الأقباط متحدون - العيد الجديد لشهداء أقباط العصر الحديث
  • ٠١:٤٨
  • السبت , ٣ يونيو ٢٠١٧
English version

العيد الجديد لشهداء أقباط العصر الحديث

أوليفر

مساحة رأي

١٩: ٠٦ م +02:00 EET

السبت ٣ يونيو ٢٠١٧

 العيد الجديد لشهداء أقباط العصر الحديث
العيد الجديد لشهداء أقباط العصر الحديث
Oliver كتبها 
الروح القدس يقود الكنيسة بسلامه العجيب وقت الأزمات كما  يقودها بنفس النعمة وقت السلام.الروح القدس هيمن بالمحبة على مجمعنا المقدس فخرجت القرارات تاريخية ممزوجة بفكر واحد يعلن الحقائق بثبات و مرونة في الوقت ذاته.على أن أعظم قراراته أن يتم تحديد يوم إستشهاد شهداء ليبيا ليكن يوم عيد الشهداء الأقباط فى التاريخ الحديث.فماذا يعني هذا؟
1-إعتادت الكنيسة منذ قرون أن تقرر أصواماً طارئة فى أزمات عديدة مرت بها ثم ثبتت هذه الأصوام حتي صارت القاعدة أن الأقباط صائمون دائماً إلا قليلا. لا غرابة من كثرة الصوم فى كنيستنا فالصوم إستشهاد جزئى تموت فيه رغبات كثيرة بإختيارنا من أجل محبتنا للمسيح. و الصوم لا يعيش بمفرده بل يتحقق وسط صحبة من الفضائل مجتمعة. لذا فحين نصوم فنحن نعيش أيام ملكوتية حيث لا أكل أو شرب في الملكوت  بل شبع بعشرة المسيح الحبيب و مذاقة الأبدية معه.
- الإستثناء أن تضيف الكنيسة لأيامنا عيداً أو ليس صوماً.فالأعياد مستقرة منذ القرون الأربعة الأولى.فيما عدا عيد النيروز الذى أضيف أواخر القرن السادس لأعياد الكنيسة لكن آخر عيد أضيف في جيلنا هو عيد تجلي السيدة العذراء مريم فى كنيسة العذراء بالزيتون منذ حوالى خمسون سنة.و اليوم اضيف عيد عظيم لأعيادنا و فيه رتبت أم الشهداء عيداً لأولادها الشهداء في جيلنا.فمرحباً بعيد يبلور مجداً صار لهذا الجيل فهذا عيد شهداء جيلنا.
2- قرأنا الأحداث برؤية سياسية مراراً كثيرة.و قرأناها بمنطق إنسانى و حقوقى و برؤية  قانونية للأحداث كجريمة ضد الأقباط.فلما إنسكب الروح بغنى على كنيستنا قرأت لنا الأحداث بروحانية و تبلورت روحانية الإنسكاب بجعل عيد للشهداء يصير بنداً في الألحان و القداس و العظات.روحنة الأحداث عمل إلهي.إستجابة المجمع المقدس له أحد ثمار عمل الروح القدس فى كنيستنا.
3- العيد روحي و المعني روحي و هذا لا ينفي أبداً أنه تأريخ موثق لما يمر به الأقباط.فهو رأي إلهي فى هذا الجيل سيصبح مكتوباً و مستقراً  في كتب الكنيسة و طقسها و ألحانها تشهد فيه كنيستنا بحكمة و جرأة و تعلن ما عبرت به من آلامات و إضطهادات شاهدة أننا جيل الإستشهاد في العصر الحديث.إنها لغة تكريم ستبقي للشهداء و لغة كاشفة لمرارة الأحداث تعلنها للعالم و العيد هو اصبع إتهام للجناة والمتواطئين. و كما نذكر دقلديانوس كمتهم في دماء الشهداء الأولين سيفهم السامعون كل مرة مَن هم المتهمون في دماء الأقباط و حتى لو لم تذكر السير اسماءهم فكل عصر منسوب لقادته.لذلك كان عيد النيروز هو الوحيد الذى تدخل ولاة مسلمين لإيقاف الإحتفال به لأنه رسالة ذات أوجه كثيرة  حدث هذا على فترات أثناء القرون من الثامن إلى العاشر.
4- هذا العيد شهادة لشجاعة بطريركنا و أساقفتنا لأنه وثيقة ضد رغبة كل من يريد أن يطمس الأحداث أو يلبسها ثوباً سياسياً نازعاً من تاريخنا أحداثاً هى بطولات في الإيمان و جولات إنتصرت فيها الكنيسة على كل الظروف فكيف لا تخلدها بالإحتفال الروحى.
5-هذا العيد تعزية حقيقية لكل أهالى الشهداء و تكريم للمعترفين الذين اصيبوا.يوم مهيب سيكون لمسة حانية من أم تعرف أن تشارك أبناءها آلامهم بلغة المسيح.يوم يرفع الروح المعنوية لهذا الجيل. يوم تشجيع سمائى.يوم تكريم الجميع للشهداء.يوم ستبدأ الكنيسة فى رسم أيقوناته سريعا حتي يتم عمل زفة لهؤلاء الشهداء فى كل كنيسة.سيتعاظم هذا اليوم الجميل في قلب الكنيسة يوما فيوم.
6-عيد الشهداء الأقباط فى العصر الحديث سيكون وعاءاً فضفاضاً يتسع لكل الأحداث التى عبرت و ستعبر .إنه مجرد عنوان للشهداء.لن ينفع فيه أن نذكر أسماءاً بعينها.بل أسماء الأحداث بأماكنها فحسب مع عمل كتاب تاريخي مستقل يجمع كل التفاصيل ليكون وثيقة مؤصلة تكتب الحقائق دون تهوين أو تهويل تستعين بلغة روحية تناسب جيلنا و شهداء جيلنا.لا تكتف بكتابة الأحداث بل بشرح الوقائع المحيطة بها و البيئة السائدة في عصرنا من أوائل السبعينات.و يتضمن الكتاب جميع أنواع الإضطهادات و ليس الشهادة فحسب.سواء كانت إضطهادات جماعية سائدة أو فردية فجة مثل صفر الثانوية العامة الشهير و مثل حبس أطفال المنيا و حبس جرجس البارومى و غيرها من أحداث شبيهة.لابد من كتاب يخرج كاتبه عن مؤثرات الأحداث و يحلق بلغة روحية لائقة تجعل القارئ يمجد الله الذى أمسك بيد هذا الجيل حتى النجاة رغم قساوة الأحداث.
7-عيد الشهداء الأقباط يمكن أن يصبح نقطة تلاقى بين الكنائس و عيداً للتعزية المشتركة بينهم فالدماء جمعت الكنائس و توافد رؤساء كنائس العالم  لملاقاة الرئيس و القادة السياسيين لأجل مساندة أخوتهم الأقباط و هو محل تقدير من كنيستنا ما يمكن ان يصبح نقطة إنطلاق للحوار المسكونى واضعين نصب الأعين دماء شهداء الإيمان ليكونوا نبراساً للحوار الروحى و اللقاء الأخوى.
- من دمك الزكي الكريم إمتد دم شهداءك يعانقه.ليصيرا معاً في شريان كنيستك فتنتمى لك و لقديسيك أيضاً.من دمك يصبح لكل مسيحي ثمناً سماوياً و مجداً سماوياً و قصة سماوية.من دمك الزكي يا فادينا العجيب تتفرع كل الأعاجيب و تتفرق و تشمل الكبار و الصغار النساء و الأطفال المعروفين و المجهولين فالدم المرشوش يكسوهم كمظلة و يوحد صورتك فيهم فيكونوا أيقونتك المحببة.من دمك نتعزى و نثبت و ننال غفراناً و من دمائهم نتعلم و نبادلك المحبة و نثبت في إيمانك.
من دمك صار الخلاص من الموت و بدماءهم سينفتح للعميان و الجهال أبواب الخلاص لأنك أعطيت من دمك لدماء شهاداءك عملاً سمائياً يعملونه فهم الآن مثلك مشغولون جداً بخلاصنا و خلاص أعدائنا.
لذلك نقدس دمك الزكى الكريم و نسجد لك يا من بالدم جزت بنا بحور الموت.بالدم صارت أسمائنا قدام ابيك الصالح مستندة على وساطتك.بدمك نلنا روحك القدوس و بروحك القدوس نلنا دمك فالدم جمعنا بالثالوث الذى نقدسه إلى الأبد.
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد