الأقباط متحدون - للإنسانية عنوان
  • ٠١:٢٥
  • السبت , ٢٧ مايو ٢٠١٧
English version

للإنسانية عنوان

ماريو منير قلادة

مساحة رأي

٤٨: ٠٥ م +02:00 EET

السبت ٢٧ مايو ٢٠١٧

الشهيدة مارفي هاني محسن
الشهيدة مارفي هاني محسن

 ماريو منير قلادة
عندما يكتب قلمى لا اعرف الى اى جهة سيذهب ..أللخير ام الشر ؟؟..أللنفع ام الضرر ؟؟...ولكنى اعلم شئ واحد فقط انه سيكتب الكلمة التى عجز اللسان عن الافصاح عنها وتعب العقل من التفكير فيها ، ويستمر قلمى ينزف بحبره كما ينزف قلبى بدمه وعينى بدموعها ، مع كل فاجعة ينبض لها القلب وتنهمر لها الدموع باحثة عن مجرى ترسى فيه مياهها ولكنها لم تجد له نهاية بعد لكننى اثق انها ستصل حيث ترقد وتسكن...

هاهى صفحات تسجل من جديد فى سجلات كنيستنا القبطية الشامخة التى لاتزال الى اليوم تقدم ابنائها شهداء من اجل اسم واحد فقط نرجوه دائما وهو السيد المسيح ....

نخرج من احزان استمرت لمدة اربعين يوما لشهداء غدر بهم الارهاب وسط محفل عيدهم بداخل بيتهم السماوى الارضى لندخل فى حزن جديد لشهداء غدر بهم الارهاب ايضا ولكن بطريقة مختلفة ...

اطفالا لم يعرفوا معنى الكره بعد ...لم يعرفوا معنى الغدر بعد...لم يعرفوا ما هو ذلك الشئ الموجه لجبهتهم ...لم يعرفوا ماهو السبب وراء حدوث ذلك ، كل ماعرفوه هو شئ واحد فقط "من سيفصلنا عن محبة المسيح..." فرددوا تلك العبارة القائلة "ان عشنا فللرب نعيش وان متنا فللرب نموت"...

ان كان لأى شئ عنوان نعرف به مايحتويه ذلك الشئ من الداخل...فاللانسانية اعظم عنوان وعنوان الانسانية القلب ، القلب الذى يحب..القلب الذى يرحم ..القلب الذى يسامح..القلب الذى يجرى فيه سائلا ورثناه من أبا واحد وهو ابونا آدم ، ولو بحثنا اكثر فى كلمة الانسانية لوجدنا معناها مجموعة من وجهات النظر الفلسفية والاخلاقية التى تركز على كفاءة الانسان...

من اين لكم ذلك القلب المتحجر الذى صمد وقرر ان يطلق النار على طفل برئ ...الم تمروا بفترة طفولتكم؟!..الم تتذكروا ايامها عندما كان آبائكم يضمونكم بين ايديهم ؟!..الم تشعروا بتلك اللحظة من الدفء حينها فى طفولتكم؟!..ام انكم عبرتم تلك الفترة من حياتكم عبور الكرام وكانت تلك هى أسوء فتراتها فلذلك قررتم الانتقام؟!...نعلم يقينا ان قلبكم انتزع من بين ضلوعكم واصبحتم بلا قلب وبلا عقل ايضا تلهثون وراء افكار متطرفة عنيفة ساقوها لكم بكأس منذ صغركم فصرتم على هذا الوضع الذى أنتم فيه الآن من القتل واستباحة الدماء...

هذا لن يجعلنا لحظة أن نفكر فى ترك مسيحنا الحى أو ترك ايماننا الذى ضحى من أجله جميع من عشق تلك الديانة التى تقرر المحبة حتى للأعداء ...
نطلب من الله أن يعزينا ويرحمنا ويثبتنا فى المسيح والامانة المستقيمة الى النفس الاخير

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع