الأقباط متحدون - نريد ناديًا للشباب لا للمسنّين
  • ١٦:١٥
  • الأحد , ٤ يونيو ٢٠١٧
English version

نريد ناديًا للشباب لا للمسنّين

زهير دعيم

مساحة رأي

٣٠: ٠٤ م +02:00 EET

الأحد ٤ يونيو ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
 بقلم : زهير دعيم
سألني أحدهم مرّة : هل أنت مُتقاعدٌ 
 
"مُتْ قاعد" ؟!!!
 
فأجبته قائلًا : لا يا سيّدي فأنا متواقِف " مُتْ واقِف "، فأنا ومنذ أن توقفت 
عن العمل في التدريس – هذه المهنة المُقدّسة بالفعل- لا أنفكُّ أعطي من قلبي وإحساسي ، فأكتب وأدبج المقالات والوّن صفحتي في الفيسبوك بالوان الروح والمحبّة ، واساعد هذا وتلك في عملية الكتابة والابداع والأدب، ناهيك عن السَّفَر الى خارج البلاد ولو مرّة في السّنة وأيضًا خدمة الحفداءبشكلٍ خاصّ ، ففي هذه الخدمة كما في خدمة ربّ السّماء أجد لّذّة لا تفوقها لّذّة.
 
ومع كلّ هذه المشغوليات والانشغالات فإنّي أجد نفسي أحيانًا في مللٍ وفراغٍ ووقتٍ يتثاءب وأتثاءَبُ معه ، ولا أجد في عبلّين من مُتنفَّس لهذه الرّتابة ولهذا الملل، وكيف أجدُ وعبلّين كما كلّ بلداتنا العربيّة في البلاد أو جُلّها تخلو من نوادٍ راقية تخدم المُتقاعدين – المتواقفين ، سمّها ما شئت.
 
.... نوادٍ راقية يجتمع فيها الكهول والشيوخ الشّباب حول فنجان من النيس كافيه وقطعة الكعك اللذيذة يتجاذبون أطراف الحديث حول الأدب والشعر والذكريات والسياسة والمجتمع ، اضافة الى المحاضرات في كلّ المواضيع المفيدة والمُلحّة، وبعيدًا عن السجائر والاراجيل وورق اللعب والسُّباب والشتائم التي يعلو غُبارها  فضاء نوادينا والتي يُطلقون عليها : نوادي المُسنّين ؛ هذه النوادي الموجود في قرنا والتي يرتادها جزء بسيط من متقاعدينا يُبذّرون الأوقات جُزافًا دون فائدة ، بل بالعكس فالأمر يعود عليهم بالضرر  الصحّيّ والروحيّ والاجتماعيّ.
 
وتساءلت اكثر من مرّة وأتساءل اليوم : لماذا في البلدات والمدن اليهوديّة المجاورة تجد مثل هذه النوادي والمقاهي والقعدات الرّاقية ولا تجدها عندنا؟
قد يقول قائل أو رئيس سلطة محليّة عربيّة انّ الميزانيّات عندنا  شحيحة  وهي تختلف عن تلك التي في البلدات اليهوديّة ، وقد أصدّق ، ولكنّ الأمر لا يحتاج الى مبالغ طائلة ، فيكفي ايجاد غرفة لناد ٍ وميزانيّة بسيطة، ونحن بدورنا نُساهم من جيوبنا وقلوبنا . وثق أنّ هناك مبالغ أخرى قد نحصدها ونُحصّلها من دوائرَ حكوميّة أو نقابيّة أخرى تعنى بمثل هذه الامور.
 
كلمة – فِش ميزانيات تُريِّح – كما تقول العامّة  ، ولهذا ترى مسؤولينا يتذرّعون بمثل هذه التذرّعات الهشّة والفارغة.
 
قال لي أحد المُعلّمين المتواقفين وبلغته المحكيّة الجميلة : " طقّينا يا صديقي ، طقّت أرواحنا من الفراغ وليس هناك من يقول لك وين أنتَ؟!!
 وانا بدوري أضمّ صوتي الى صوت هذا الزميل وأناشد القائمين على راس بلداتنا العربيّة أن يلتفتوا الى المتواقفين والمتقاعدين التفاتة قد تُلوّن حياة أشخاص بذلوا الغالي والرخيص في خدمة مجتمعهم،وحان الأوان ليقطفوا بعض الثمار التي تعبت في زرع اشجارها أياديهم.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد