الأقباط متحدون - رسالة الى شهيد من المنيا
  • ٢٣:٤٣
  • الجمعة , ٢ يونيو ٢٠١٧
English version

رسالة الى شهيد من المنيا

د. مجدي شحاته

مساحة رأي

١٧: ٠٦ م +02:00 EET

الجمعة ٢ يونيو ٢٠١٧

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

  بقلم : د. مجدى شحاته                                                                 
  
أخى الشهيد

لقد حملت الصليب ونلت اكليل الشهادة عن طيب خاطر وبكل الحب ، شاهدا ومجاهرا عن ايمانك الراسخ  بالمسيح  المخلص أمام القتلة ، بكل الشجاعة والاقدام والثبات . والصليب أيضا يحملك ويمضى بك الى الغاية المبتغاه . ما أعظم المجد المدخر لك يأخى الشهيد ، عندما قبلت الشهادة على اسم يسوع المسيح بكل الشجاعة والصبر والثبات أمام القتلة . قبلت أن تموت حبا فى المسيح لأنه مات حبا فيك . لقد سطرت يأخى الشهيد على رمال مصر وانت فى طريقك الى الدير، صفحة مضيئة حروفها من دم طاهر ذكى قلت فيها " لا اريد  أن اعيش لنفسى ، بل لك وحدك  يايسوع ، فلك أعيش  ولك اموت كما عشت أنت ومت لى . " نعم يا أخى لقد نفذت الوصية " اجذبنى ورائك فنجرى" ( نش 1 : 4 ) . لمن كانت حياة المسيح ؟ أليس لك يأخى؟ لماذا اذن لا تكون حياتك كلها له ؟ ولماذا لا تكون حياتنا كلها له ؟؟ وهو الصادق الامين الذى قال : " وأنا كذلك لك .. " ( هو 3:3 ) . نعم حياة يسوع المسيح  لنا ، وبذلها من أجلنا " الذى مات لأجلنا حتى اذا سهرنا او نمنا نحيا جميعا معه " ( تس 5 : 10 ) . فيا أيتها النفس العزيزة الغالية المحبة للمسيح ، أى مجد

فزت به .. وأية سعادة حصلت عليها حينما يخاطبك الهك السماوى قائلا : " وأنا كذلك لك .." ؟؟    أيها الشهيد الحبيب ، لقد تبعت مخلصنا الصالح ، تسعى ورائه حاملا صليبك ، وهو يناديك : " أنا هو الطريق والحق والحياة ، ليس أحد ياتى الى الآب الا بى " ( يو 14 : 6 ) . نعم شهدت بكل الصدق والشجاعة أمام قاتليك ، بأن يسوع وحده هو الطريق الى ملكوت السموات .  الذين قتلوك لم يكن يدركون عظم ومقدارالجرم الذى ارتكبوه فى حقك وحق الانسانية كلها . لقد قال معلمنا بطرس الرسول : " أنا أعلم أنكم بجهاله عملتم كما رؤساؤكم أيضا ." ( اع 3 : 17 ) . ولو ان عدم الجهل وعدم المعرفة  لن يخفف مقدار الجرم البشع الذى ارتكبوه وقصاصه السماوى ، ولا يبرر الانسان منه  فالجهل  والحماقة وعدم المعرفة  لما يرتكبة الانسان من شر ، لا يخول له القيام بجريمة  ازهاق الارواح  ، فالقتل قتل .. والشر شر .. أينما وقع . قال الحكيم : " أما يضل مخترعوا الشر ؟؟ " ( ام 14 : 22 ) . ان كثرة مزاولة الشر تعمى الطبيعة الطيبة فى الانسان فلا يقدر ان يفرق بين الخير والشر . فالذين  يفعلون الشر يرتكبونه بجهل ، لأنهم  لو أدركوا ان هذا

الشر يهلكهم  لما ارتكبوه ، بل يأتونه متلمسين منه الفائدة ، بل كثيرا ما يختارون الشر على انه خيرا !! " تأتى ساعة فيها يظن كل من يقتلكم ، أنه يقدم خدمة لله " ( يو 16 : 2 ) . ان مجد الكنيسة يتجدد على الدوام  بدم شهدائها  هكذا الوعد .. لكل من آمن بالرب يسوع ، ان مت معه فستحيا أيضا معه . تأكد أيها الاخ الحبيب ، لقد سلكت الطريق الحق ، فلا طريق الى السماء الا طريق الصليب ، ولا يمكنك أن تستعفى منه ، لانك ترغب بلوغ السماء ، تسعى مع المعترفين الذين سبقوك  لتسجل شهادة جديدة فى سنكسار العصر . تقدمى أيتها النفس البارة الى عرش الله ، بقلب ملؤه الثقة والايمان .. اليس الطريق معدة ومقدسة بالدم ؟  فاسلكيها  بكل شجاعة وسلام ، بلا أدنى تردد او ريب ، فأنت فى رحاب ملكوت السموات ، ومع المسيح أفضل جدا