السيد المسيح المعلم الأعظم
أوليفر
الجمعة ٢ يونيو ٢٠١٧
Oliver كتبها
كثيرون يظنون أن السيد المسيح له المجد تجسد ليخلصنا من الموت و الشيطان فقط بينما أنه كانت هناك أهداف أخرى هامة جداً و كلها مرتبطة بخلاصنا .فالمسيح المخلص جاء أيضاً لنعرف الآب و لننال الروح القدس.جاء ليقدم نفسه الطريق و الحق و الحياة.جاء لنأخذه مثالاً في كل شيء.جاء لتكون لنا حياة و ليكون لنا أفضل.جاء ليكشف حيل إبليس و يتجرب مثلنا لكي ينتصر لنا . جاء ليؤسس الكنيسة و يصالح الإنسان مع الآب و مع نفسه و مع الآخر و أهداف أخرى كثيرة منها ما نجهله و منها ما نعرفه مثل أنه أيضاً جاء ليغربل التعليم و يكمله و يضع فارقاً بين التعليم الإلهي و وصايا الناس.و فى هذا التصحيح كان له كلاماً نارياً يكشف زيف تعاليم الكتبة و الفريسيين و تضمنت وصاياه أن لا يكن لنا أبا أو سيداً أو معلمين لأن معلمنا واحد المسيح.و قد كتبت عن لا تدعوا لكم أباً ثم مقال آخر عن لا تدعوا لكم سيداً و الآن عن لا تدعوا لكم معلماً.
لماذا المسيح له المجد هو المعلم الواحد
المسيح يعلم بسلطان و ليس كالكتبة مر1: 21.كم من مرة بهتت الجموع من تعليمه مت7: 28 و مت22 :33,مر11: 18 لو4: 32 و كان إخراج الشياطين هو إنفراد للمسيح عن كل التعاليم السابقة حتي تساءل الناس ما هذا التعليم الجديد لأنه بسلطان يأمر حتي الأرواح النجسة فتطيعه مر1: 27.تعليم بسلطان, تعليم جديد, تعليم يخترق النفس و القلب.أيضاً الجديد في تعليم المسيح هو تعليم الأبدية تعليم الملكوت لو21: 7 و هذا ما سمعنا به من قبل.إنه تعليم مختلف عن تعليم جيله و كل الأجيال السابقة.لذلك هذا النوع من التعليم هو للوحيد الجنس يسوع المسيح. من هنا فإن معلمنا الواحد الوحيد الذى إستحق لقب المعلم الصالح لو18:18.العجيب أن التلاميذ و حتى الشعب كانوا كلما إحتاجوا إلي معجزة أو كانوا في ورطة يطلبون الخلاص منها ينادون المسيح بلقب (يا معلم).فعلوا هذا حين هاج البحر و حين ماتت الصبية و حين جاءه أخرس و مواقف كثيرة و كأن التعليم صار بالمعجزات و المعجزات صارت تعليماً هذا إنفراد خاص للمسيح في تعليمه ففي هذه كلهاهو المعلم الواحد مر4: 38 مر9: 17ولو8: 49 .المجتمع اليهودي كان عنده فئة من الناس يناديهم معلمين و كان تعليم هؤلاء نابع من ذواتهم. تعليم بشري ناقص يتناقض مع أفعالهم.لذلك نهى السيد المسيح تلاميذه أن يدعوا هؤلاء الكتبة و الفريسيين معلمين بل بالأكثر نهى التلاميذ أن يكون أحدهم معلماً للآخر.لكي يكون الجميع متعلمين من الله يو6: 45.لهذا يقول لهم وأما أنتم فلا تُدعَوا سيدي لأن معلمكم واحد المسيح وأنتم جميعًا إخوة مت23.وأنتم جميعاً أخوة هنا تنفي أن يكون تلميذ ذو مكانة أعلي من تلميذ آخر أو تلميذ معلم لتلميذ.فلم يأخذ التلاميذ التعليم من بعضهم البعض بل من المعلم الواحد الصالح.كلهم أستقوا من نفس النبع من نفس الروح الواحد.
