5 أسباب لانتشار الإرهاب في بريطانيا.. السجون كلمة السر
أخبار عالمية | الوطن
٤٣:
٠٣
م +02:00 EET
الأحد ٤ يونيو ٢٠١٧
تشهد أوروبا بشكل عام، منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، عمليات إرهابية عدة، زادت خلال السنوات الأخيرة، مع توغل تنظيم داعش في سوريا والعراق، وسفر عناصر أوروبية للقتال في معاقله الرئيسية.
وتفتح العمليات الإرهابية الأخيرة، في بريطانيا، الباب للتساؤل حول الأسباب، التي تجعل واحدة من أكبر الدول الأوروبية عرضة لمثل هذه الهجمات.
وشهدت لندن، خلال العقدين الأخيرين، 7 هجمات إرهابية كبيرة، كان آخرها بالأمس، وأعلنت الشرطة أن 9 أشخاص قتلوا في الهجوم، بينهم 3 مهاجمين، بالإضافة إلى عشرات الجرحى الذين نقلوا إلى 5 مستشفيات.
وترجع بعض الدراسات، أسباب انتشار الإرهاب في بريطانيا على وجه التحديد لاحتضانها عناصر متطرفة، منذ الثمانينيات من القرن الماضي، قدمت نفسها على أنها مضطهدة في بلدانها الأصلية، فاستغلت الحرية وعملت على تشكيل شبكات عنقودية، تشكل في الوقت الحالي خلايا للعناصر العائدة من القتال في سوريا والعراق.
ومن ضمن الأسباب لانتشار الإرهاب في لندن، وفقا لهذه الدراسات، العنصرية تجاه الجيل الثاني والثالث من المهاجرين.
وتدلل الدراسات على ذلك، بأنه في عام 2013، أجرت إحدى الصحف البريطانية استطلاعا للرأي لمعرفة كيف يمكن أن يكون المواطن البريطاني سعيدا، فقال 69% ممن شاركوا في الاستطلاع إن المجتمع البريطاني سيكون أكثر سعادة، إذا كان خاليا من العرب والمهاجرين والمسلمين.
ويفسر ريتشار باريت، الرئيس السابق للمخابرات البريطانية، في دراسة له عن "الإرهابيين الجدد"، أن غالبية من ينفذون العمليات الإرهابية في لندن من الجيل الثاني والثالث للمهاجرين، الذين يشعرون بالاغتراب والعزلة عن المجتمعات التي يعيشون فيها.
وساهمت عملية حبس الجنائيين من البريطانيين مع المتطرفين في سجون واحدة، في تعزيز قدرة المتطرفين على تحويل السجون، لأماكن للتجنيد واستقطاب الجنائيين وتحويل سلوكهم العدواني لسلوك متطرف بنوازع دينية.
ولم يعرف عن بعض من نفذوا الهجمات في أوروبا بشكل عام، أي نشاط ديني، بل إن غالبيتهم كانوا متهمين في قضايا جنائية قبل أن يتحول نشاطهم داخل السجون، ومن أشهر هؤلاء، أميدو كوليبالي، الذي نفذ الهجوم على صحيفة تشارلي إيبدو مطلع عام 2015.
وتمثل ظاهرة الذئاب المنفردة واحدة من بين الأسباب التي أدت لانتشار الإرهاب في أوروبا بشكل عام.
ومصطلح "الذئاب المنفردة" وُلد مع "القاعدة" ونما مع بداية الألفية، وتضخم مع مجلة "إنسباير" التي تصدر عن التنظيم منذ 2010، وكان أول مقال بها لمؤسسها أنور العوالقي، بعنوان "الذئاب المنفردة.. كيف تصنع قنبلة في مطبخ أمك"، ويطلق المصطلح على خلايا التنظيمات المتطرفة في الدول التي لا تخضع لسيطرة فعلية لهذه التنظيمات، وخطورتهم تكمن في أنهم يمكن أن يكونوا شخصا واحدا أو مجموعة صغيرة تخطط بشكل منفرد لعمليات إرهابية تستخدم فيها مواد بدائية الصنع ومتفجرات شديدة الانفجار، وغالبا يتم تجنيدهم عن طريق المدارس السلفية الموجودة في أوروبا، أو الجهاديين الذين شكلوا خلايا عنقودية في البلاد التي حصلوا على حق اللجوء السياسي فيها، أو حديثا من خلال الإنترنت. وهؤلاء في الغالب أو معظمهم، موجودون في أوروبا، ويعانون من مشاكل عنصرية أو حالة اضطهاد، هذا بالنسبة لمن يحملون جنسيات هذه الدول (أي الجيلين الثاني والثالث من المهاجرين)، أما الأوروبيون من الذئاب المنفردة فيعانون، وفقا لدراسات، من حالات اكتئاب وملل واضطهاد.
ويمثل العائدون من القتال في سوريا والعراق، أحد أهم الأسباب لانتشار الإرهاب في برطيانيا.
ووفقا لإحصائيات، أعدتها مراكز بحثية بريطانية، فإن 1000 مواطن بريطاني سافروا للقتال في سوريا والعراق، موضحة أن بعض من عادوا منهم، عملوا على تشكيل خلايا عنقودية، مستفيدين من خبراتهم القتالية في البلدان التي قاتلوا فيها.
الكلمات المتعلقة