الأقباط متحدون - الناهي : الفتنة ما عادت نائمة
  • ٠٩:٣٤
  • الأحد , ٤ يونيو ٢٠١٧
English version

الناهي : الفتنة ما عادت نائمة

٢٨: ٠٩ م +02:00 EET

الأحد ٤ يونيو ٢٠١٧

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كتب : محرر الأقباط متحدون
قال الدكتور صباح الناهي في مقال له تحت عنوان احذروا الفتنة فكلنا ضحاياهم في موقع البوابة نيوز منذ سقوط العراق والإجهاز على سوريا، ومحاولة إشغال مصر، أضحى عالمنا العربي وسط تقاطع كل النيران الدولية، وهو ساحة الحرب الأولى التي تتقاتل فيها الأجندات الدولية، بكل ثقل من أجل

مصالحها الإستراتيجية، من الاقتصاد والسياسة حتى ألعاب النت، ومن أقصى النظام الرأسمالي إلى أقصى الأجندات الشيوعية، ومن أجهزة الأمن إلى أجهزة الرادار، كل يجد مصلحته وأمنه من خلال المعرفة أو التأثير في متغيرات عالمنا العربي، الذي خربته قوى خارجية تدخلت في نسيجه، وزرعت ألغامها فيه لتنفجر الواحدة تلو الأخرى، بعد أن بلعنا الطعم وصرنا مجرد أدوات تحركها قوى عالمية لها مصالح ضخمة، لكوننا ببساطة العالم الأغنى بالطاقة والأعلى في مناسيب المياه الصالحة للشرب، ومخزونًا لا ينضب من الموارد الأولية، لكن السؤال الملح، هل يعي عالمنا لقدراته، أم أنه مجرد
سوق استهلاكية ينفق ما تنتجه الأرض التي يقف عليها على حد وصف كيسنجر؟
هل لديه إستراتيجية للبقاء والديمومة؟ هل يعي كم وحجم ونوع التحديات؟ والأهم هل يعرف مغزى أن يظل متفرقًا مختلفًا تتناهبه رياح الغرب والشرق؟ هل يعى قيمة أن يكون غنيا ويتفرج على فقراء مدقعين من أهل بيته؟ إنها أسئلة تعوزها الإجابات الناجعة المسئولة.

حين تنظر لما آلت إليه أمور عالمنا العربي المحترب مع بعضه، وتتحرى مغزى هذا الاحتراب المفتعل، إنه ببساطة قتال بالنيابة لا يخدم غير مصلحة العدو المشترك، ولا توجد استراتيجيات بعد أن سلم المفكرون والمثقفون القوميون الأمر، وأعلنوا حالة التفرج بعد صدمة سقوط بغداد، وتدمير سوريا وإلهاء مصر وتفكيك ليبيا وشل الجزائر وفك السودان، وسواها كانت أكبر من قدرة الخروج من هذا المأزق الذى يزداد تأزما وانسحاقًا.

أليست الفتنة التي زرعت في أوساطنا واستخدمت فيها عوامل قوتنا الافتراضية إلى نقاط لإضعافنا باستخدام الدين وحرف التدين، وضرب المكونات، وصراع لا طائل منه بين المذاهب، كم خسرنا من تلك الأزمات المفتعلة والخطيرة كم قتل شبان وترملت نساء ويتم أطفال؟، إلى متى لا نعرف كيف نخرج من هذه الدوامة التي يستخدمها عدونا ويشل بها قدرات الأمة، وينفذ ليسرق بيتنا العربي المكشوف؟

إنها الفتنة التي ما عادت نائمة، فقد أيقظت لتحرق أمننا وتعكر صفو حياتنا وتهدد مستقبلنا