاثاء ٦ يونيو ٢٠١٧
كتب – ايهاب رشدى
لماذا يسمح الله باضطهاد الاقباط وهل هو بسبب خطايانا ام بسبب حسد ابليس .. سؤال يتردد كثيرا بين الاقباط ، خاصة فى هذه الايام ومع التكرار السريع للاحداث الموجهة ضدهم والتى تستهدف حياتهم ودماء ابنائهم .
فى عبارات قوية شاهدة للحق أجاب القمص تادرس يعقوب كاهن كنيسة مارجرجس سبورتنج بالاسكندرية على هذه التساؤلات - من الناحية الروحية – وذلك خلال عظته بإحدى الكنائس القبطية فى امريكا عقب أحداث المنيا الاخيرة قائلا ... إن بعض الاضطهادات التى حدثت كانت بسبب وجود خطايا فينا لا نريد ان نتوب عنها ، فالفساد دب على كل المستويات سواء فى الشعب او الخدام ( سواء كهنة اوخدام مدارس أحد ) و الصمت على الخطية مشاركة فى الخطية ، ليس من موقفنا ادانة الناس ولكن كنيسة الله المقدسة فماذا لو أفسدناها ( ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون ) لو 13
وذكر ابونا تادرس موقفا عاصره مع أبونا بيشوى كامل المتنيح حينما كان أحد أولاده يمر بظروف معينة فدعاه ابونا للهيكل ووضع يده على المذبح ووضع ابونا بيشوى يده عليه وقال للرب : " أى خطية يرتكبها فى هذا الموضوع احسبها علىّ من اجل خلاص اولادك "
وقال القمص تادرس فى تعقيبه على ذلك أن أولاد الله اعضاء فى جسد المسيح المصلوب ، فنحن نٌجرح من اجل معاصى الناس ونئن من اجل توبتهم ورجوعهم .
وعن احساسه نحو التكرار السريع للاحداث ضد الاقباط فى هذه الايام قال انه جرس يرن للكل كهنة وشعب راجعوا حساباتكم من جديد واطلبوا من اجل خلاص الناس وقدموا توبة عن كل انسان يخطئ حتى لو لم يكن مسيحيا .
ليتنا نسمع صوت الله فى الكتاب المقدس : ارْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ.
ليتنا نرجع إلى الله ونتفاعل مع حبه ونشتهى ان يزيل كل اثر للخطية لنكون طاهرين فى اعين الله .
واضاف ان الفترة الحالية ينبغى ان تكون فترة توبة وبدل من الاتهامات وتحليل الامور بطريقة بشرية نرفع أعيننا نحو الله ، وكل منا يبحث عن خلاص نفسه وسلام بيته وسلام من حوله ويعمل كل جهده ليكون سفيرا لله ، لأن الله يسمح بالضيق لأجل بنياننا ولأجل خلاصنا ، فالضيق يشعرنا باننا نعيش فى هذا العالم فترة مؤقتة ويجب ان نستعد للقاء الله .
وعبر القمص تادرس يعقوب عن إحساسه الداخلى نحو هذه الاحداث بأن الله يريد ان يعلم الكهنة أن هناك اطفال وعلمانيين ربما فى بساطتهم نستهين بحياتهم الروحية ولكنهم سبقونا إلى المجد وسيكونون اعظم منا فى يوم الدينونة .
وعن موقف الكنيسة تجاه هذه الاحداث تساءل قائلا هل تقف صامتة ام تتكلم ... واستند القمص تادرس الكاتب والباحث فى ابائيات الكنيسة فى رده على هذا التساؤل إلى موقف العلامة اثيناغورس عميد مدرسة الاسكندرية فى بداية القرن الثانى حينما قدم التماسا للامبراطور ولابنه وكلمهما بكل قوة ، موضحا انهم يتهمون المسيحيين باتهامات خاطئة ووضح لهما ما يفعله المسيحيون فى حياتهم . وأكد القمص تادرس انه من حق الكنيسة بل ومن واجبها ان تتكلم دفاعا عن المسيحيين ، لا تهين أحد وإنما بروح الحب والوداعة تكشف كل الامور .