هل منح الكتاب المقدس لقب معلم لغير المسيح؟
نعم بكل تأكيد منح الروح القدس لقب معلم لأناس كثيرين جداً و ليس فى هذا كلام تناقض مع كلام المسيح لا تدعوا لكم معلماً فلكل كلام رسالة و مغزى فلا نأخذ آيات المسيح بحَرفية بل نفهم مقاصده.ففى سفر الأعمال نر غمالائيل الذى يصفه الكتاب(معلم الناموس)أع5: 34 .ثم بإنتشار الخدمة و الكرازة صار في الكنيسة معلمين أع5: 42.و دعي برنابا و سمعان و لوكيوس معلمون في الكنيسة أع13 : 1 و أقام بولس الرسول في بيت (معلماً) بكل مجاهرة أع28: 31 .حتى خدام الأطفال تسموا (معلم الأطفال) رو2: 20. و في تقسيم الوظائف الروحية يقول بولس الرسول أم المعلم ففي التعليم رو12: 7. 1كو12: 29 و غل6:6. و التعليم أحد عطايا الروح القدس للكنيسة لذلك أعطي البعض أن يكونوا معلمين أف4: 11.و هؤلاء مكلفين بالتعليم كو1: 28.فليس المعلم صورة و نفوذ لكنه خادم يوصل تعليم المسيح.كو3 : 16.و يجب أن يكون المعلمون فاهمين ما يقولون و ما يقررون 1 تي 1 : 7 أي أن التعليم بحكمة و معرفة و ليس بعشوائية.كذلك يجب أن يلزم التعليم فكر المسيح متجنباً الفكر الذاتي و تعليم الحكايات الشعبية الذى سماه الكتاب - مستحكة مسامعهم (لانه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح، بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعهم 2 تى 4 : 3 ).و التعليم ليس مقصوراً على الرجال.فمن العجائز أيضاً معلمات للصلاح تى2 : 3.لكن لا نشتهي أن نكون معلمين عب5: 12 .يع3: 1.و أخيراً يختتم الكتاب المقدس كلامه عن المعلمين بتحذير عن المعلمين الكذبة 2بط2: 1. إذن يوجد معلمون فى الكنيسة وهو لقب يمنح للمؤهلين للتعليم حسب مواصفات واضحة في الكتاب المقدس و لا تعارض بين هذا و بين كلام المسيح لا تدعون معلماً لأنه
كان يقصد أشخاصاً أهمهم الكتبة و الفريسيين و آخرين أيضاً فمن هم؟
من هؤلاء الذين لا يجب أن ندعوهم معلمين
1-المعلمون الكذبة بصفاتهم الثمانية الواردة في رسالة بطرس الثانية إصحاح 2. و صفات أخري في رسالة يهوذا عدد 8-13.
2-الأنبياء الكذبة هم أخطر المروجين للتعاليم الكاذبة مت7: 15-19.
3-المعلمين الذين لم يتتلمذوا و لم يلتصقوا بالكلمة تى1: 9 التلمذة هى بداية المحبة و الإلتصاق بالكلمة هو إستمرار المحبة الأولى. الذين بدأوا و لم يكملوا ضاع منهم اللقب و لو ناداهم الشعب كله يا معلم يا معلم لأن الرب سحب منهم لقباً لا يستحقونه بل صار لقب بعضهم الشقى الأعمي و الفقير و البائس و العريان رؤ3: 17 -الذين يعثرون رعيتهم يفقدون القدرة على التعليم الصحيح مهما نالوا من رتب عالية أو شهرة أو إحتموا بالكهنوت .
4- الذين يعلمون غير ما يعلمنا الكتاب المقدس الذين حرمهم بولس الرسول قائلا لهم (أناثيما) غل1: 8.
لذلك نفتخر بالقديسين الذين علمونا كلمة الله و علمونا الآب و الإبن و الروح القدس .نكرم المعلمين الذين قاوموا التعليم الباطل و البدع.نمتدح جميع الذين حفظوا التعليم الذى تسلموه من رب المجد.نلقبهم بلا تردد أنهم معلموا المسكونة.و لا نحسب هذا تناقض مع قول الرب يسوع لا تُدعَوا معلِّمين لأن معلمكم واحد المسيح.فمن تعليم المسيح ينبع كل تعليم صحيح و من ملئه أخذنا.